الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحكومة والمعارضة والمقاومة !!


لماذا يجب أن تتعارض قيم الحرية مع قيمة الإدارة والنظام ؟ هل الانهيار والفناء شرط من شروط التمتع بالحرية ؛ أقول قولى هذا و أنا أشاهد عبر الفضائيات الإخبارية الأحرار والحرائر المتغنين بالثورة فى وطننا العربي من صنعاء والخرطوم من الجزائر إلى تونس إلى ليبيا ومنها إلى دمشق وبغداد، وبالطبع يحق لى أن استثني من ذلك مصر التى نجت بوعى شعبها فجميعهم طلبوا الحرية لكنهم سحقوا الدولة والنظام تحت أقدامهم فسحقتهم الفوضي فلا حرية أصابوا ولا نظامًا أبقوا لتتبلور أمامنا بالتجربة العملية فلسفة هؤلاء الأحرار الجدد ولنرى لأول مرة فى التاريخ مصطلح المعارضة المسلحة يحل محل مصطلح التمرد والإرهاب و الخروج على الدولة والقانون ولئن سألتهم فى ساعة صدق ليقولن : نحن لا نكذب ولكننا نتجمل ،ربما نحتاج أن نعود إلى معانى الأشياء ومن تلك المعانى التى يجبأننتوقف عندها مليا كلمة الحكومة التى إذا تم الكشف عنها فى المعاجم لوجدتها بعد التجريد : حكم ومن مشتقاتها :الحكمة والحكمة من الإحكام والربط وهى مرادف لكلمة العقل والعقل أيضا هو الربط ومن مشتقاتها العقال ، لذلك فالمعارضة الناضجة تريد أن تتغول على معنى كلمة حكومة وترفض الإيمان بقيمتها فالحرية قيمة كبري لا يمكن ان نتخلى عنها إذا بالغ فى استخدامها حر من الأحرار وكذلك الدولة والحكومة والمؤسسات قيمة كبري جامعة لا يمكن أن ننكرها إذا حدث انحراف ما فى جهة ما من شخص ما لذلك فعلينا أن نتفق على أنه إذا انتشرت دعاوي لا تساعد الشعوب على ترسيخ مبادىء الحكمة والإحكام والحكم والربط فلا يمكن أن نعتد بها كجزء من المؤسسات مهما ساقت من حجج أو مبررات ولا يمكن أن نطلق عليها معارضة بل الأصح أن نسميها مقاومة ورفض وخروج على المجتمع والأعراف والمواثيق ومهما كانت وجاهة حامل تلك الدعوات المسمومة ومها حمل من شهادات محلية كانت أو دولية.

فالخطورة التى لمستها فى اتجاهات وأساليب شخصيات بارزة من أمثال الدكتور البرادعى و كل من يحذوا حذوهم أو يؤيدهم أو يدعمهم بعلم أو بجهل تجعلنى أقول أنها دعاوي مفخخة وألغام وحق يراد به باطل و اتجاه يكرس لعصراللا دولة واللا حكومة ويستخدم قيم الحرية ليهدر بها قيمة الإدارة و النظام وهذا ما حدث فى البلدان العربية التى تحدثنا عنها والتى ضربها ربيع قادم من جنة الفوضي .

نحن فى زمن المعارضة بدون تخصص أو قاعدة تحدد لهافلسفة الإختلاف أو أفق المعارضة ومداها و أهدافها وهذا النوع فى قاموس السياسة إسمه مقاومة لا معارضة و فعل المقاومة فى الاساس يعنى أنك لست حزء من الدولة ولا تؤمن بوجودها ولا بأهميتها لبقاء المجتمعات والأمم لذلك تصطف مع عدوها وتتموضع فى وضع المحارب لها وسلاحك هو التجييش المستمر لقوى الشعب ضد الدولة والشحن المستمر والحض على إسقاط الأنظمة بإثارة البلبلة بمناسبة وبدون .

لا يمكن أن نرفض المعارضة إذا كان هناك حزب معارض يستند إلى مجموعة أو نسبة من الشعب لا يهم إن زادت أو قلت المهم أنه يتحدث بإسمها وهو فى ذلك يعد معارضة مطلوبة نقبل دعواه ونعتبره مفوض بالحديث عن الناس نقبله رسميا بل وننادى بإحترامه كجزء أصيل من مؤسسات الدولة وهو غالبا مؤيد للدولة ووجودها فى العموم لكنه قد يكون رافضا لسياسة معينة أو مجموعة سياسات للحكومة كما أنه لا يتوقف عند الرفض فحسب لكن لديه بدائل وكوادر وبرامج بديلة مدروسة لكل ما يرفضه فى الحكومة التى يعارضها وكذلك نحن لا نرفض معارضة أى برلماني مستقل أو غير مستقل يعارض ويشاكس من موقعه التشريعي والرقابي الرسمي لصالح ما يراه أصح كممثل للشعب أمام الحكومة.

ولا نرفض رأيا لصحافي متخصص و محقق نشأ فينا ونعلم حسن نواياه و أمانته ويقيم بيننا لديه الشجاعة أن يتحمل تبعة دعواه أو قائد رأي معلوم التوجه مسبقا ويتبني وجهة نظر المعارضة الرسمية ليثير قضايا حقيقية تهم المواطنربما غابت عن الحكومة وهومع كل ذلك يعلم مسئولياته ويعى قسوة عقاب الناس والتاريخ اذا كان مضللا..
لكننا أصبحنا أمام معارض من نوع جديد لا يريد أن يكون جزء من النظام الرسمي ويريد فقط أن يهاجم من الهواء ويتحرك بلا قاعدة ويتسرب من بين أيدينا كالماء وقت الأزمات لا يحمل مسئوليات فتستطيع الإمساك به إذا خرق السفينة وأغرقنا جميعا كل ما يفعله الإثارة والفرار أو التكفير والهجرة أو أن يطالبنا بخرق السفينة وهو يحمل طوق نجاة لا يتسع إلا لشخصه فقط .

فى النهاية لا يسعنىإلا أن أقول وبصراحة أن المعارضة مسئولية وإذا كنت قويا فى الحق فكن على قدر مسئولية الكلمةوتكلممن أرض راسخة لكن ماحدث أن كل من نادى بالفوضي و التخلى عن الحكومة والدولة والنظام لم يقف ليتحمل مع الشعوب تبعة دعواته ولم يعانى مع الشعوب ويلات سقوط الدول بل هاجروا جميعا إلى منتجعاتهم الهادئة فى بلاد مستقرة وادعة لذلك تجد معارض اليوم لا منتمى سياسيا ولا جغرافيا ، قد يكون جراح أو موظف مرموق فى منظمة دولية أحيل للتقاعد أو مصفف شعر أو"بودى جارد" سابق لراقصة أو ممثل فاشل انحسرت عنه الأضواء أو مخرج مأجور لا يعبر عن رؤية إصلاحية بقدر ما يحرض الناس على الإنتحار القومي والمقامرة بمصائرهم ووجودهم. 
 
لذلك يأتي السؤال الملح ؟ حيث أنك اختارت خدمة الناس من مهنة محددة سعيت لهاسعيا عندما كنت غضًا غريرًا فهل اكتشفت بعد نضج أنك كنت مخطىء وتريد اليوم أن تمتهن السياسة لأنها أخدم للناس من مهنتك التى تعرفها؟ .. إن كانت الأجابة نعم فكل الذى أود أن أذكر به كل تلك القوى المموهة أنكم تستطيعون تشكيل حزب وممارسة السياسة عمليا والتقدم للناس و حمل أختام تفويضهم والإضطلاع بالمسئولية كبدائل هذا أذإ وجدتم من يثق فيكم فإذا رضي عنكم الناس فعليكم أن تقبلوا ماسيفعله بكم الناس وترتضوا محاكمة التاريخ والشعوب و إذا لم يفوضكم أحد فالصمت للأبد أولى بكم جميعا ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط