الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«مسجد الطيب» بمعبد شنهور الرومانى بقوص.. منبره عمره ثلاثة قرون ومئذنته قضت عليها العوامل الجوية

مسجد الطيب
مسجد الطيب

"مسجد الطيب "يتربع على أطراف معبد شنهور الرومانى بقوص .. يحوى منبر عمره أكثر من ثلاثة قرون.. ومئذنة فريدة قضت عليها العوامل الجوية. 

 

بمنبر عتيق يعود عمره لأكثر من ثلاثة قرون من الزمان، و مأذنة متفردة لكنها انهارت منذ فترة قريبة بفعل العوامل الجوية، استمد مسجد الطيب بقرية شنهور شهرة و اسعة، جعلته ضمن المساجد التاريخية بمحافظة قنا، فضلًا عن وجوده على أطراف منطقة اثرية يعود تاريخها للفترة الرومانية، حيث يوجد معبد شنهور.


المنبر العتيق تشير المعلومات التاريخية إلى أن عمره 304 عام، حيث كان موجودًا منذ بناء المسجد فى عهد الأمير همام شيخ العرب الذى حكم صعيد مصر لفترة من الزمان، وتم تشييد المنبر من الخشب بنظام "العاشق والمعشوق" دون استخدام"مسامير"، لكن عمره الذى جاوز ثلاثة قرون أدى إلى تدهور حالته، فتم وضع المنبر فى الفترة الأخيرة على قاعدة خرسانية فى محاولة من الأهالى للحفاظ عليه من تأثير المياه الجوفية والرطوبة.

أما المئذنة التى اختفت ملامحها نهائيًا، فتدور حولها روايات كثيرة ومتعددة، فبعض الأهالى يؤكدون أنها بنيت من 100 عام فقط، فيما يؤكد آخرين بأنها بنيت منذ قرنين من الزمان، دون أن يكون هناك توثيق حقيقى من الآثار للمئذنة التى كانت تتميز بطراز معمارى فريد، حيث تقع جنوب المسجد على حافة السور القديم للمسجد، تم بنائها من الطوب الأحمر والطين، و تتكون من ثلاث طوابق، الأول قاعدة مربعة مثل معظم المأذن الحديثة، بها باب على شكل مستطيل بداخله سلم يدور مع حوائط المأذنه التى تأخذ شكل مضلع ثمانى بداية من الدور الثانى حتى الثالث، وبنهاية الدور الأول والثانى تتزين المأذنة ببروز بسيط من الطوب والخشب يلتف حول المأذنة على هيئة ما يسمى" كورنيش" وتتخلل المأذنة ثمانى نوافذ مستطيلة بكافة الطوابق.

شهرة المسجد لم تتوقف على المنبر والمئذنة، بل زاد عليهم ضريح العارف بالله الشيخ محمد الطيب السبتى، فى المدخل الرئيسى للمسجد، من قبائل المغرب العربي وهو من مشاهير العلماء الذين حضروا إلى مصر  فى القرن الثانى عشر الهجرى بحثًا عن العلم و عاش فيها و مات ودفن بجوار المسجد، وقد سمى المسجد باسمه، رغم أن المسجد بُنى قبل الضريح.


اقــرأ  أيضًا..

 أزهر الصعيد.. حكاية المسجد العمرى والمنبر العائم بقنا


كورونا يحرم المصلين من روحانيات مسجد عبدالرحيم القنائي.. مصلون: اشتقنا لذكرياتنا مع الشهر الفضيل.. شاهد



قال محمد أبوالمجد دردير" موظف"، المسجد تم بنائه فى عهد جدى الأمير همام، ومع تأثره بالعوامل الجوية تم تجديده ليصبح بشكله الحالى، لكن المنبر و المأذنه التى انهارت لم يطرأ عليهم أى تغيير أو تجديد، فالمنبر مصنوع بطريقه فريدة من الخشب وهو شبيه بمنبر المسجد العمرى بقوص، وقد سمعنا أن هاذين المنبرين تم إحضارهما فى وقت واحد، لذلك رفضنا أى أعمال تجديد أو تطوير للمنبر، كما رفضنا محاولات كثيرة من بعض الأهالى لإحضار منبر حديث، لأن هذا المنبر يمثل قيمة تاريخية وتراث لفترة هامة من تاريخ مصر.

و أضاف عبدالله أحمد عبدالله" بالمعاش": المسجد أنشىء فى عهد همام باشا فى الفترة التى كان يحكم فيها صعيد مصر، و فى فترة ما قبل السبعينيات كنا نصلى الجمعة فقط فى المسجد، لكن التجديد والتطوير أصبحنا نصلى به جميع الفرائض، كما أن الآثار لم تهتم بتسجيل المسجد وما يضمه من منبر ومأذنه تاريخية ضمن قائمة الآثار الإسلامية، رغم الطراز المعمارى الفريد لهما وتاريخهما الذى يريد عن ثلاثة قرون للمنبر و أكثر من قرن للمئذنة.

 

يذكر أن مسجد الطيب وما يحويه من آثار نادرة، يقع فى قرية شنهور التابعة لمركز قوص بمحافظة قنا، و شنهور قرية عريقة لها جذور تاريخية عميقة تضرب في أعماق التاريخ، وقد تغيراسمها من العصر الفرعونى" شاحور" مرورًا بالقبطى" شان هور" أو " شان حور" حتى الاسلامى، إلى أن استقر على " شنهور"، وعاش بها عدد كبير من العلماء.