الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر على طريق الجودة


منذ إطلاق الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية في عام ٢٠١٨ كإحدى ثلاث هيئات تتولى إدارة منظومة التأمين الصحي الشامل، ولدي فضول وشغف في التعرف أكثر على عمل هذه الهيئة تحديدًا، والأهداف التي ترنو إلى تحقيقها، لذا حرصت باهتمام على تلبية الدعوة الكريمة لحضور احتفالية الهيئة بمناسبة اليوم العالمي للجودة، لاقترب أكثر من طبيعة هذه الهيئة، واستراتجيتها لبلوغ درجة "الجودة" في القطاع الطبي الوطني بكل ما يشهده من تحديات.


أثار ارتياحي أن يكون هدفي لتلبية الدعوة للمشاركة في احتفالية الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، هو ذاته السبب وراء اقامتها، وهو التعريف باستراتجيتها ودورها، ليكون الجميع شريكًا في المسئولية التي تضطلع بها الهيئة، والنجاح الذي تسعى لاحرازه، ففي جلسة بعنوان: معًا نصنع الفارق، حرص القائمون على الهيئة وفي مقدمتهم الدكتور أشرف اسماعيل، رئيس مجلس إدارة الهيئة، على ايضاح كل ما يتعلق بمهام الهيئة، وأدوار الفاعلين بها، وأطراف عملية تقديم الخدمة الطبية الذين يتحمل كل منهم جانب من المسئولية، بل كان التأكيد جازمًا على أن المواطن ذاته يتحمل قدرًا من المسئولية، أبسطها عندما يبادر في فتح الطريق أمام عربة الاسعاف ليحمي حياة المريض الذي تنقله للمشفى.


أدى القائمون على الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية دورهم على أكمل وجه، في كشف طبيعة عملها بكل شفافية وبأسلوب سلس ساهم في تبسيط المفاهيم والمطلحات، ووجدت من واجبي وأن أحد الحضور أن أشير في مساحتي المخصصة للكتابة هنا إلى أبرز ما قيل، لعلي أسهم في إيصال الرسالة التي تستهدف الهيئة تحقيقها، والتي أراها أهم الهيئات الثلاث من ناحية ضبط ايقاع منظومة التأمين الصحي الشامل، فبينما تضطلع هيئة التأمين الصحي بمهام الإدارة والتمويل، وتتولى هيئة الرعاية الصحية مهام تقديم الخدمة، فإن الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية هي بمثابة المايسترو الذي يشير بما يجب، ويراقب كيفية التنفيذ، ويضمن الالتزام تحقيقًا لعنصر الجودة.


فالهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، تتخذ لنفسها شعارًا من كلمتين: الإلتزام والتميز، حيث يبدأ دورها بتحديد المعايير المطلوبة لاعتماد الجودة الطبية، واعتماد المنشآت الطبية التي تستوفي تلك المعايير، إلى جانب تدريب أطراف المنظومة لتطوير أساليب العمل وتنمية قدراتهم، ثم المتابعة ومراقبة التزام تلك المنشآت والأفراد بتقديم الخدمة في ضوء معايير الجودة اللازمة، وذلك للوصول إلى التميز في جميع النظم والخدمات الصحية، فدور الهيئة لايتوقف عند ضمان جودة الخدمات الطبية بل والتحسين المستمر لها.


كان حديثُ القائمين على الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية خلال اللقاء المفتوح واقعيًا يستندُ على معرفة واعتراف تام بتحديات المنظومة الصحية، سواء على مستوى القدرة البشرية او الموارد والتجهيزات الطبية، وضعف الثقة في المنظومة الصحية الوطنية، وذلك برأيي أهم مقومات النجاح، فالتشخيص الجيد نصف العلاج، والتمني للقائم على الإرادة نصف النجاح، والتخطيط الفاعل يختصر نصف الوقت والجهد والتكلفة في الوصول إلى الهدف، و لايمكن أن أغفل الطاقة الايجابية التي رأيتها تكتنف فريق عمل الهيئة، حيث تسود روح التعاون والتنسيق التي لم تغب علي كما كانت بادية للحضور، فالادوار محددة وواضحة، ولكن في إطار من التكامل يحقق في النهاية أهدافًا تنسب إلى الهيئة ككل، وترتقي بالمنظومة الصحية المصرية وفق المنظور الشامل.ض


وتبقى الحقيقة.. وتيرة التطور في العالم تتسارع في كافة القطاعات وفي مقدمتها القطاع الطبي، ومواكبة هذا التطور لم تعد رفاهية، فالتوقف يعني أن تتأخر، والعمل وفق منظور محلي لايواكب المعايير الدولية هو نوع من الفشل، وتقديم الخدمة وفق مفهوم "ارضاء المواطن" ليس في الإمكان أن ينسحب على الخدمة الطبية، فالمسألة هنا "حياة أو موت"، ونحن عازمون وماضون نحو اتباع برامج طبية حديثة، وفق أعلى المواصفات، فمصر على طريق "الجودة".


وختامًا أقتبس عبارة الدكتور أشرف اسماعيل، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، التي اختتم بها كلمته في صدر كتيب هام عن الخطة الاستراتيجية للهيئة للأعوام من ٢٠١٩ حتى ٢٠٢٢، والمنسوبة للكاتب الأمريكي نابليون هيل : لا أخشى أن نذهب بعيدا.. فالنجاح ينتظرنا هناك.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط