الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سلطان الدم التركي ينشر«بيرقدار» في قواعد الوفاق بليبيا.. ومصر تؤكد: تنبهنا للخطر منذ سنتين وأدواتنا مستكملة لضبط حدودنا..والطائرات من دون طيار الذراع الطولى في حربنا ضد الإرهاب

صورة لــ البريقدار
صورة لــ البريقدار بعد أن أسقطتها دفاعات الجيش الوطني الليبي

  • مصر أول مستخدم لطائرات المدى الطويل –الصينية الصنع- من طراز "CH-5" بعد الصين
  •  تصنيع مشترك مع بكين لطائرة من نوع WING LOONG
  •  مصرتسعى لتطوير برنامجها الخاص للطائرات من دون طيار
  •  الطائرات المصرية أكثر تطورا وتحملا للظروف الجوية في الصحراء بعكس مثيلاتها في دول أخرى

نشرت تركيا وقطر طائرات بدون طيار في القواعد الجوية التي تسيطر عليها القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية. ويمكن لهذا النوع من طائرات “بيرقدار تي بي 2” الطيران حتى ارتفاع 20 ألف قدم، وحمل حمولة تصل 150 كيلو جرام ، والتحليق لمدة تصل إلى 24 ساعة متواصلة، كما تتميز بقدرات الإستطلاع الليلي وإمكانية إجراء مهام المراقبة والاستطلاع و تدمير الأهداف.

زيت أردوغان في دقيقه
ويشرف على تصنيع الطائرة سلجوق بيرقدار، متزوج من بنت أردوغان الصغرى سمية. ولا شك أن سلطان الدم التركي إردوغان يجرب أسلحته الجديدة في الحرب في ليبيا والتي أثبتت حتى الآن فشلها التام.

الحدود المصرية- الليبية الشاسعة، البيئة المثالية للجماعات الإرهابية المسلحة، باتت تجتذب العناصر المتطرفة الأخرى العائدة من سوريا والعراق بعد أن قامت تركيا بنقلهم لليبيا، عجلت برغبة الجيش المصري لعقد صفقات في أنواع جديدة من الأسلحة لم تكن معروفة في السابق لدى القوات المسلحة، وغيرت في العقيدة العسكرية لصالح حرفية إدارة الصراع مع هذه العناصر والجماعات لتحقيق التفوق والسيطرة.

والصحراء الليبية أصبحت مرتعا وملاذا آمنا للدواعش والقاعدة بعد أن ضاق بهم الميدان السوري وهو ما يمثل تهديدا كبيرا لمصر، حيث يتم التخطيط وبناء الشبكات الإرهابية على الحدود المصرية الليبية لتهديد الداخل المصري حتى وإن لم تكن هناك دلائل على التدفق الكبير لمقاتلي الدواعش والقاعدة من سوريا إلى ليبيا إلا أن الحقيقة أن داعش يعيد بناء قدراته في صحراء "سرت" في ليبيا.

وبعد أن أبرمت مصر صفقات سلاح متطورة لمختلف أفرعها الرئيسية من طائرات حربية، وصواريخ أرض-جو، وسفن وغواصات وحاملات طائرات، أضافت نوعا جديدا من الأسلحة النوعية هو الطائرات من دون طيار.

وتستكمل مصر اليوم بناء أسطولها من الطائرات -بدون طيار- خاصة بعد أن وقعت مؤخرا على طلبية طائرات من هذا النوع ذات المدى الطويل –الصينية الصنع- من طراز "CH-5" وستكون مصر أول دولة تبدأ في تشغيل هذا النوع بعد الصين بعد أن أجرت القوات المصرية اختباراتها عليها في يونيو 2017 والتي يصل مداها إلى 6500 كم وعدد ساعات الطيران إلى 60 ساعة متواصلة، كما يمكنها أن تحمل 24 صاروخ أرض- جو.

وبحسب مراقبون تتبع مصر استراتيجية خاصة لدخول عالم الطائرات من دون طيار- ليكون لسلاح طيرانها أجنحة قوية خارج الحدود المصرية- وبدأت القاهرة أيضا تصنيع مشترك مع بكين لطائرة من نوع WING LOONG ، كما تعمل على التعاون مع كوريا الجنوبية وروسيا وفرنسا لتسليح الجيش المصري بهذا النوع من الطائرات لمراقبة الحدود ومحاربة الميليشيات على حدودها الشرقية والغربية حيث تحارب على جبهتين معقدتين للغاية.

وبحسب هؤلاء المراقبين فقد حان الوقت لأن تمد مصر أجنحتها لتعقب ومباغتة الجماعات المتطرفة التي تحاول تهديد الأمن القومي المصري- كما تسعى مصر لتطوير برنامجها الخاص للطائرات من دون طيار- لمنع ولوج الأسلحة والمعدات ومواد تصنيع المتفجرات والإرهابيين للداخل المصري في محاولة لاستباق العمليات وفرض السيطرة على الحدود بعد أن ثبت أن معظم هذه الحدود تعد بمثابة تجمعات وبؤر وملاذات آمنة للإرهابيين.

وأكد هؤلاء أن هذه الطائرات تستخدم أيضا لجمع المعلومات والبيانات الاستخبارية لصالح الجيش المصري، حيث أن مبدأ الدفاع عن النفس يكفل لمصر مطاردة الإرهابيين خارج الحدود دون التعرض للسلطات الرسمية للحكومات المركزية في هذه الدول التي تأوي عناصر إرهابية مارقة على سلطة الدولة كما هو الحال في ليبيا.

وأكد مراقبون أن مصر بدأت دخول عالم الطائرات من دون طيار، بقوة، لدواعي تتعلق بالحفاظ على أمنها القومي ومكافحة الإرهاب وتتبع مسارات الإرهابيين والتعجيل برصدهم قبل القيام بعمليات داخل حدود الدولة المصرية.

وتابعوا أن هذا النوع من الطائرات لا يحتاج إلى تجهيزات مختلفة عن التجهيزات التي تتم للأنواع الأخرى في المطارات العسكرية أو المدنية- مشيرين إلى أنه ربما تحتاج إلى تجهيزات أقل تكلفة كما يمكن أن تستخدم نفس المطارات .

وأوضحوا أنها أيضا تحتاج إنشاء مراكز متخصصة للصيانة والتجهيز بالذخائر وليس بالضرورة أن من يقوم بالتشغيل من الطياريين المحترفين بل من الممكن أن يكونوا من العناصر المدربة تدريبا عاليا على علوم الطيران وتكنولوجيا المعلومات فقط.

وأضاف خبراء الطيران أن الأنواع المختلفة من هذه الطائرات تتيح ميزة تفوق للقوات المسلحة المصرية فمنها ما يحلق على ارتفاعات عالية ومنها ما يطير طيران منخفض وهناك منها ما يمكث لعدة أيام في الجو ومزودة بأجهزة استطلاع وذخائر ويتم التحكم فيها من غرف قيادة العمليات في المطارات أو في أماكن أخرى محددة.

ووفقا لمقتضيات الأمن القومي المصري، وبعد تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا، بعد سقوط نظام القذافي، وتمركز عناصر مختلفة من التنظيمات الإرهابية بها، سواء من عناصر "داعش" الليبيين، أو العناصر المتطرفة الهاربة من العراق، وأولئك الفارين من سوريا، إضافة إلي عناصر من جماعة "بوكو حرام"، وأخيرا أعداد هائلة من المتطرفين العائدين من أفغانستان، مستغلين حالة الفوضي، وعدم الاستقرار، والتنازع علي السلطات، فقد فرضت هذه الأوضاع علي المخطط العسكري المصري الالتزام بوجود مستمر علي خط الحدود، سواء من خلال الطائرات من دون طيار أو من خلال نقاط ثابتة، ودوريات للربط بين هذه النقاط، بالإضافة إلي احتياطيات كافية في العمق لربط جميع العناصر، من خلال شبكة اتصالات جيدة، ومؤمنة، مرتبطة بالمروحيات أو الطائرات من دون طيار والتي تساعد في دوريات تكثيف المراقبة، وفي دوريات تعقب العناصر الإرهابية، التي تسعي لاختراق خط الحدود.

وهذا النوع من الخطر-الإرهابيين على الحدود- يعني التركيز علي نوعيات خاصة من المعدات الحديثة القادرة على ردع التنظيمات ومنها هذه النوعية من الطائرات إضافة إلى أنواع خاصة من المركبات، والمروحيات، والاتصالات، التي استدعت قيام مصر بإنشاء قمر صناعي خاص للاتصالات، وأعمال الاستعلام والمراقبة.

وازدادت الأهمية الاستراتيجية للطائرات من دون طيار خاصة بعد ازدياد الشواغل الأمنية لمعظم البلدان في الشرق الأوسط، حيث أنها أقل تكلفة من الطائرات الحربية وتطير على ارتفاعات منخفضة ويصعب رصدها من قبل الرادارات الأرضية.

وقالت مصادر أن هناك أعمال إنشائية ضخمة قد تمت لتطوير البنية التحتية للمطارات المصرية القريبة من الحدود الشرقية-مطار الميلز- والغربية-مطار سيوة- لاستيعاب الطائرات المروحية الهجومية والطائرات من دون طيار للمشاركة بكثافة في عمليات مكافحة الإرهاب في سيناء وفي الصحراء الغربية.

كما أضافت المصادر أن البرنامج المصري لــ -الطائرات من دون طيار- يستهدف بناء واستخدام طائرات يصل مداها إلى 10 آلاف كم بحيث يمكن تغطية 90% من الأراضي الليبية.

بناء مصر لأسطولها من الطائرات من دون طيار- يعد استكمالا للتفوق وجاهزية القوات المسلحة المصرية، موضحا أن الاعتماد على هذا النوع من الطائرات في الحرب على الإرهاب يعد من الوسائل التكنولوجية الناجعة والمهمة والتي أثبتت نجاحها الكبير في مكافحة الإرهابيين في الصحراء الغربية خاصة وأن مصر بدأت الاعتماد عليها منذ فترة سواء في تأمين الداخل أو في مجابهة الأخطار القادمة من الخارج.

مصر حددت الخواص ونوعية المهام التي يمكن أن تقوم بها هذه الطائرات على الأرض، ويبدو أنها أكثر تطورا وتحملا للظروف الجوية في الصحراء بعكس مثيلاتها في دول أخرى.

وهذا النوع من الطائرات مزود بتقنيات تكنولوجية متطورة طلبها الجانب المصري كي يتمكن من ملاحقة الإرهابيين بما سيكون له أثر إيجابي على الأمن القومي المصري في فترات قادمة. فالحدود الغربية ضخمة للغاية، ومصر أعلنت في أكثر من مناسبة أن المنطقة ستشهد عبور وعودة للإرهابيين الذين كانوا في سوريا والعراق بعد أن أصبحت ليبيا هي القبلة والملاذ الآمن الجديد لهذه الجماعات.

مصر تتحدث عن هذا الخطر منذ سنتين وحذرت بقوة منه ولدى جميع الأجهزة الأمنية حالة استنفار قصوى لمجابهة الخطر الشديد، وتحرك الإرهابيين من سوريا والعراق والتمركز في "سرت" الليبية ليس المتغير الوحيد أو السبب الرئيسي في تطوير إمكانيات وآليات الجيش المصري.