الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل صحيح أن قيام الساعة سيكون يوم الجمعة؟.. معلومات لا يعرفها الكثيرون

هل صحيح أن قيام الساعة
هل صحيح أن قيام الساعة سيكون يوم الجمعة؟

قيام الساعة يوم الجمعة.. يعد يوم الجمعة هو اليوم الذي تقوم فيه الساعة، ولكن لا أحدَ يعلمُ ذلك على وجه التعيين إلا اللهُ - سبحانه وتعالى-، وقُبَيل أن تقومَ القيامة يتغير نظام الكون، ليله ونهاره، شمسه وقمره؛ فلا يشبه هذا اليوم أيامَنا التي نحياها، وهو يوم ذو شأن عظيم مهيب.

روى أبي هريرة - رضى الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال في يوم الجمعة وفضله عن باقي الأيام: 
" خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا ، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ"، ( رواه مسلم).

وفي رواية أخرى: (خيرُ يومٍ طلَعَت عليه الشَّمسُ يومُ الجمعةِ؛ فيه خُلِق آدَمُ، وفيه أُهبِط، وفيه مات، وفيه تِيبَ عليه، وفيه تقومُ السَّاعةُ، وما مِن دابَّةٍ إلَّا وهي مُصِيخةٌ يومَ الجمعةِ مِن حينِ تُصبِحُ حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ شفَقًا مِن السَّاعةِ إلَّا الجِنَّ والإنسَ، وفيه ساعةٌ لا يُصادِفُها عبدٌ مسلمٌ وهو يُصلِّي يسأَلُ اللهَ شيئًا، إلَّا أعطاه إيَّاه)، رواه أبي داود، وفيه الحديث الشريف بروايته يتبين أن قيام الساعة سيكون يوم الجمعة.   


إنّ الإيمان بالساعة وما يسبقُها من أشراط هو تحقيق للإيمان باليوم الآخر، وهو أحدُ أركان الإيمان، وتحقّقُ تلك العلامات والأشراط هو دليل من دلائل النبوة، وهو بمثابة التحدّي للبشر، ولا تُعرَفُ إلا بوحيٍ صادق، وبهذا الإيمان يطمئنُ قلبُ المؤمن، ويزداد يقينُه. 

أخفى الله -سبحانه- وقت يوم القيامة عن عباده وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام-، إلّا أنّه جعل بعض العلامات والأشراط التي تدُلّ على قُرب القيامة، قال -تعالى-: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا)؛ لِحكم كثيرةٍ، منها: حثّ العباد على الاستعداد للقاء ربهم بالعمل الصالح والطاعات، وتجنّب الوقوع في المعاصي والمنهيات التي حذّر الله منها، إذ إنّ أعمال العبد لا يُعتدّ بها بحلول القيامة، ولذلك أيضًا أُخفي وقت موت الإنسان، قال الإمام الآلوسي -رحمه الله في ذلك: "وإنّما أخفى سبحانه أمر الساعة لاقتضاء الحكمة التشريعية ذلك؛ فإنه أدعى إلى الطاعة، وأزجر عن المعصية، كما أنّ إخفاء الأجل الخاص للإنسان كذلك، وتدل الآيات على أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يعلم وقت قيامها وإن كان قد علم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قربها على الإجمال، وأخبر به، ولذلك كان جديرًا بالإنسان الاستعداد ليوم القيامة بالخوف والخشية من الله -سبحانه-، واستشعار مراقبته لعباده في جميع أحوالهم.
يُقصَد بالعلامات الكبرى ليوم القيامة العلامات التي تقع قبل يوم القيامة بوقتٍ قصيرٍ، وتكون من الأمور غير المعتادة، وبيانها فيما يأتي:

ظهور المهدي 
اختلف العلماء في اعتبار تصنيف ظهور المهدي؛ فمنهم من قال إنه من العلامات الصغرى، ومنهم من قال إنه من العلامات الكبرى، والسبب في ذلك الخلاف أنّ الروايات لم تنصّ بوضوح على تصنيفه ضمن العلامات الصغرى، أو الكبرى، والمهدي رجلٌ يخرج في آخر الزمان ويكون خليفةً للمُسلمين ويحكم بالعدل والقسط، وقد ذُكرت بعض صفاته في مجموعةٍ من الأحاديث الصحيحة عن النبي؛ فاسمه واسم ابيه يوافقان اسم النبي واسم أبيه، وهو من آل بيت النبوّة، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (المهديُّ منِّي، أجلَى الجبهةِ، أَقنى الأنفِ، يملَأُ الأرضَ قِسطًا وعَدلًا كما مُلِئَتْ جَورًا وظُلمًا، يملِكُ سبعَ سِنينَ)، ويعيش الناس في خلافته بخيرٍ وهناءٍ؛ بسبب ما منحه الله إيّاه من الكرامات.

خروج المسيح الدجال
وهو رجلٌ من البشر ميّزه الله ببعض القُدرات الخاصة به؛ ليكون فتنةً وابتلاءً لهم، وقد حذّر النبي -عليه الصلاة والسلام- منه ومن فتنته، كما حذّر منه الأنبياء -عليهم السلام- جميعهم، فهو من أعظم الفتن، وأكبرها، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي علَيْكُم، إنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ، فأنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وإنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ)، وسُمِّي بِالمسيح؛ لأنّه ممسوح العين، وقِيل: لأنّه يمسح كُلّ الأرض، وقِيل: بسبب عدم وجود عينٍ ولا حاجبٍ في نصف وجهه، قال النبيّ: (إنَّ اللَّهَ ليسَ بأَعْوَرَ، ألَا إنَّ المَسِيحَ الدَّجَّالَ أعْوَرُ العَيْنِ اليُمْنَى)، وأمّا سبب تسميته بِالدجال؛ فقِيل لأنّه كاذبٌ يدّعي الألوهية، ويفتن الناس باتّباعه والإيمان به، وقد وردت علامة خروج المسيح في القُرآن دلالةً لا صراحةً، قال الله -تعالى-: (يَومَ يَأتي بَعضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفسًا إيمانُها لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت في إيمانِها خَيرًا)، وقِيل إنّ ذكر المسيح متضمّن لذكر عيسى -عليه السلام-؛ إذ إنّه يُنهي وجود الدجال.

ويسير الدجال في كلّ مكانٍ باستثناء مكة والمدينة، قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليسَ مِن بَلَدٍ إلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إلَّا مَكَّةَ، والمَدِينَةَ، ليسَ له مِن نِقَابِهَا نَقْبٌ، إلَّا عليه المَلَائِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا، ثُمَّ تَرْجُفُ المَدِينَةُ بأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، فيُخْرِجُ اللَّهُ كُلَّ كَافِرٍ ومُنَافِقٍ)،  ويبدأ بِفتنة الناس عن دينهم، ومن فِتنه أنّ معه جنةً ونارًا، أو ماءً ونارًا، وقد بيّن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّهما في الواقع على العكس؛ فالجنة والماء في الحقيقة نارٌ، والنار ماءٌ أو جنّةٌ، قال -عليه الصلاة والسلام-: (معهُ جَنَّةٌ ونارٌ، فَنارُهُ جَنَّةٌ وجَنَّتُهُ نارٌ)، كما يأمُر الدجال السماء بالمطر والأرض بالإنبات، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالأرْضَ فَتُنْبِتُ)، وتكون نهاية الدجّال بقتله على يد عيسى -عليه السلام-، وقد ذكر النبي -عليه الصلاة والسلام- بعض الطُّرق والوسائل التي تُنجي المسلم من فِتنة الدجال؛ منها: الاستعانة بالله، ومعرفة أسمائه وصفاته، والاستعاذة من فتنة الدجال آخر الصلاة، وبيان أمره للناس ليتجنّبوا الافتتان به.

نزول عيسى
بيّن الله -تعالى- في القُرآن أنّه رفع نبيّه عيسى -عليه السلام- إلى السماء فلم يُقتَل، إذ قال: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّـهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا*بَل رَّفَعَهُ اللَّـهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)، كما أخبر الله -سبحانه- بأنّ نزول عيسى من العلامات الدالة على قُرب وقوع القيامة، ذلك بعد أن يعيث الدجّال في الأرض فسادًا، وتَكبُر فِتنته، وذكر النبي -عليه الصلاة والسلام- بعض صفات النبي عيسى، فقال: (ليس بيني وبينَ عيسى نبيٌّ، وإِنَّه نازلٌ، فإذا رأيتُموه فاعرِفوه، رجلٌ مربوعٌ، إلى الحمرةِ والبياضِ، ينزِلُ بينَ مُمَصَّرَتَيْنِ)، وأول عملٍ يقوم به عيسى قتل الدَجال، لحديث النبي: (فإذا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذابَ كما يَذُوبُ المِلْحُ في الماءِ، فلوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حتَّى يَهْلِكَ، ولَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بيَدِهِ، فيُرِيهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ)،  ثُمّ تظهر قبيلتا يأجوج ومأجوج في زمان عيسى ويقضي الله عليهم في زمانه، ثُم يتفرّغ للمُهمة العُظمى التي نزل لأجلها، والمُتمثِّلة بالحُكم بشريعة الله، ودليل ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، ويَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، ويَضَعَ الجِزْيَةَ، ويَفِيضُ المالُ حتَّى لا يَقْبَلَهُ أحَدٌ).

خروج يأجوج ومأجوج 
وهما قبيلتان من بني آدم اشتُهرتا بالفساد حتى ضرب ذو القرنين بينهم وبين الناس سدًّا من الحديد يمنعهم من الوصول إلى الناس، وتسعى القبيلتان إلى هدم السد والخروج إلى الناس يوميًا من خلال أعمال الهدم، إلّا أنّ الله يجعل عملهم في هدم السد هباءً إلى أن يشاء هو ذلك، ويُعدّ خروجهم من الفِتن الكبيرة التي تُصاب بها الأُمة، وقد ورد ذكرهم في القُرآن الكريم في قوله -تعالى-: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ)، وهم يخرجون بعد نزول عيسى -عليه السلام- وينتشرون في الأرض ويُضيّقون على الناس إلى أن يرسل الله على رقابهم دودًا فيموتون، ودليل ذلك ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنه قال: (تُفتَحُ يأجوجُ ومأجوجُ، فيَخرجونَ كما قالَ اللَّهُ تعالى: (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)، فيعُمُّونَ الأرضَ، وينحازُ منهمُ المسلمونَ حتَّى تصيرَ بقيَّةُ المسلِمينَ في مدائنِهِم وحصونِهِم، ويضمُّونَ إليهم مواشيَهُم حتَّى أنَّهم ليَمرُّونَ بالنَّهرِ فيَشربونَهُ حتَّى ما يذَرونَ فيهِ شيئًا، فيمرُّ آخرُهُم علَى أثرِهِم، فيقولُ قائلُهُم: لقد كانَ بِهَذا المَكانِ مرَّةً ماءٌ، ويَظهرونَ علَى الأرضِ فيقولُ قائلُهُم: هؤلاءِ أهْلُ الأرضِ قد فرَغنا منهُم ولنُنازِلَنَّ أهْلَ السَّماءِ حتَّى إنَّ أحدَهُم ليَهُزُّ حربتَهُ إلى السَّماءِ فترجِعُ مخضَّبةً بالدَّمِ، فيقولونَ قد قتَلنا أهْلَ السَّماءِ، فبينَما هم كذلِكَ إذ بعَثَ اللَّهُ دوابَّ كنغَفِ الجرادِ فتأخُذُ بأعناقِهِم فيَموتونَ موتَ الجرادِ)، ويحمي الله المؤمنين ونبيّه عيسى منهم.


ويُقصد بالخسف: انشقاق الأرض وجعل ما على سطحها في داخلها، ويُقصد بالخسوفات الثلاثة:

الخُسوف التي ستقع في آخر الزمان في أماكن مُختلفةٍ؛ فالأول يكون في المشرق، والثاني في المغرب، والثالث في جزيرة العرب، ومن الأدلة التي تحدّثت عنها قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بجَزِيرَةِ العَرَبِ).

الدخان
 وهو دُخان يخرُج بين المشرق والمغرب، ويستمرّ مدة أربعين يومًا، ولا يتأثّر منه المؤمن إلّا قليلًا بعكس غيره، ويُعدّ الدخان من الآيات العِظام التي تَدُلّ على قرب قيام الساعة، لحديث النبي -عليه الصلاة والسلام-: (اطَّلَعَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقالَ: ما تَذَاكَرُونَ؟ قالوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قالَ: إنَّهَا لَنْ تَقُومَ حتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ، فَذَكَرَ، الدُّخَانَ)، واختلف الصحابة في وقوعه؛ فذهب الصحابي عبدالله بن مسعود إلى أنّه وقع وانقضى، ودليله في ذلك ما رواه الإمام البخاري في صحيحه: (إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا رَأَى مِنَ النَّاسِ إدْبَارًا، قالَ: اللَّهُمَّ سَبْعٌ كَسَبْعِ يُوسُفَ، فأخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شيءٍ، حتَّى أكَلُوا الجُلُودَ والمَيْتَةَ والجِيَفَ، ويَنْظُرَ أحَدُهُمْ إلى السَّمَاءِ، فَيَرَى الدُّخَانَ مِنَ الجُوعِ)،  بينما وافق ابن كثير عليًّا بن أبي طالب وأبا سعيد الخُدري والحسن البصري وابن عباس في قولهم بعدم وقوع آية الدخان؛ استنادًا إلى العديد من الآيات والأحاديث، منها قول الله -تعالى-: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ)،  أي أنّ الدخان يكون واضحًا جليًا لكلّ الناس.

طلوع الشمس من جهة الغرب
 وهي علامة لا يُقبل إيمان أحدٍ بعدها، لحديث النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها، فإذا طَلَعَتْ فَرَآها النَّاسُ آمَنُوا أجْمَعُونَ، فَذلكَ حِينَ: لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ، أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا)، وبذلك يكون الإعلام بِقرب انتهاء الحياة الدنيا، ويحدث الاضطراب في الكون.

الدابة
 وهي من العلامات التي لا تُقبل التوبة بعدها؛ إذ تحدُث بعد علامة طُلوع الشمس من جهة الغرب، وتُميّز الدابة المؤمن عن غيره، قال -تعالى-: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوقِنُونَ).

نارٌ تسوق الناس إلى أرض المحشر 
وهي نارٌ عظيمةٌ تجمع كلّ الناس وتحشرهم في مكان حسابهم، وهي آخر علامات الساعة ظُهورًا، وقِيل إنّها أولى العلامات، وتُجمِع الروايات على القول إنّ النار آخر علامات الساعة ظهورًا وأوّل علامةٍ لا يحدث بعدها شيٌ من أمور الدنيا؛ فتبدأ القيامة، ودليلها ما رواه النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (وآخِرُ ذلك نارٌ تخرُجُ مِن قَعْرِ عدَنَ أو عَدَنَ أو اليمنِ تطرُدُ النَّاسَ إلى المَحشَرِ)،  واختلف العلماء في المقصود بالحشر؛ فقِيل حشر الدُّنيا وليس الحشر الذي يكون بعد خروج الناس من قُبورهم، وهو قول القُرطبي وابن كثير وابن حجر، في حين ذهب كلٌّ من الإمام الغزالي والحليمي إلى أنّ المقصود بالحشر هو حشر الآخرة.