الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هؤلاء لا يستحقون الحياة


من جديد، ونحن في شهر رمضان الكريم  نفاجأ بخبر مفزع لحادث يتسم بكل معاني الوحشية المدبرة، تفجير مدرعة بمنطقة بئر العبد ومقتل عشرة من ضباط وجنود الجيش المصري وهم صائمون، في الوقت الذي تحاول  فيه الدولة المصرية احتواء أزمة الوباء العالمي.

ونحن نحاول بكل السبل أن نحسن صورة مصر أمنيًا لتنمية السياحة الخارجية والاستثمار للنهوض بالوطن، يأتي العدوان المدبر من جديد ليصيب أبناء المؤسسة العسكرية درع الأمان الذي يسهر ليحمي مصر شرقًا وغربًا شمالًا وجنوبًا، الفكر الإرهابي المتطرف لا يتعظ ولا يتعلم ويظل ضيق الأفق لا يعرف معني الإنسانية ولا يستمع لتعاليم الأديان السماوية، يختبئ فقط خلف عباءة الدين ولكنه لم يستطيع يومًا أن يفهم معناه الحقيقي، حادث لا يعرف معني الرحمة، هل القلوب تحجرت لهذه الدرجة؟ مهما اختلفنا سياسيًا وإجتماعيًا في العادات والتقاليد وردود الفعل، يجب أن تظل الرحمة تسكن القلوب، يجب القضاء علي الفكر الدموي المدبر، يجب أن نحتفظ بمفهوم الأمان والسلام الاجتماعي.

كيف استطاع هؤلاء القتلة تفجير الصائمين  جهرًا وعلنًا في نهار يوم من أيام الشهر الفضيل، كيف استطاعوا تحمل صورة الدماء وهي منتشرة من حولهم، كيف ينام هؤلاء؟ كيف تحولت القلوب إلي أحجار قاسية، تقتل في وضح النهار دون مبالاة بحياة هؤلاء ومستقبلهم الذي ذهب مع الريح، جنود وضباط أقسموا علي حماية هذا الوطن في مقتبل العمر، والقتل ليس لهم فقط بل هو قتل جماعي لآبائهم وأمهاتهم وذويهم، دون أدني مستوي من الرحمة، مع الأسف الشديد تحول البعض إلي أباليس تمشي علي الأرض مرئية للبشر، دون مشاعر أو قلوب،، و كأنهم تحولوا إلي مسوخ شيطانية، مجردة من القلب والعقل علي حد سواء.

أليس من حق مصر أن يحظي أهلها بفرصة لمستقبل أفضل، هؤلاء القتلة لم يتجردوا فقط من مفاهيم الإنسانية بتفجير المدرعة وقتل أولادنا من صفوف الجيش المصري، إنما يحاولون قتل الأمان الإجتماعي للدولة المصرية وإساءة صورتها أمام العالم أجمع، في الوقت الذي نحاول فيه احتواء أزمة الوباء العالمي الذي انتشر في بلدان العالم اجمع ومات بسببه الآلاف من البشر وفقد بسببه الآلاف علي مستوي العالم أجمع عملهم ولَم يصل أحد حتي الآن إلي علاج فعال للقضاء عليه.

تتحمل الجهات المختصة لتحقيق الأمن والأمان الداخلي والخارجي لمصر أعباءًا شديدة ويحاولون بكل طاقاتهم الحفاظ عليها وعلي المواطن المصري ، فيظهر بعض المتطرفين فكريًا من جديد بتفجيرات جديدة في بئر العبد ليزيدوا تلك الأعباء بلا مبرر، ويضيفوا إلي قائمة ضحايا الإرهاب أسماءًا جديدة ، ويُبْكوا القلوب ويفطروها بالحزن والألم علي فقدان الأحباب .

هؤلاء القتلة لا يستحقون الحياة، فجميع الأديان السماوية أديان قائمة علي المحبة وتقبل الآخر وتنهي عن الترويع والقتل ، وتحارب الفساد في جميع صوره ومنها ترويع الآمنين ، قال الله عز وجل في كتابه الكريم (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ).

تلك القلوب المتبلدة لا تستحق الحياة، فهي تدمر وطن بأكمله، تقضي علي الأمنيات وتصيب القلوب باليأس ، نحن نحاول البناء والتحمل للوصول إلي غد مشرق، وهؤلاء يحاولون الردم علي الأماني وتحطيم الأحلام ولا يسعني إلا أن أقول حسبنا الله ونعم الوكيل .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط