الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحب في زمن الكورونا.. قصة غرام "أحمد وتشو" تتحدى الفيروس القاتل

صدى البلد

الحب لا يعرف المستحيل.. جملة يمكن أن نقرأها بأحد الروايات أو نشاهدها عبر أفيشات الأفلام، ولكن أن تتجسد تلك الجملة على أرض الواقع؛ فهو أمر يتعلق بقصة حقيقية تمتزج بمعاناة، فرضتها الحياة، جبرا، بين شخصين تآلفت قلوبهما في ظروف صعبة، هما "أحمد" و"تشو"، حبيبان جمعهما القدر، بالرغم من اختلاف ثقافتيهما، وبعد المسافة بينهما (القاهرة وبكين)، لتكسر مشاعرهما كافة الحواجز ويقدمان على خطبتهما في ظل تفشي فيروس كورونا الذي أودى بحياة المئات من الأشخاص.


التقى "أحمد سيف" مرشد سياحي ومترجم للغة الصينية صاحب الـ23 عامًا، بخطيبته الحالية "تشو" طالبة جامعية بالصين تبلغ من العمر20 عامًا، في مصر منذ سنة تقريبًا  بحكم تعاملهما مع بعضهما في الشركة التي يعمل بها، لتنشأ بينهما قصة حب غير متوقعة وتلعب الصدفة والقدر دورا في ترتيب هذه القصة.


بعد عام من التعارف والحب المتبادل، أعلن "أحمد" خطبته على "تشو" في 22 يناير الماضي أثناء زيارته للصين، لدواعي العمل، لتظهر بعدها أنباء عن ظهور فيروس جديد غامض يدعى فيروس كورونا.


لم تثر هذه المعلومات أي هاجس من الخوف في نفس " أحمد" و " تشو"، حيث كانا يظلان ينتزهان و يعيشان حياتهما بشكل طبيعي في ظل مخاوف من انتشار الفيروس القاتل، ليتطور الأمر ويزداد سوءًا بعد تفشي فيروس كورونا بشكل متسارع وتصبح الشوارع الصينية خالية من البشر خلال عيد الربيع الصيني، وذلك بحسب تعبير " احمد" لموقع "صدى البلد".  


أثير بداخل "أحمد" و "تشو" ، الخوف والريبة  بعد استفسارهما حول أمر انتشار فيروس كورونا، ليتسرب القلق بعدها في نفس " أحمد" بعد إنصاته

إلى كلام زملائه وأسرته في مصر، الذين طالبوا منه العودة إلى موطنه الأصلي فورًا ،  هروبًا من الوباء المتفشي، ليضطر "احمد" في النهاية إلى السفر والرحيل عن بلد خطيبته بعد زيادة حالات الاصابات بفيروس كورونا، تركًا قلبه مع "تشو" وتعلقه بالصين، ليعود وسط أسرته مجددًا يوم الجمعة الماضية، بالرغم من رغبته الملحة في البقاء مع خطيبته بمدينة سيتشوان، على حد وصفه.


لم يبدر في ذهن " أحمد" ولو للحظة، تخليه عن خطيبته " تشو"، بسبب انتشار فيروس كورونا في وطنها بالصين ، حيث كانت لديه رغبة شديد بأن يكون بجوارها، ليواجها تلك الفترة الصعبة دون التخلي عن بعضهما الاخر، حتى لو أصيب أحدهما بهذا المرض الذي من الممكن أن يصيب "أحمد" حتى إذا لم يكن برفقة خطيبته "تشو" من الأساس، لكون القدر المتحكم في زمام الحياة ولا أحد يدري ماذا سيصيبه- وفقًا لتعبير المرشد السياحي-.


اختلاف الديانة والثقافة لم يكونا عائقين  بين " احمد سيف " و خطيبته " تشو" ، وذلك بفضل التفاهم بينهما وتشابه طباعهما، لتنشأ بينهما لغة حوار استطع " احمد" من خلالها أن يقرب  خطيبته " تشو" من ديانته الإسلامية بحكم دراسته بالأزهر، شارحًا لها أركان الدين وتفصيله لتعي وتدرك طبيعته، علاوة على جلوسهما مع أحد أئمة المسجد بالصين وتحديدًا بالمدينة التي تقطن بها؛ ليعلمها التعاليم الإسلامية الصحيحة، ويتناقش معها في كافة الأمور الدينية، وفقًا لحديث "أحمد" لـ"صدى البلد". 


اندماج وحب المرشد السياحي العشريني للصين، سهل عليه كثيرًا في الإختلاط مع اسرة خطيبته التي رحبت به، واعتبرته واحدا من أفراد العائلة؛ لتنشأ بينهما علاقة من المودة والاحترام، في أجواء تعمها الألفة، بعكس ما يشاع عن الشعب الصيني واضطهاده للمسلمين.


ويعتبر "أحمد" تناول الصينيين للثعابين والخفافيش؛ أمر شاذ، وليس رائجا كما يشاع، حيث توجد الكثير من الأطعمة اللذيذة التي لا تعد ولا تحصى، والمفيدة، بعكس الأطعمة الغريبة التي تصدرها وسائل الإعلام الغربية إلى العالم.


"حرب ضروس".. كان هو الوصف الذي نطقه لسان " أحمد"؛ تعبيرًا عما يحدث في الصين الآن، معتقدًا أن ما يجري حاليا؛ أمر يهدف إلى ركود الاقتصاد الصيني في ظل الحرب التجارية القائمة، لعزلها عن العالم بسبب انتشار فيروس كورونا، الذي يفخم الإعلام الغربي من انتشاره.


مساعدة ومؤازرة الشعب الصيني في محنته؛ هو الأمر الذي يرجوه "احمد" من العالم والوطن العربي، وذلك بعد أن رأى مدى تقديس الصينيين للعمل واحترامهم لبعضهم البعض، معتقدًا ان دولة الصين دولة مثيرة للاهتمام والفضول، وتستحق الزيارة والعيش فيها.


ويتمنى " احمد" العودة إلى الصين والأنضمام إلى خطيبته " تشو"، ليكملا مشوار حياتهما معًا في سعادة ودفء، متجاوزان كل المتاعب التي لقياها منذ تفشي الفيروس اللعين، على حد وصفه.