الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وفاة حسني مبارك .. كيف كانت علاقات الرئيس الأسبق بأفريقيا قبل وبعد محاولة اغتياله في أديس أبابا؟

الرئيس السابق الراحل
الرئيس السابق الراحل محمد حسني مبارك

عن عمر يناهز ٩٢ عاما رحل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عن عالمنا اليوم وذلك بعد معاناة مع المرض؛ فلم يكن مبارك رئيسا مر مرور الكرام على رئاسة مصر ولكنه فى بداية حكمه منذ توليه المنصب فى أكتوبر ١٩٨١ استطاع أن يتواصل مع دول القارة الأفريقية ويترك بصمته بها.

شهدت فترة حكم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك؛ فترات لمع فيها نجم العلاقات المصرية الأفريقية؛ إلا أنه لم يكتب لهذا النجم الاستمرار طويلا حيث تعرضت العلاقات لانتكاسات حقيقية بعد محاولة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عام ١٩٩٥ فى أديس أبابا.


استطاع مبارك خلال الأعوام الأولى فى حكمه أن يزور العديد من الدول الافريقية والترابط فيما بينها حيث  حصد بعد عامين من رئاسة مصر وتحديدا فى 1983 الوشاح الأكبر للميدالية الوطنية من النيجر؛  كما حصد مبارك فى 1984 الوشاح الأكبر للميدالية لدولة مالي وفى نفس العام حصل مبارك على النوط الأكبر لجمهورية وسط أفريقيا؛ أما فى 1989 حصد مبارك وسام الشرف العظيم من السودان.

وهكذا استمرت العلاقات المصرية الأفريقية نحو مستقبل جديد حيث ترأس الرئيس حسني مبارك رئاسة منظمة الوحدة الأفريقية فى الفترة من ٢٨ يونيو ١٩٩٣ حتى ١٣ يونيو١٩٩٤ ؛ حيث كان من أهم أهدافها إنهاء التمييز العنصري. 


أما عام ١٩٩٥ فكان انتكاسة حقيقية فى العلاقات المصرية الأفريقية؛  حيث تعرض الرئيس الراحل حسني مبارك إلى محاولة اغتيال فى السادس والعشرين من يونيو عام 1995، حيث كانت تفاصيل الحادثة بمجرد وصول الوفد المصري لدي مؤتمر القمة الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا حيث تمت مراسم الاستقبال الرسمي في المطار.


كان الرئيس ميليس زيناوي علي رأس المستقبلين، ورحب بالرئيس مبارك وودعه إلى السيارة التي تقله إلى مقر المؤتمر، وأثناء سير الركب المقل للوفد تعرضت بعض سياراته لطلقات من أسلحة نارية يحملها بعض الأفراد وسارعت قوة الحراسة المصرية المصاحبة للوفد بالرد علي هذا الهجوم الإجرامي المباغت، وتمكنت من إصابة ثلاثة من المهاجمين لقي اثنان منهم مصرعهما".


وبعد هذه الحادثة خرج الرئيس الأسبق حسني مبارك محدثا شعب مصر وملقيا كلمة بشأن الحادثة قائلا: "بعد هبوطنا في مطار إثيوبيا، لاحظنا تأخر الحراسة الإثيوبية المرافقة لنا، ثم رفضهم اصطحاب حراستي الشخصية للطبنجات.. انطلق الموكب نحو مقر القمة، لكن فوجئنا بسيارة زرقاء تسد الطريق.. ترجل مجموعة من الأشخاص، وفتحوا النيران على سيارتي، حراستي أخذت أماكنها، وتعاملت معهم.. سمعت صوت طقطقة.. أصابوا السيارة بطلقتين.. لمحت شابا صغير السن يحمل رشاشًا ويتجه نحو السيارة، لكن الحرس أصابوه، وظلوا محافظين على هدوئهم.. أمرت سائقي بالعودة إلى المطار مجددا.. عقب عودتي للمطار وجدت الرئيس الإثيوبي مضطربا للغاية.. أبلغته بأنني متوجه فورا للقاهرة.. تفهم موقفي.. اكتشفنا لاحقا أن الفيلا التي كانت تسكنها المجموعة المتورطة في الحادثة كانت مؤجرة .. الإرهابيون لم يخرجوا من السفارة الفلسطينية مثلما تداول البعض، لكن من فيلا كانت قريبة من مقر السفارة...".


هذه الحادثة كانت السبب الأكبر لابتعاد مصر عن القارة ولكن الرئيس الأسبق مبارك لم يبتعد كثيرا فبعد محاولة الاغتيال وتحديدا فى ٢٠٠٨ قام مبارك بزيارة إلى دولة جنوب افريقيا .


كانت الزيارة الأولى للرئيس مبارك منذ توليه الحكم عام 1982؛ حيث ضمت هذه الجولة زيارة أيضا إلى أوغندا قام خلالها مبارك بوضع أساس اتفاقيات اقتصادية على المدى الطويل بين البلدين.


الرئيس الراحل حسني مبارك امتاز بحسه الدبلوماسي حيث أنه كان أول رئيس مصري يشارك فى قمة فرنسا أفريقيا وتحديدا فى أعمال القمة الفرنسية الأفريقية التى عقدت فى باريس فى نوفمبر من عام1998 والتى تركزت المناقشات خلالها على قضايا الأمن وعلاقته بالتنمية فى القارة الأفريقية.


وجاءت المشاركة الثانية للرئيس مبارك فى هذه القمم من خلال مشاركته النشطة فى القمة الـ22 والتى عقدت بباريس فى فبراير من عام 2003 تحت عنوان تعزيز التعاون بين فرنسا وأفريقيا من خلال مبادرة الشراكة الجديدة للتنمية فى أفريقيا والمعروفة اختصارا باسم النيباد.


أما المشاركة الثالثة للرئيس الراحل محمد حسني مبارك فكانت فى القمة الـ24 التى عقدت فى مدينة كان الفرنسية فى فبراير 2007 والتى كان للرئيس مبارك فيها دور نشط وإيجابى سواء فى مداخلاته أمام القمة أو فى اللقاءات التى يعقدها بشكل ثنائى مع العديد من القادة المشاركين فى القمة والتى كانت محل تقدير كبير فى أوساط القمة.

أما المرة الرابعة فكانت فى مايو ٢٠١٠ حول التنمية فى أفريقيا.