الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسبوع الحسم يا مصريين !!


صباح الخيرات عليكم يا مصريين... ويا رب كل الخير في الأيام القادمة.. وسأبدأ بذكر حديث رسول الله (ص) "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم".

بداية، نشكر كل من التزم من المصريين، فهناك قطاع كبير، أظهر درجة عالية من الوعي والالتزام وتقدير الظرف الراهن والخطر المحدق بنا جميعًا.. والخبر الجميل أن هؤلاء الملتزمون، هم من أبناء محافظات مصر، فوفقًا لاستفتاء أجريناه مع بعض المعارف، هاني أبو عقيل، من سوهاج، وحامد من الفيوم ومروة الصيفي من الباجور، وداليا عبد الواحد من طنطا وهيثم شيكابالا من أسوان، أظهروا أنهم الأكثر انضباطًا وانصياعًا لقرارات الدولة خوفًا على حياتهم وعلى بلدهم.

والمحزن أن الفئة الأوفر حظًا في التعليم، هم من لا يبالون، ومازالوا ينطلقون هنا وهناك، وهؤلاء هم من يسكنون "الكومباوندات" في الأحياء الراقية، ويخالطون بعضهم البعض، دون تقدير للوضع الراهن، الأمر الذي يدعونا للقلق.

وقبل أن أخوض في سطور هذا المقال، لابد وأن نتقدم بالشكر للإعلام المصري، ممثلًا في شخص، أسامة هيكل، وزير الإعلام، الذي استطاع أن يُغَيَّر وجه الإعلام أمام العالم، بل ويجعل الإعلام أكثر وعيًا للمواطن المصري، في ظل أزمة كورونا أو   Covid19، وتغطيته الإيجابية، بشكل غير مسبوق.. فاستطاع بتفاعله مع الجمهور، وتعاطيه مع الأزمة الراهنة، إفادة المواطن بشكل لحظي وخدمي، ما كان له الأثر الايجابي على حياة وصحة المواطن المصري.. وظهر ذلك والحمد لله، جليًا من خلال حملات التوعية التي قامت بها الحكومة، مقدمة في الإعلام.

وهذه المرة، الحكومة ووزارة الصحة والإعلام، متكاتفة مع كل أجهزتها، تبذل قصارى جهدها، للخروج بأمان من هذه الكبوة، لكن مع الأسف، التقصير يأتي من قبل البعض.. فالدولة اتخذت كافة الإجراءات الاحترازية وأقامت حظرًا جزئيًا، حتى لا يجوع كثيرين ممن يعملون باليومية، وعطَّلت الدراسة بالمدارس والجامعات، لمواجهة هذا الوباء وحماية البلاد من شر الوباء.. إلا أن هذه الفئة المستهترة، تذهب لاحتساء فنجان قهوة عند الأصدقاء أو الأقارب أو أولاد الخالة، ويظنون أنهم في إجازة الصيف، وقد روى لي أحد الأصدقاء مفزوعًا، أن أحد أصدقاءه اتصل به من العين السخنة، ليبلغه أنه في نزهة مع أسرته، وكما شاهدنا من يرتاد الشواطئ، لتغلقها الدولة.. هؤلاء المستهترون، يلقون بأنفسهم في التهلكة، ويريدون أن يأخذوا البلد كلها إلى التهلكة.. بجد حرااااااااام عليكم.. من فضلكم "التزموا" بيوتكم، لتنجو مصرنا من شر هذا الوباء الفتَّاك.. وكونوا مسئولين أمام وطنكم!!!

"هزَّرتوا" الأيام الماضية كفاكم.. ولنلتفت لأنفسنا جميعًا ونحن في الأسبوع السابع..  فبالرغم من التشكيك في الحسابات المصرية، إلا أنها بفضل الله علينا، كانت سليمة وليست أرقام تجميلية كما يدَّعي البعض.

كنت قد توقعت أن يتم فرض الحظر، عندما نصل لعدد 1000، ومع ذلك، فقد طالبت الدولة، في مقالي الأسبوع الماضي، بفرض حظر تجوال، والدولة فعلت، بل وطرقت الحديد وهو ساخنًا بضربات استباقية وربنا يكملها معانا بالستر.. الآن، وصل الرقم في مصر، 609، بمن تعافى منهم، والبالغ عددهم 132، المتوفين 40 ويظل الباقي قيد العلاج.

أما بعد، فالله لطيف بعباده.. أكرر، نحن في الأسبوع السابع ولم نصل لنقطة الانفجار بعد.. والفيروس أمهلنا ستة أسابيع كاملة، لنستوعب وجوده و نستعد لعدم انتشاره.. مهلة كانت تتمناها دولًا مثل أمريكا و إيطاليا و إيران..  أوروبا بأكملها، تتمنى لو كانت مكاننا اليوم لتبدأ المعركة من جديد.. أرجوكم، علينا اغتنام الفرصة يا مصريين.. أرجوكم.

هناك عدو واحد يقابلنا، اسمه "الكيرف" أو المنحنى، فالله لا يقدر أن يعلو و يتخطى قدرة نظامنا الطبي.. فعدد الحالات التي يتم اكتشافها يوميًا لابد في الانحسار.. وهذه أصبحت مهمة كل مواطن، لذا، أرجو من كل فرد في كل أسرة أن يعتبر نفسه في لجنة شعبية ودوره تأمين بيته.. كل مواطن عليه أن يعلم ألا يغادر بيته مهما كان السبب.. فلا لزيارة الأقارب، أو الأهل، أو الأصدقاء، وبالأخص كبار السن، ولا للخروج والدخول بدون هدف.

وإذا كان هناك من يذهب للعمل، فبإمكانه التفاهم مع مرؤوسيه في العمل، ليعمل من المنزل، وإذا استلزم الأمر، فعليه أن يتخذ كافة التدابير الاحترازية من الكمامات والمعقمات، والأفضل أن يأخذه من الإجازة السنوية الآن، ولا تفكر في المصيف، فقد لا يأتي مصيف هذا الصيف.

إذا اضطررت للخروج، فاخلع نعليك قبل الدخول، فمنزلك الآن، مكانًا مقدسًا.. وحذارِ أن تسير بالحذاء على أرض بيتك، لأنك تدخل العدو الفتَّاك إلى دارك.. والله المعافى.

وتذكر أن مهمتك الوحيدة الآن، هي أن تدعم مناعتك، بالأكل الصحي من خضار وفاكهة، وشرب سوائل ساخنة.. 30  دقيقة من الرياضة، في بيتك، حركة أو مشي أو حتى شغَّل الجوال وارقص على أي أغنية.. واستمع للقرآن.. وتذكَّر أن مناعتك وفرصتك في النجاة بإذن رب العالمين، هي درعك الواقي وبيتك هو حصنك الحصين.

من قلبي: ختامًا، الطبيعة تحترم المقاومة، وأعلم أيها المواطن أن  كل بيت ينجح في مصر في المقاومة، هو بيت يعطل منحنى الصعود للفيروس، فكل تأخير، هو انتصار مباشر لك ولأهلك و لمصرنا.

من كل قلبي: تحية إعزاز وتقدير لجيوشنا الأطباء الذين جندوا أنفسهم لخدمة المواطنين في المستشفيات، ساهرين على حياة المصريين، يؤدون واجبهم بكل تفاني وحب وإخلاص، دون كلل أو ملل، فلنرفع لهم جميعنا القبة احترامًا وتقديرًا... ولنرفع أيدينا إلى الله تضرعًا بالدعاء، ليقينا شر البلاء والوباء.. فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط