الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اتفاق سد النهضة والتزام جميع الأطراف به


تحية .. للقائد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى راهن على لغة العقل والإخاء والمحبة والثقة فى وضوح الحق وضوح الشمس حين يتعلق الأمر بشربة المياه ولم يندفع وراء أسباب الوقيعة والفتنة والديماجوجية والشعبوية التى هددت حقوقنا العادلة والواضحة فى مياه النيل .

 تحية .. خاصة إلى الوفد المصرى وإلى كل لجان التفاوض المنبثقة عن الدول الثلاث والولايات المتحدة والبنك الدولى في المفاوضات حول اشتراطات تشغيل سد النهضة على النيل الأزرق، تحية لهم جميعا على النجاح المبدئى فى العودة لمراعاة العقل والمصالح العليا للشعوب.

تحية ..لمن واصلوا الليل بالنهار فى مباحثات مكثفة لإنجاز اتفاق التشغيل والتوقيع النهائي، كما وعدوا قبل نهاية فبراير الحالى. دون التصعيد باللجوء إلى المواجهات القانونية.

 فبعد 9 سنوات من مفاوضات متعثرة وتوتر بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة، وصلت إلى حد التهديد بحشد الملايين والتلويح بأن مياه النيل حياة أو موت بات من المنتظر أن يسدل الستار قريبا على هذه الأزمة المستحكمة المعروفة باسم سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق على أمل تذليل ما تبقى من نقاط عالقة، وإبرام الاتفاق النهائي أواخر الشهر الحالي.. وهو ما أكده البيان الصادر عن الدول الثلاث الجمعة الماضية .

والذي كلف وزراء اللجان الفنية والقانونية بمواصلة الاجتماعات في واشنطن من أجل وضع الصياغات النهائية للاتفاق، على أن يجتمع ً وزراء الخارجية والموارد المائية بالدول الثلاث فى واشنطن يومي ١٢ و١٣ فبراير ٢٠٢٠ من أجل إقرار الصيغة النهائية للاتفاق تمهيدا لتوقيعه بنهاية فبراير 2020 .

وقبل أن أعرب عن سعادتى للمؤشرات المبشرة بالأمل التى حملها ما أفرج عنه من بنود الاتفاق المبدئي من واقع بيان رسمى صدر فى الدول الثلاث، بعد مفاوضات مضنية متواصلة استمرت 4 أيام في واشنطن، وقبل أن أزف الأمل والبشرى أعرب عن أملى أن يشمل الاتفاق التأكيد على حقوق مصر المائية فى النيل الأزرق والنيل الأبيض بما لا يعرض هذه الحقوق لأى هزة عارضة فى المستقبل، وأن توضع آلية لتنفيذ الاتفاق والإلتزام به بصرف النظر عن تقلبات السياسة فى هذه المنطقة المشحونة بالقلاقل وأسباب الاضطراب التى خرج فى أجوائها مشروع السد من الظلمات إلى النور ومن التردد إلى الجرأة. وأن تكون هناك التزامات شفافة وواضحة تشارك من خلالها مصر والسودان إضافة إلى الجانب الأثيوبى فى اشتراطات الأمن والسلامة والتشغيل .

وإلى أن يتحقق ذلك فإن ما تم التوصل إليه حتى الآن يجعل من حقنا أن نشاطر الخارجية المصرية والموارد المائية فى التقدير للدور الذى اضطلع به الوسطاء "البنك الدولى والادارة الأمريكية وخاصة وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشن وفريقه المعاون" من أجل التوصل إلى اتفاق شامل وعادل ومتوازن يحقق مصالح الدول الثلاث حول هذا الموضوع الحيوي الذى يؤثر على المنطقة برمتها وبالأخص الشعب المصري الذى يمثل نهر النيل بالنسبة له شريان الحياة، لا نغفل النجاح الملحوظ فى إدارة جولات التفاوض وتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث بعد أن وصلت فى مراحل سابقة إلى حد التهديد بالقوة المسلحة !

يبقى فى النهاية تمنياتي أن يلتزم كل الأطراف بمسؤلياتهم ولا أريد أن أقول إننا فى حاجة إلى ضمانات تلزم الراعى الرئيسى للاتفاق بأن يبقى راعيا عادلا ونزيها طول الوقت!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط