قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

لأول مرة.. عميلان للموساد يكشفان تفاصيل اغتيال قيادي فلسطيني

عميلان للموساد يكشفان تفاصيل اغتيال قيادي فلسطيني
عميلان للموساد يكشفان تفاصيل اغتيال قيادي فلسطيني
0|سمر صالح

أجاز جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية "الموساد"، لعميله الرئيسى الذي نفذ مهمة اغتيال قيادي المخابرات الفلسطينية في بيروت، علي سلامة، الحديث لأول مرة عن تلك العملية، التي نفذت في 22 يناير 1979.

وظهر منفذ عملية الاغتيال الشهيرة، والذي أشير إليه باسم "العميل دال D"، في حديث تليفزيوني جرى فيه إخفاء وجهه.

وفي البرنامج التليفزيوني الوثائقي الذي تبثه القناة الإسرائيلية 13، كشف "العميل د" أن الموساد أرسله إلى بيروت عام 1974؛ من أجل اغتيال سلامة أبو حسن، في نطاق تصفية الذين أشرفوا أو شاركوا في عملية أيلول الأسود بميونخ 1972.

ويروي "العميل د" كيف أن عناصر الموساد حذروه بشدة من أن يقيم علاقة شخصية مع ضحيته المستهدفة (علي سلامة)، لكن الأمور أخذت منحى مختلفا على أرض الواقع، حيث أصبح صديقا مقربا جدا من القيادي الفلسطيني وزوجته، ملكة جمال العالم السابقة جورجينا رزق.

وبموجب معرفة الموساد أن "أبو حسن سلامة"، وكان يعرف بلقب "الأمير الأحمر"، لشدة بطشه وطموحه بأن يخلف ياسر عرفات في القيادة الفلسطينية، كان يتردد باستمرار على نادي الجيم في فندق "بيروت إنتركونتننتال"، أقام "العميل د" في الفندق تحت غطاء وظيفة التدريب على اللياقة البدنية؛ وذلك من أجل أن يرصد حركات سلامة.والتزم عميل الموساد بعدم الاقتراب أو الحديث مع سلامة، إلا أن الأخير هو الذي بادر بذلك، بعد أن نادى على "العميل د" وأبلغه أن ما يقوم به غير مهني، وعرض أن يعلمه التدريب الصحيح على اللياقة البدنية وهو ما حصل، حيث تطورت العلاقة بينهما وتحولت إلى صداقة دعاه فيها سلامة إلى منزله وعرفه على زوجته، لتبدأ صداقة خالفت تعليمات الموساد، ثم قبلوا بها بعد أن عرفوا تفاصيلها.

وتضمنت صداقة سلامة و"العميل د" مشاركة في لعبة الاسكواش، وتعريف العميل بمحتويات غرف منزل سلامة، مع تبادل للهدايا وتعريفه على شقيقة جورجينا رزق.

وقد أتاحت هذه الصداقة "للعميل د" أن يرافق سلامة في سيارة الأخير لمكتبه ويتعرف على منعرجات الطريق وصولا إلى درج بناية المكتب وأن يجري توقيف السيارات، وهو ما سهل في النهاية عملية الاغتيال بسيارة مفخخة على باب البناية.

وعندما قرر الموساد اغتيال علي سلامة دخل على الخط عميل جديد للموساد هي المرأة التي أصبحت لاحقا تعرف باسم "إيريكا تشامبرز"، وهي التي كلفت بتشغيل صاعق تفجير السيارة من نافذة شقتها في الجهة المقابلة من الشارع.

إيريكا بريطانية الأصل، عرفت فيما بعد باسم تشامبرز، ثم جرى تغيير اسمها عندما عادت لإسرائيل بعد العملية وأعطوها اسم "آنا"، وهو الذي ظهرت به يوم أمس في برنامج القناة 13، بدون الكشف عن صورة وجهها.

وروى "العميل د" كيف أنه غادر بيروت إلى الأردن ليلتقي فريق الموساد الذين سبقوه إلى هناك، وفي الأردن أعطاه فريق الموساد قطعة خشب محشوة بـ 100 كيلو جرام من المتفجرات ليجري استخدامها في العملية، حيث أخذها معه في السيارة أثناء عودته إلى بيروت عن طريق البر.

وفي اليوم المحدد غادر علي سلامة إلى منزله، كالمعتاد، مرفوقا بسيارتي حماية، وحين وصل البناية أوقف سيارته في الزاوية المعتادة يوميا، وفي الأثناء كانت العميلة تشامبرز تراقب المشهد من شقتها المقابلة، حيث ضغطت على زر الصاعق وأشعلت التفجير الذي قتل الحراس الأربعة، فيما أصيب علي سلامة إصابات حرجة فقد إثرها الحياة لاحقا في المستشفى.

ويروي العميلان أنهما غادرا مباشرة بعد تنفيذ العملية إلى إسرائيل وعاشا حياة سرية بأسماء مستعارة، ولم يسمح الموساد لأي منهما أن يتحدث إلا يوم أمس في البرنامج التلفزيوني المسمى "قائمة المطلوبين للاغتيال".