الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سقطة في تاريخ الإبراشي !!


قبل هذه الحلقة ببضع ساعات، كنت أخرج من مكان، لأذهب لآخر، والجميع يتحدث عن الكارثة أو القنبلة التي سيفجرها الإعلامي الكبير وائل الإبراشي، باستضافته محمد رمضان الليلة في أولى حلقات برنامجه الجديد.. ونتيجة كل هذه الأحاديث المطوَّلة أنها، سقطة للأستاذ الإبراشي، خاصة وأنه يقدم برنامج جديد، من المفترض أن يحسِّن به صورة الإنسان المصري، لكن مع الأسف، صدق ظن الناس بهذه الحلقة "الخاسرة" من وجهة نظر الكثيرين، والمتابعين للإعلامي القدير، صاحب الرأي الجريء، والتي أفقدته أكثر مما أكسبته!

حلَّ الفنان محمد رمضان، ضيفًا على الإعلامي وائل الابراشي، في أولى حلقات نشرة التاسعة، على القناة الأولى والفضائية المصرية.

وتحدث الفنان، خلال الحلقة عن أزمته الأخيرة التي عرفت إعلاميا باسم "أزمة الطيار"، كما تحدث عن مسلسله الجديد "البرنس"، إلى جانب حديثة عن مشواره الفني.

يُذكر أن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ومتابعي  محمد رمضان، كانوا قد دشنوا في 14 فبراير 2020، حملة لمقاطعة أعمال الفنان محمد رمضان، تحت هاشتاج "قاطعوا محمد رمضان". وبات الهاشتاج الأكثر تداولًا على موقع "تويتر" في مصر، خاصةً بعد الأزمة الأخيرة التي نشبت بين رمضان والطيار السابق أشرف أبو اليسر، الذي خسر وظيفته بسبب ظهور محمد رمضان في فيديو أثناء وجوده بكابينة الطائرة برفقة قائدها.

هذا وقد تعرَّض محمد رمضان لهجوم حاد من قبل نشطاء مواقع التواصل، بعد السخرية من الطيار في أحد منشوراته، غير أنه ادعى مطالبته بمبلغ تسعة ملايين جنيه ونصف، حيث نفى الطيار أشرف أبو اليسر صحة حديثه.


ومن جهته، شارك الفنان، نفس الهاشتاج على صفحته في موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، حيث قال: "الحمد لله قَاطِعوا محمد رمضان تريند رقم واحد".. وأنا فعلا هدومي اتقطعت في الشارع".. لا تعليق على ما يقوم به الفنان ويقوله، سوى أنه قمة الاستخفاف والاستهانة بعقول المصريين.


ولا أملك سوى التساؤل، هل وصلنا إلى هذا الحد من التفاهة والانحطاط الفكري في التعامل مع هذا الجمهور المصري العريض، صاحب الرأي الكريم !!!


لا أدري، كيف اقتنع الإعلامي الكبير وائل الإبراشي، بفكرة استضافة محمد رمضان في أولى حلقات برنامجه، ليتحدث معه عن الأخلاق، من منطلق أنه الأسطورة.. خاصةً ويساعد بأعماله على العنف والإرهاب".. ويأتي ذلك بعد قرار الأخير في منتصف الشهر الحالي، مقاطعة نفسه في مصر، على صفحات التواصل الاجتماعي، بل وبات يتحدث عن تمزيق ملابسه في الشارع.

أما عن ردود فعل البرلمان، صباح عرض البرنامج، باتت متباينة، حيث اتهم النائب أسامة شرشر، عضو لجنة الثقافة والإعلام، الحكومة بنشر ما أسماه "الإسفاف الفكري"، وذلك على خلفية ظهور رمضان على التلفزيون الرسمي. وقال شرشر: "أعتقد أننا نحتاج وقفة مع الحكومة من قبل مجلس النواب".

كما علق النائب على مظهر رمضان بقوله: " يؤسفني أن أشاهد ممثل بهذا الشكل، على شاشات التلفزيون المصري، فمحمد رمضان خرج على الناس بأربع خواتم وسلسلة، ويساعد بأعماله على العنف والإرهاب".

وتساءل عضو لجنة الثقافة والإعلام: "كيف يتم السماح لهذا العنصر الدخول للتلفزيون الرسمي، وكيف أذاع التلفزيون احتفالية على الهواء من إستاد القاهرة، تذاع فيها أغنية يُقال فيها جملة خمور وحشيش".

من جهتها، طالبت النائبة منى منير، خلال جلسة عامة، بعودة الرقابة مرة أخرى على الأعمال الفنية.

وصرحت، بأن "محمد رمضان يقدم أفلاما تعلم الأطفال البلطجة"، مشيرة إلى أن "الطلبة في المدارس يدخنون السجائر بشكل علني وبأعداد كبيرة منهم".

وردًا على النائبة، أفاد رئيس المجلس علي عبد العال، بأن "الدستور المصري ينص على حرية الإبداع وأنه لن يستطيع أن يقيدها طالما في إطار الثوابت الدستورية".

وأضاف عبد العال أنه "لا يجب أن ندخل في هذه السيناريوهات"، مؤكدا أن الفن "الهابط" يطرده الفن الجيد.

أعتقد أن مشهد الفيديو الذي كان يعرض مع جريمة راجح وشهيد الشهامة، حيث استلموه الشباب أصدقاء راجح، في المنطقة، بالسنج والرقص بالمطاوي، هي مشاهد تعبر عما يراه شباب هذه الأيام في أفلام رمضان، وهي الأكثر استخدامًا لعنصر البلطجة فيها، أبلغ دليل على التقليد الأعمى لهؤلاء الفنانين، غير المسئولين في حمل الرسالة.

أسطورة الفساد.. الخيبة.. تعلم الجريمة.. سوء الأخلاق والأفكار .. عدم الاهتمام بشعور الآخرين.. إفساد أجيال من الشباب وضياع حلم أهاليهم.. من يسكت على هذا الفساد الأخلاقي وإفساد المجتمع؟ ولماذا هو الأسطورة؟

من قلبي: إذا كانت الأساطير هي مدعاة الفساد والتجرمة وانتشار الجريمة، فلا نملك سوى أن نتشدق بالمثل الشعبي الأصيل: "خيبة الأمل راكبة جمل".. فهل هذه النماذج تصلح لبناء مجتمعنا، الذي أصابه الكثير من الترهل الأخلاقي وفساد السلوكيات، واستبدال الفضائل بالرذائل.. أعتقد أن الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، تكمن في يد الحكومة، فلابد من وضع معايير لأعمال تهدف إلى ترشيح وتنقية المجتمع من هذه السلوكيات الطافحة على سطح المجتمع!

من كل قلبي: أضم صوتي لصوت نواب البرلمان، في مطلبهم بعودة الرقابة مرة أخرى على الأعمال الفنية، وإلا عليه العوض ومنه العوض في الأخلاق لأجيال قادمة، الأخلاق التي تربينا عليها نحن وآباؤنا وأسلافنا، والقيم الثوابت التي باتت تتلاشى في مجتمعنا وتحل محلها قيم البلطجة والجريمة والإرهاب.. اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط