الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشاهير من بلدي .."آل الحجار" ببني سويف 3 علامات فارقة في عالم الغناء

صدى البلد

ولد الفنان الكبير إبراهيم الحجار، في 7 يناير 1922، بمركز الفشن، جنوب محافظة بني سويف، لوالدين كفيفين، حيث كان هو السند والمعيل لهما بعد أن توفي أخوته الستة ولم يتبق إلا هو.

صمم والده على حفظه للقرآن الكريم ثم انتسب إلى مدرسة المعلمين ثم مدرسة معلمي بني سويف، وقد اشتهر الفنان إبراهيم الحجار بالغناء في بني سويف وعرف فى سن مبكرة   في البلاد المحيطة بها وبدأت الأفراح والحفلات تتهافت عليه فى بلاد تبعد عن مسكنه وهو لم يتجاوز سن العشرين.

اقرأ أيضا:

كاتب بدرجة ضابط.. حكاية صلاح أحمد حسين من بني سويف إلى أشهر كتاب الإذاعة والتليفزيون

حدثت واقعة تزامنت مع الحرب العالمية الثانية فقد طلب إبراهيم الحجار للغناء فى حفل بمحافظة أسيوط فاستقل القطار وتوجه إلى الفرح المقام فى إحدى العوامات التى كان يطلق عليها آنذاك أسم "الدهبية" وكان من المقرر أن يذهب إبراهيم الحجار إلى الفرح ثم يعود صباح اليوم الثانى وأحيا الليلة ، لكنه غاب فترة طويلة وعاشت العائلة في ألم وحزن حيث كان إبراهيم الحجار الأخ لـ 6 أطفال آخرين ولكنهم توفوا جميعا ولم يبق سواه ليعيش مع أبويه.

ظل الأبوان يبحثان عنه فى كل الأقسام والمستشفيات لمدة شهر تقريبا حتى ذهب أحد أصدقاء إبراهيم الحجار وقال للأسرة " الدهبية"  التى كان يغني فيها إبراهيم قد وقعت عليها قنبلة ومات.

أقام الشيخ على الحجار والد إبراهيم العزاء وفجأة عاد إبراهيم الحجار إلى قريته وهو يحمل عوده فوجد العزاء فتوجه إليه حتى يعزى أهل الميت ويقوم بأداء الواجب تجاه أهل قريته وما إن دخل إبراهيم الحجار إلى العزاء حتى تحول إلى فرح وسعادة وجعل الشيخ على الحجار ينادى على زوجته زينب ليخبرها أن أبنيهما الوحيد مازال حيا على قيد الحياة.

كان السبب وراء غياب إبراهيم الحجار عن الأسرة هذه المدة أنه عندما كان يغنى فى الفرح رأته ابنة مدير الأمن فأعجبت بفنه وطلبت من أبيها أن تتعلم العود على يد إبراهيم الحجار ونشأت قصة حب بينهما وطول فترة الغياب كان يرسل الخطابات إلى والديه إلا أنها كانت لا تصلهما وبعد ذلك طلب إبراهيم من الفتاة أن يذهب لرؤية أهله لأنه اشتاق إليهم كثيرا وتزامن هذا اليوم مع عزائه ولكن حدث ما هو غير متوقع فقد رجع إبراهيم الحجار ووجد سرادق العزاء فدخل ليقوم بالواجب دون أن يعلم أنه هو المتوفي.


وفي لحظة دخوله صرخ من صرخ وكبر من كبر ووقف الشيخ علي يصرخ بصوت مرتفع : يا زينب ابنك رجع  ابنك ، وجلس إبراهيم الحجار مكان المقرئ وأمسك عوده وغنى وتحول الموت إلى حياة والحزن إلى فرح، وفي عام 1944 قرر الرحيل إلى العاصمة القاهرة عندما بلغ من العمر 22 عاما ليخوض امتحان الأصوات الجديدة في هيئة الإذاعة.

انتسب الحجار في معهد الموسيقى العربية، وتم اعتماده مغني بشكل رسمي في هيئة الإذاعة سنة 1945م. في سنة 1968م تم تعيينه في إدارة الأوبرا وشكل فرقة موسيقية اسماها "فرقة الموسيقى العربية" واشترك في العديد من الحفلات التي كانت تقام بصورة نصف شهرية حتى تمت إحالته إلى التعاقد في سنة 1982م. ولكنه لم يتوقف واستمر عطائه في تدريس وتحفيظ الموشحات والأدوار وشرح وتحليل الألحان والجمل الموسيقية لطلبة المعهد العالي للموسيقى العربية.

خرج العديد من المطربين والمطربات الكبار أمثال: لطيفة، طارق فؤاد، أنغام، أحمد إبراهيم، مدحت صالح، نادية مصطفى، شيرين وجدي، أنوشكا، مي كساب، وولداه أحمد وعلي الحجار، وفي 4 سبتمبر عام 2000 توفي الفنان إبراهيم الحجار.

أما ابنه الفنان علي الحجار  فقد ولد في 4 أبريل 1954 و بدءا رحلة الغناء في منتصف السبعينيات ورأى علي  في طفولته مامر به والده من محن بسبب الفن وكان يسمع نصائح والده لأخيه في فترة الشباب بالابتعاد عن الفن ومشكلاته ولذا التحق علي بعد حصوله على الثانوية بكلية التجارة انصياعا لرأي والده ثم تركها وانتقل لكلية الفنون الجميلة أما أحمد الحجار فقد درس في كلية التربية الموسيقية.


وأثناء دراسة الأخوين في الجامعة انضما إلى فرقة التخت العربي لإحياء التراث كما انضم أحمد إلى المسرح الجامعي وأثناء دراسته لحن لشقيقه علي أغنية أعذريني وعندما شاهد الموسيقار بليغ حمدي الصوت الواعد علي الحجار وهو يغني في برنامج الدكتورة رتيبة الحفني الذي كانت تقدمه في التليفزيون أعجب به وأختار له من كلمات الشاعر عبد الرحيم منصور "على قد ماحبينا" ولحنها وقدم علي الحجار للجمهور في حفل رأس السنة الذي أقيم عام 1977.

ثم توالت الأعمال الغنائية والألبومات كما قدمت العديد من المسلسلات التليفزيونية  الناجحة والمسرحيات وغيرها والتي تركت بصمة في عالم الفن. 

ويعد علي الحجار أول مطرب عربي  يغني من الحان الملحن الكردي هلكوت زاهر أغنية باسم رجعنا لبعضينا من كلمات هاني الصغير وشاركت فيها المطربة الكردية ليلى فريقي كانت من أقوى "ديوتو" مشترك عربي و كردي يعتبر علي الحجار أول مطرب عربي و مصري شارك في عمل  مشترك مع مطربة كردية و أول مطرب عربي غنى من الحان الملحن الكردي هلكوت زاهر وحققت نجاحا لافتا في كل الوطن العربي وفي كردستان.

أما شقيقه أحمد الحجار  فقد عرفه الجمهور  من خلال أغنية عود كلمات الشاعر الصحفي جمال بخيت حيث قدمه شقيقه علي في إحدى حفلاته ليغني على المسرح ومن ورائه شقيقه على يقف وعلى وجهه علامات التأثر والفرح بأخيه أحمد وخاصة بعدما لاقت الأغنية استحسان جمهور الحفلة " الوهم مات ،والذكريات .. قالتلي حبك بالوجود ، ياريت تعود".

وعلى الرغم من أن أعماله القليلة إلا أنها مازالت باقية في أذهان المحبين والجماهير.