الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من بينها أبو عرصة وكوم اليهود.. مأساة قرى ونجوع نفر منها سكانها ولم ينصفهم إلا القضاء

مدرسة قرية أبو عرصة
مدرسة قرية أبو عرصة بمحافظة الدقهلية

داخل إحدى كليات جامعة القاهرة، وقف مجموعة من الطلاب مع بعضهم البعض للتعارف في أول أيام دراستهم الجامعية، وليخبر كل منهم الآخر عن بلدته ومحافظته التي قدم منها، حتى تحدث الجميع وجاء الدور على "محمد ع" أحد الطلاب الجدد، والذي سكت برهة ليكتفي بعدها بذكر اسم محافظته وأنه من مواليد محافظة الدقهلية.

صمت "محمد" بقصد إخفاء اسم البلدة التي ولد بها، لعلمه بكم السخرية التي سيتعرض لها ممن يخبرهم من زملائه بأنه من إحدى قرى مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية وتدعى قرية «أبو عرصة»، ليكتشف بعدها أن حاله حال العديد ممن هم في سنه من قرى ونجوع عدة في المحافظة ذاتها والتي تحمل قراهم أسماء وألقاب منافية للآداب وللذوق العام.

معاناة "محمد" من اسم قريته الذي لم يختره كما لم يختر آيا منا اسم بلدته أو قريته، فكل منا ولد في موطنه وارتضى على حد وصف المثل المصري «بختك يابو بخيت»، كانت سببا في ضرورة البحث عن طريقة قانونية لتغيير أسماء تلك القرى التي تتنافى مع الآداب العامة ما بين السلطة التنفيذية تارة ممثلة في مراكز المدن والمحافظة وما بين السلطة القضائية تارة أخرى.

اليوم وبعد طول انتظار، طالبت النيابة الادارية ببلقاس وجمصة، محافظة الدقهلية بتغيير أسماء بعض قرى مركز بلقاس بسبب ما وصفته بمنافيتها للآداب والأخلاق العامة، موجهة خطابا رسميا لسكرتير عام محافظة الدقهلية، بضرورة مراجعة أسماء القرى والعزب والكفور والنجوع التى تحمل دلالات منافية للآداب العامة والأخلاق العامة أو دلالات عنصرية وأسماء غير مفهومة بالمخالفة للقانون وذلك وتغييرها.

قرار النيابة الإدارية في بلقاس، جاء بعد ملاحظة له أثناء الحضور إلى مقر النيابة، وجود قرية على مدخل مدينة بلقاس باسم «أبو عرصة» وهو اسم ينافي الآداب والأخلاق العامة، مما يستوجب تغيير الاسم، وبعدها كلف قسم المعلومات وإدارة المجالس واللجان برئاسة مركز ومدينة بلقاس بإمداد النيابة بأسماء القرى التابعة لمركز بلقاس، والتي تبين من بينها على سبيل المثال: «كوم اليهود، والعبيد، والسود، وواعر، و الشلطيطة، وعزبة كفر الغول»، والتي من شأنها تسبب الحرج للمواطنين المقيمين بها جراء هذه الأسماء.

قرار النيابة الإدارية بمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية والذي أثلج صدر "محمد" الذي عانى خلال دراسته الجامعية من اسم قريته، كما أثلج صدور الكثيرين من أبناء محافظة الدقهلية بعدما شكلت المحافظة في استجابة سريعة منها لجنة لتغيير أسماء تلك القرى التي تحمل أسماء منافية للآداب، كان بمثابة بادرة أمل لكثيرين في العديد من قرى الجمهورية والذين تحمل قراهم أسماء يستحيون من ذكرها أو لا تدعوا للتباهي أو الفخر بها.

ففي محافظة البحيرة، طالب الأهالي أكثر من مرة لتغيير أسماء قراهم كونه سببا للسخرية منهم بين العديد من ابناء القرى المجاورة، والتي من بينها قرى «الجربوعة، كمعشة، العكريشة، الشفخانة، سحالي».