الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنا بنت مصر الجديدة!!


بداية وقبل أن أخوض في المساجلات الدائرة على المواقع الإجتماعية، وبالأخص على "جروب مجتمع هليوبليساوي"، بشأن ما تشهده مصر الجديدة من تغييرات جذرية، وأقول "جذرية" لأن مصر الجديدة لم تشهد مثل هذا التغيير منذ  أن بُنيت على يد البارون إمبان، لما يزيد على المائة عام، وكانت تشهد معمارًا فريدًا من نوعه في تقسيم الشوارع وتخطيط الميادين بشكل دقيق لم تتميز به أي من أحياء القاهرة الكبرى.. ولذلك فهي عزيزة جدًا على قاطنيها، وأنا منهم.

وما لا يستطيع أن يفهمه الآخرون من هذا الحزن والوفاء الذي يعنيه هؤلاء السكان، لهذا الحي العظيم،  في اقتلاع أشجاره، والتي هي جزء أصيل في هذا الحي، وتشهد عليه أفلام الأبيض والأسود والتي تم تصوير معظم أفلامها في ستينيات القرن الماضي.


فما يراه المواطنون سكان هذا الحي، الآن من تغييرات، وأقول "مواطنون" لأنني لا أستطيع أن أشكك ولو لأقل من الثانية فيما يقولون أو ما يعبرون عنه، وخاصة الكبار الذين عاشوا فيه من أربعينيات وخمسينات وستينات وسبعينات القرن إلى تسعينات، وصولًا إلى الألفية ومن ولد فيهم وعاشوا فيها على مدار عشرين عامًا على الأقل، لم يستطيعون تصديقه.


وبالنسبة لما يحدث من تغيير أو تحويل لشوارع مصر الجديدة، أستطيع أن أفهمه، لأنني جزء أصيل منهم، فقد  نشأت وعشت وترعرعت في هذا المكان العريق جدًا، وأشعر تمامًا مثل كل فرد من سكان مصر الجديدة، بمرارة في الحلق وأنا أرى اقتلاع الأشجار، لكنني أستطيع أن ألخص ما يدور من سجال  في كلمة واحدة وهي "الولاء" للمكان والحب الشديد له.


ولكن دعونا أن نتوقف للحظة مع أنفسنا، نحن سكان هذا المكان، وأستأذنكم في أن ننحي الأفكار العاطفية جانبًا، وأتمنى ألا يغضب مني أحد، عادةً أحب أن أتشارك مع الناس في أفكارهم، واحترام أرائهم، ولكنني لم أرد الانخراط في ذلك الجدل، حتى لا أفكر بشكل عاطفي بحت، فقد علمتني الحياة أن أفكر بالمنطق فيما يحدث من حولي ولا أطلق العنان للقلب. 


ولهذا سمحت لنفسي بالخوض باعتباري منكم وابنة هذا الحي العظيم.. ولنتحدث بشكل واقعي عن إيجابيات وسلبيات هذا التغيير الذي يحدث لمنطقتنا، بعد أن وصلنا لدرجة من الاختناقات المرورية، وزاد عدد السكان الذي يعيش في مصر الجديدة من الآلاف إلى الملايين. 


إضافةً إلى الأحياء الجديدة التي بدأت تحيط بمصر الجديدة مثل القاهرة الجديدة والرحاب والشروق والعاصمة الجديدة طبعًا، فهل نتخيل شكل التكدس المروري الذي كان من الممكن أن يصل لكارثة دون أي حل، لولا هذا التغيير الذي يحدث الآن، فهذه الكباري الجديدة تأخذنا في دقائق إلى هذه المدن الجديدة، بل وتيسر حركة المرور، وهذه هي الإيجابيات التي صاحبت هذا التغيير.


أما سلبيات هذه التغييرات والكباري والتحويلات الموجودة في الشوارع، فهي تعرض المشاة لكوارث بشكل يومي منذ إنشائها، تصل إلى حد الموت وإراقة الدماء في الشوارع، ولم أهدأ إلى أن جلست مع أحد المسئولين، وسألته ما هي خطة الدولة للحفاظ على أرواح هؤلاء الأبرياء، والتي لا ذنب لها، سوى أنها تريد أن تعبر الشوارع سيرًا على الأقدام، فتزهق أرواحهم.. والرد كان: سترين 28 كبري للمشاة أو عن طريق تعديل إشارات المرور في بعض هذه المناطق، التي تسمح للمشاة بالعبور وإجبار السيارات على الوقوف لهم.


من قلبي: وحتى يتم تنفيذ ذلك، أطالب جموع المواطنين بتوخي الحذر، وأطالب سائقي السيارات أيضًا بعدم الإفراط في السرعة الزائدة دون مبرر... كما أطالب الدولة أيضًا بإنارة هذه الطرق بالشكل الكافي لإتاحة الفرصة لقائد السيارة أن يرى المارة، ويقف إجبارًا للمشاة وصولًا لسلامة المواطنين.


من كل قلبي: عمار يا مصر .. إن شاء الله ستكون مصر الجديدة (الجديدة) أفضل مما كانت وستنمو الأشجار مرة أخرى ليسعد بها سكان هذا الحي الجميل الراقي.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط