الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ظل تنامي النفوذ التركي.. ماكرون يعود مجددا إلى المشهد الليبي

ماكرون يتوسط المشير
ماكرون يتوسط المشير حفتر وفايز السراج

يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للعودة إلى المشهد الليبي بعد أكثر من عامين على لقاء جمع فايز السراج رئيس حكومة الوفاق والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي.

تشير وكالة "بلومبيرج" إلى أن الاجتماع الذي تم في باريس عام 2017 لم يؤت ثماره، رغم خروج ماكرون وإعلانه أن "الشعب الليبي يستحق السلام"، حيث اندلعت المواجهات من جديد في أعقاب اللقاء.

ومع انطلاق مؤتمر ميونيخ للأمن، تقدم باريس الثقل الدبلوماسي في ليبيا وهو الدور الذي تلعبه حاليا تركيا وروسيا، رغم سنوات من الانغماس الفرنسي في الصراع الليبي.

لكن يبدو أن ماكرون يجدد محاولات تدخله في الصراع مرة أخرى، حيث يقول مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسي كريستوف فارنو إن فرنسا تمتلك أدوات سياسية للضغط الدولي على ليبيا، إلا أن تركيا وروسيا تمتلكان نفوذا دبلوماسيا وعسكريا أيضا في ذلك البلد.

ويأتي اجتماع ميونيخ بعد مؤتمر في برلين الشهر الماضي استضافته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في محاولتها لإيقاف الصراع ، بناءً على جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ، ونزع سلاح الميليشيات وإطلاق تدابير اقتصادية جديدة، لكن التقدم يعتمد على وقف تدفق الأسلحة إلى ليبيا ، وهو ما لم يحدث.

ويوضح التقرير أن نفوذ تركيا وروسيا المتزايد عسكريا ودبلوماسيا جعل فرنسا مكتفية بطموح ماكرون دون التحرك لأبعد من ذلك في ظل انشغال بريطانيا بخروجها من الاتحاد الأوروبي وتجيهزها لإطلاق سياسة خارجية خاصة وانسحاب واشنطن التكتيكي من الشرق الأوسط، إضافة إلى عدم ثقة فرنسا بقوة ألمانيا لإدارة الملف الليبي حيث وصفها ماكرون سابقا بـ"البطة العرجاء" في سياسة الشرق الأوسط.

وتشير الوكالة إلى فشل سياسة ماكرون السابقة في عقد اتفاق بين السراج وحفتر، مسلطة الضوء على التدخل الفرنسي في ليبيا منذ عهد نيكولا ساركوزي والدور الذي لعبته باريس في إسقاط نظام القذافي أملا في استعادة الدور الفرنسي في شمال افريقيا.

ويصر المسؤولون الفرنسيون على أن باريس تلتزم الحياد مع أطراف الأزمة في ليبيا معتبرين قمة برلين ناجحة بعد جمعها كافة الأطراف الدولية إلا أنها لم تتمكن من ضمان امتثالهم للالتزامات التي تعهدوا بها ، ورغم ذلك لا يبدو أن ماكرون قد انتهى من حركته الأخيرة في لعبة الشطرنج الجيوسياسية التي تشهدها ليبيا في حرب بالوكالة لا تزال تهدد حياة المواطنين الليبيين في وطنهم منذ عقد من الزمن.

ودعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مؤخرا المشير خليفة حفتر لزيارة باريس، إضافة إلى ذلك يلتقي المسؤولون الفرنسيون بممثلين من حكومة فايز السراج الموالية لتركيا.