الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لكل اسم حكاية .. قمن العروس ببني سويف مسقط رأس أبو الرهبانية في العالم

 قمن العروس ببني
قمن العروس ببني سويف

قرية قمن العروس مركز الواسطي شمال محافظة بني سويف هي أرض أم الرهبان والعبادة والفاتحين من المسلمين، وهى صاحبة دعوة الدير وبانية أول مسجد أثرى تم إنشاؤه مواكبا للفتح الإسلامى، إنها دواحة القبائل العربية النازحة من فسطاط عمرو بن العاص  

اقرأ أيضا

أجواء أوروبية على أرض مصرية..سانت كاترين ترتدي الثوب الأبيض والثلج يغطي المدينة

مدن المستقبل فى مصر.. باستثمارات 2 مليار جنيه 20 معلومة عن مدينة أسوان الجديدة

تنافس أجمل المتاحف العالمية المفتوحة .. الدرب الأصفر حكاية تاريخ في قلب القاهرة 

الأولى في مصر .. 10 معلومات لا تعرفها عن مدرسة هويتنا 

لكل اسم حكاية .. قمن العروس ببني سويف مسقط رأس أبو الرهبانية في العالم 

دفء وطبيعة خلابة في أحضان النيل .. أسوان قبلة سياحية شتوية لا تقاوم 

بوب مارلي الشرق.. محمد منير حدوتة مصرية من النوبة إلى العالمية


الأنبا أنطونيوس ابو الهبنة في العالم

ولد الأنبا أنطونيوس وُلد فى 251 م، فى بلدة كوما (قمن العروس الآن) إحدى قرى مركز الواسطى ببنى سويف، وبعد وفاة والديه ترك شقيقته فى إحدى بيوت للعذارى، وانطلق خارج المدينة للعبادة وحياة النسك والتوحد. وقد سبق أنطونيوس إلى هذا النوع من التوحد بالقرب من الريف نُساك كثيرون، ولكن دون أن يكون لهم منهج معين أو مكان يجتمعون فيه أو نظام خاص يتبعونه، وعاش أنطونيوس على الخبز والملح، وبعد عطايا المحسنين. بعدها قرر أنطونيوس التوغل داخل الصحراء الشرقية عابرًا النيل فى عُمر 35 عامًا فى 286 م، ولكنه توقف عند حصن قديم مهجور فى الصحراء (قيل إنه كانت مقبرة فرعونية)، حيث أغرته بهدوئها وقربها من النيل، وقام أنطونيوس ببناء المدخل وأكمله واختزن أرغفة لمدة ستة أشهر كعادة أهل طيبة، وسكن فيه وكانت ذلك بمنطقة «بسبير» (مكان قرية دير الميمون الآن) وتقع بين أطفيح وبنى سويف، وعاش أنطونيوس فى توحد معتمدًا على الخبز الجاف والملح وبعض المؤكولات البسيطة التى كان يمده بها أحد مُحبيه. عاش أنطونيوس عشرين سنة فى «بسبير» وفى هذه الفترة لجأ إليه جمع كثير من أحبائه ومُريديه، وسكنوا حوله وعاشوا عيشته متمثلين بنُسكه، أما هو فلم يلتفت إليهم أو يهتم بوجودهم، بل ظل فى عزلته الشديدة وحياته البسيطة، دون أن يشعر فى ذاته أو يُشعر أحدًا أنه صار أبًا ومسئولًا عن أحد. ولما بلغ الضيق بمريديه بسبب تجاهله إياهم عشرين سنة، اقتحموا بابه عنوة وأجبروه أن يخرج إليهم، أما هو رضى لمطلبهم وقبل رعايتهم، وكان ذلك فى 305م، وكان هذا تاريخ أول منشأة رهبانية فى مصر والعالم المسيحى كله، أو بتعبير آخر كان هذا أول دير قبطي. ومن ثم أقنع أنطونيوس الكثيرين لاعتناق حياة الوحدة وهكذا حدث أخيرًا أن أقيمت الصوامع (مكان مرتفع يسكنُه راهب أو متعبِّد منفردًا) حتى فى الجبال وعُمرت البرية بالرهبان، ويمكن القول إن الحياة الرهبانية نشأت أول ما نشأت بتجمع للرهبان تحت قيادة الأنبا أنطونيوس عند سكنه الأول فى دير الميمون قبل ذهابه لدير البحر الأحمر.

الشهيد المجهول

كما أن قمن العروس هي بلد الأب المظلوم عبد السلام قناوى الذى فقد ولده الشهيد المجهول فى كل مركز الواسطى عام 1919 م وهى أم عبد المجيد فريد الضابط الحر وكاتم أسرار عبد الناصر الثورة، وأم بطرس غالى الذى يحس معه المصريون بالأمان ومنه بالخوف، وحاضنة شيخ العرب رياض الجارحى عمدتها وزعيم أحداثها الثورية الكبرى.

رئيس هيئة الطاقة النووية

كما ولد على أرض قمن العروس عالم الذرة المصرى الشهير الدكتور سيد حمزة الذى تخرج في كلية العلوم ونال الدكتوراه فى الأبحاث النووية وعمل بهيئة الطاقة الذرية حتى تقلد بعدها وظيفة رئيس الهيئة وكان عالما مصريا يشار إليه بالبنان.

المسجد العمرى بقمن العروس

سقط المسجد العمرى بقمن العروس من دائرة معارف الآثار الإسلامية رغم أهميته التاريخية، فالمسجد الكبير بقمن العروس والمعروف بالمسجد العمرى من أشد مساجد بنى سو يف التصاقا بالتاريخ الإسلامى فى مصر المحروسة منذ أن فتح عمرو بن العاص مصر.

ومن المظاهر الإجتماعية بقمن العروس خاصة في المناسبات الدينية والأفراح يتجمع الأطفال في عمر الزهور، والشباب الذين يأتون من أرجاء القرية، وتغلب علي ملابسهم الملامح الريفية، بجلابيبهم الفضفاضة كل منهم يمسك بحبل دابته بيده ، والأخرى تحمل عصا يسوقها بها ، وقد زينت أعناقها بشيلان بيضاء، وأخرى علقت عليها بالونات ملونة، كما تعزف الأغاني الفولكلورية والتى لن تسمعها الا هنا، في القرية.

ووسط أجواء احتفالية، يأتى الصغار ليطوفوا خلف الذبائح أرجاء القرية فيما يشبه موكب العرس، مرددين وراء صاحبها أناشيدهم المعهودة والغريبة ومنها " يا علف اللحم السمين إحنا ولاد الجزارين" .

وتتوارث تلك الظاهرة الأجيال عاما تلو الآخر ابتهاجا وفرحة وإرضاء للأطفال الذين يجدون ضالتهم فيها سواء بالسير خلف الماشية وإنشاد الأغاني أو تلطيخ أياديهم وأرجلهم بدماء الذبيحة، أما الهدف الرئيسي من ورائها فهو تعريف المستهلك بحالة الماشية المعدة للذبح، وطمأنته قبل الشراء، خاصة أن معظم الجزارين بالقرية يذبحون مواشيهم في الشارع أمام المارة نظرا لعدم توافر سلخانة .