الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أول تعليق من عازف الكمان على حفلة الشرفة التي نالت إعجاب الجميع

عازف الكمان محمد
عازف الكمان محمد عادل

بآلته الموسيقية عزف ألحانا هادئة كسر بها رتابة وسكون الليل والمكوث طويلا في المنزل، حمل آلة «الكمان» المضيئة على كتفه في شرفة منزله التي سرعان ما تحولت وكأنها مسرح مفتوح أما الجمهور فينصت له ويشجعه بتصفيق حار بين اللحن والآخر دون مقاطعة، متعهدا بالعزف اليومي في الساعة الأولى خلال تطبيق قرار حظر التجول خلال الأسبوعين القادمين، ليستقبل فيها أهالي منطقته أولى ساعات الحظر وكأنها أمسية هادئة لأهالي منطقته.

وقف الشاب المصري حاملا الكمان على كتفه في شرفة منزله بـ بشارع  حسن محمد في منطقة الهرم، ربما ارتابه الخوف من العدو الخفي الذي يصيب أحبائنا واحد تلو الآخر، ولكنه بثبات شديد ذكرنا بآخر مشهد في فيلم «تيتانك» حين لم يتوقف فريق العزف عن تقديم ألحانهم رغم استعدادهم للوفاة غرقا، ومع فارق التشبيه والموقف، كان لعزف الشاب المصري دورا في تخفيف الهلع الذي أصاب البعض من فيروس كورونا وكذلك حدة الساعات الأولى من تطبيق قرار حظر التجول في مصر.


محمد عادل والكمان البنفسجية، يحملها على كتفه في دور للدعم النفسي لا يقل عن غيره من الأدوار الذي يقوم به أكثر من فئة مصرية حاليا لمواجهة تفشي فيوس كورونا التاجي (كوفيد-19) في مصر.

تواصل «صدى البلد» مع الشاب محمد عادل، والذي خطرت له فكرة العزف من الشرفة، بعد مشاهدته لعازف الساكسون الذي أضاف البهجة في أحد أحياء إيطاليا التي تفشى فيها فيروس كورونا التاجي، خاصة وأن المصريين أصبحوا حبيسي المنازل خوفا من الفيروس التاجي، ويقول عادل: "الفيروس مخلينا كلنا في البيوت حتى احنا كموسيقيين فلما لاقيت موضوع الحظر قلت أخفف عن جيراني وأعزف لهم".


تخرج عادل من كلية التجارة جامعة حلوان، وعزف الكمان كان هوايته المفضلة التي سيطرت عليه قبل ثمانية أعوام مكرسا لها كل وقته، فبدأ تعلم عزف الكمان خلال دراسته بالفرقة الأولى، ثم دعم موهبته بالتعلم من الإنترنت ومقاطع الفيديو لمدة عامين.

أثقل عادل موهبته في العزف من خلال التعلم من خبيرة روسية تدعى د. إيجانا، وبعدها دخل عادل مجال التأليف الموسيقي والتوزيع، ثم استمر في التعلم ولكن موسيقى الجاز من خلا لتقنية التعلم عن بعد مع هيربي هانكوك.

شارك عادل في عدة مسابقات رسمية، منها مسابقة إبداع في عام 2014 وفاز فيها بالمركز الثاني من تحكيم الموسيقار حلمي بكر، وشارك أيضا في عدة فعاليات تابعة للمسرح القومي، ومنها تأليف موسيقي لمسرحية.

هذه تعد المرة الأولى الذي يعزف فيها عادل من شرفة نمزله، ولكنها ليست الأاولى التي يشارك فيها المحيطين به بألحانه، فمنذ ظهور حالات بـ فيروس كورونا التاجي في مصر وهو يصور عزفه بطريقة البث المباشر على حساباته بمواقع التواصل الإجتماعي، حتى قرر الاتجاه إلى أرض الواقع ومساندة الجيران نفسيا على أرض الواقع.

أخرج عادل السماعة وجهاز الصوت في شرفة منزله، وأمسك الكمان الخاصة به وكانت مضئية باللون البنفسجي، ولكنه أوضح أنه أضاف لها الضوء منذ فترة، وبتشجيع من ابن خالته بدء في العزف ولم يتوقع أن ينال عزفه إعجاب الجيران لهذه الدرجة، "مكنتش متخيل رد فعلهم".

بعدما لاحظ "عادل"، تفاعل الجيران معه، استخدم مكبر الصوت وتحدث إليهم، قائلاً "إنه سيعزف لهم يوميا بعد صلاة العشاء من شرفة منزله"، مضيفا "الجيران بدأت تتجمع ويسمعوني وحسيت إن الموضوع كأنه حفلة وكان فيه تصفيق كتير وتشجيع وأول ما اخلص مقطوعة يصقفوا وفي الآخر قولتلهم نثبت الموضوع كل يوم قالوا آه وصقفوا أكتر".