الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملحمة السد العالي بأسوان.. علامة خالدة فى تاريخ مصر الحديث.. وصور شاهده على بناة السد المشاركين فى تحقيق هذا الحلم.. أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين

صدى البلد

في ذكرى إنشاء السد العالي بناة السد يتحدثون لـ صدى البلد:
  • كنا نتقاضى 9 جنيهات شهريا.. ونواصل العمل بالليل والنهار
  •  لن ننسى افتتاح السد العالى والذى استقبلناه بالبكاء من الفرحة 


ملحمة السد العالى لا تزال محفورة فى جبين وقلب أبناء الشعب المصرى لما شهده هذا المشروع العملاق من أعمال بسواعد الأبطال والذين جسدوا أعظم جهود للإصرار والعزيمة بتضحيات منقطعة النظير.

وخلال أيام ستحل علينا الذكرى الـ 49 لهذا المشروع العملاق والذى يواكب 15 يناير وهى المناسبة المرتبطة بالعيد القومى لعروس الجنوب عاصمة الشباب الإفريقى محافظة أسوان ليظل السد العالى علامة بارزة وخالدة فى تاريخ مصرنا الحديث باعتباره أعظم مشروع هندسي شهده القرن العشرين.

وتلقى "صدى البلد" فى السطور التالية الضوء على بناة السد العالي، الذين لا يزالون يفتخرون هم وأسرهم بمشاركتهم فى تحقيق هذا الحلم باكتمال العمل بالسد العالي ليروا باكورة عملهم بخروجه للنور.

ونجد أن مشروع السد العالي، مر عليه نحو 60 عامًا منذ وضع حجر الأساس وتدشين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر له فى 9 يناير 1960.

فبناة السد العالى يعتبرون خير شاهد على إنجاح هذا المشروع حيث يروى الحاج سيد رضوان من بناة السد ومن مواليد 1931 بأننا كنا نعمل بالليل والنهار في ظروف صعبة ولكن السد كان بالنسبة لنا مشروع حياة أو موت ، لافتًا إلى أنه ألتحق بالعمل في السد العالي منذ بداية إنطلاق المشروع فى عام 1960، وأنه كان يعمل ميكانيكى ديزل ، وكان يتقاضى 9 جنيهات في الشهر، وكان هذا المبلغ وقتها ثروة كبيرة وكانت الأمور "زى الفل" ، وأنه تزوج عام 1964، ورزق بخمس بنات وأربع أولاد، منهم 4 حصلوا على شهادات عليا واثنين فوق المتوسط و3 تعليم متوسط".

وعن ذكرياته خلال العمل بمشروع السد قال بأننا كنا نواصل الليل بالنهار والعمل لا يتوقف أبدًا رغم صعوبة الظروف التي كنا نعمل بها ، وأنه لا يستطيع أن ينسى مشهد وفاة أكثر من 100 عامل انهارت عليهم الصخور أثناء أحد التفجيرات بموقع العمل ورغم ذلك قمنا بمواصلة العمل حتى تم انجاز مشروع السد العالى.

أما أكثر الأيام سعادة له فكان يوم تكريمه من الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه الميدالية الخاصة بمشروع السد العالي ، وأيضًا تكريمه من الرئيس محمد أنور السادات ومنحه نوط الإمتياز من الطبقة الثالثة في 15 يناير 1971 بمناسبة انتهاء العمل بمشروع السد العالي.

أما فراج أبو الحسن أحمد 77 سنة، فيقول بدأت العمل بالسد العالي عام 1961 في قسم الحقن، ويعتبر من الأقسام الهامة في المشروع، وكنا نقوم بعملية " التخريم فى جسم السد "، وبعد ذلك نقوم بعملية الحقن حتى لا تترسب المياه ، وكنا نرى الرئيس جمال عبد الناصر وهو يرتدى القميص والبنطلون ، ولن ننسى الذكريات الجميلة عند تحويل مجرى مياه النيل .

وأشار إلى أن الفرحة الكبيرة التي كانت على وجوه الجميع، وأيضًا لن ننسى إفتتاح السد العالى والذى استقبلناه بالبكاء من الفرحة بعد المجهودات الكبيرة التي بذلها كل من شارك في هذا العمل العظيم ، وخرجت على المعاش عام 1995 وأنا راض تمامًا عن مشوار كفاحي الذى لم أنسى منه أي لحظة سواء جميلة أو حزينة.