الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماكرون على خطى ترامب.. دواء الملاريا يستحوذ على عقول الرؤساء

الرئيس الفرنسي إيمانويل
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

يبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجد ضالته في دواء الملاريا، رغم عدم وجود إثبات مؤكد على فعاليته ضد فيروس كورونا المستجد، حيث التقى ماكرون بأحد العلماء ممن يتبنون نظرية معالجة مرضى كورونا بدواء الملاريا.

واتجه ماكرون إلى مدينة مارسيليا؛ ليلتقي البروفيسور ديدييه راولت، المدافع الأول عن استخدام عقار هيدروكسي كلوروكينن، لمعالجة مرضى فيروس كورونا، حيث اجتمع لأكثر من 3 ساعات مع البروفيسور الذي نالت نظرياته إعجاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أكد أنه مستعد لتناول دواء الملاريا.

ويرى الأطباء، بحسب وكالة "بلومبيرج" أن الدعاية تقدمت على العلم، حيث قام كثيرون بتجربة هيدروكسي كلوروكوين على المرضى لأنهم ليس لديهم أي شيء أفضل، استنادًا على أكثر من دراسة صغيرة ولكنها مشجعة.

كما قامت الولايات المتحدة بتخزين 29 مليون جرعة، أما الهند حظرت تصديرها الدواء مؤقتا، وفي نيجيريا تسمم المرضى أنفسهم بالدواء، ولا يزال البعض الآخر، الذين يحتاجونه للأمراض المزمنة لا يجدوه متوفر بشكل كاف.

وتقول عالمة الفيروسات في مستشفى نيكر في باريس كريستين روزيو إن "الرسالة التي يرسلها الرئيس ماكرون هي رسالة دعم تضر بالمجتمع العلمي".

وأضافت أن "البروفيسور راولت لديه بالتأكيد شخصية مثيرة للاهتمام ، لكن المرء لا يشفي بالشخصية".

وأصبح راولت بطلًا شعبيًا لدى البعض في فرنسا  لرغبته في ثني القواعد ، وتجنب السياسات الباريسية وإلقاء اللوم على صناعة الأدوية في حالة البحث، وزعم أن الساسة يتجاهلون عمله، لكن تلك الحجة قد تختفي بعد زيارة ماكرون الأخيرة.

فيما يقول مستشارو ماكرون إن الأمر لا يرقى إلى التأييد، لكن الزيارة كانت تهدف لإظهار أن الرئيس يستمع إلى مجموعة واسعة من الآراء العلمية.

ووسط انقسام حول فعالية الدواء أمام كورونا،  قالت شركة سانوفي - أكبر شركة تصنيع أدوية في فرنسا-  يوم الجمعة إنها ستتبرع بـ 100 مليون جرعة من هيدروكسي كلوروكوين إلى 50 دولة ، لكنها أكدت أنه لا توجد أدلة سريرية كافية لاستنتاج أن الدواء يعمل وأنه آمن لعلاج مرضى كوفيد - 19.

وقي وقت سابق، ذكرت وكالة سلامة الأدوية الفرنسية أن الدواء لا يخلو من المخاطر، حيث كانت هناك 43 حالة من مشاكل القلب المرتبطة بعلاج هيدروكسي كلوروكوين بين مرضى فيروس كورونا، وأضافت "ما إذا كان الدواء يساعد أو يؤذي هؤلاء المرضى - أو يحدث فرقًا على الإطلاق - قد لا يكون واضحًا لأسابيع أو حتى أشهر".

ويشير أطباء إلى أنه لا يفهم "كيف يعمل الدواء جيدا"، موضحين أن  هيدروكسي كلوروكوين  أو الكلوروكين ، مركبات اصطناعية تم تصميمها كعلاج للملاريا في منتصف القرن الماضي،وفي وقت لاحق، بدأ الأطباء في استخدامها ضد الأمراض المزمنة، لكن يمكن أن يكون كلاهما خطيرًا على المرضى الذين يعانون من أمراض القلب ، وقد يؤدي مجرد مضاعفة الجرعة اليومية إلى الوفاة.

كان البروفيسور الفرنسي نشر نتائج في مارس الماضي، تظهر أن الدواء قلل من وجود الفيروس في الجهاز التنفسي لـ 24 مريضًا، في بعض منهم ، قام بدمج الدواء مع مضاد حيوي يسمى أزيثروميسين ، وهو دواء نصحت السلطات الصينية صراحة بعدم استخدامه مع الكلوروكين، وفقا للوكالة.

استغل القراء حول العالم النتائج، فبعد ثلاثة أيام ، قدم ترامب أول تأييد له للدواء بعد أن تم الترويج له على قناته المفضلة "فوكس نيوز"، وغرد ترامب قائلا إن التركيبة يمكن أن تكون "واحدة من أكبر الع وامل التي تغير قواعد اللعبة في تاريخ الطب"، لكن كثير من الأطباء وخبراء التجارب السريرية أشاروا إلى العديد من نقاط الضعف في دراسة البروفيسور الفرنسي، إلا أن الرئيس ماكرون يجري مشاروات علمية ويقوم بزيارات مكثفة للمستشفيات ويلتقي بالأطباء قبل خطاب مرتقب يوم الاثنين حول أزمة فيروس كورونا وتفاقهمها في فرنسا.