الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كورونا لم تنل من الزردة.. أبناء مطروح يلجأون للصحراء للإفطار بعيدا عن زحام المدينة

الزردة
الزردة

ما زالت الصحراء هي العشق الأول عند غالبية أبناء البادية بمطروح، خاصة في نهاية شهر رمضان بتنظيم رحلات الزردة لتناول الإفطار.

والزردة لا تقتصر على فئة معينة، فهناك مجموعات الشباب أو الكبار، فهم يتوجهون إلى الصحراء لقضاء يومهم بعد نصب خيمة للوقاية من أشعة الشمس.
   
 وقد كان اختيار مكان الزردة إما على الشاطئ أو في الصحراء، ولكن مع ظهور كورونا واتخاذ الدولة الإجراءات الوقائية والاحترازية بمنع التواجد على الشواطئ، لجا أبناء الصحراء الغربية إلى الصحراء مع تقليل الأعداد. 

وفي الزردة، يتعاون الجميع فيما بينهم لإقامة الخيمة والتي ليست بناءً عاديا، ولكنها تحتاج لخبرة في إقامتها بالشكل الذي يسمح بدخول الهواء وعدم تسلل أشعة الشمس.

وبعد الانتهاء من تجهيز الخيمة، تبدأ مرحلة تقسيم العمل، فهذا يجمع الحطب لطهي الطعام، وآخر مسئول عن تجهيز الطعام، وآخر للطهي، وآخر لغسل الاواني بعد الانتهاء من الإفطار، وآخر لتجهيز الشاي.  
  
يقول علاء العريشي، من أهالي مطروح، إن رحلات الزردة تشمل العديد من الأنشطة،  فهناك رياضة بلعب كرة قدم والسياحة في البحر، وكذلك قراءة  القرآن وإلقاء الشعر.
   
وأضاف أن طبيعة البدو تميل إلى الهدوء وعدم  تفضيل الزحام، لذلك فهم يلجأون إلى "الزردة"، فيقوم الأصدقاء بتجهيز كل احتياجاتهم، ويغادرون مرسى مطروح، إلى عمق الصحراء أو الوديان.


ويروي سلومة محمد، من أهالي مطروح، بعض الأبيات التي يتم يرددها البعض مثل "يا براد اغلي لحالك.. لا سكر لا شاي جالك .. والله ما ننسى موالك.. حتى لو جاع الواشون"، أغنية يغنيها بادية الصحراء توضح مدى عشقهم عند رؤيتهم لبراد الشاي وماؤه تغلي على الحطب قبل وضع الشاي والسكر.


وأضاف: "وهناك مثل يقول "الشاي بالنعناع.. ما يخلي للراس وجاع"، هذا المثل البدوي يعد وصفة قوية لعلاج آلام الرأس عند بادية مطروح، فيعتقد البدو بمطروح أن الشاي بالنعناع يعالج الصداع والأرق والاكتئاب وآلام الجبهة والآلام المصاحبة للجيوب الأنفية، ويعالج التهابات اللثة والأسنان، كما يعالج آلام الحلق والتهاب اللوزتين، وهذا الاعتقاد يتداوله كبار السن، فيحرصون على شرب المزيد من الشاي بالنعناع، وتوارث الأبناء والأحفاد حبهم للشاي بالنعناع فتجدها مقولة متداولة بين بدو الصحراء في مطروح.

وأكد أن طريقة صنع الشاي تختلف عن الشاي في أى مكان آخر بالعالم، فأهل مطروح يشربون الشاي المغلي أكثر من نصف ساعة وربما أكثر إلى أن تقل نسبة الماء في البراد إلى النصف لضمان تركيز الشاي في اللون والطعم.

وأوضح أن للشاي أنواعا وألوانا في مطروح، فتجد الشاي الأحمر والشاي الليبي والشاي الأخضر والشاي الأسود وهو شاي يأتي من السودان ويأتي عن طريق دولة ليبيا، فبعض الناس تعشق الشاي الأخضر لفوائده الصحية.

وقال إن من أهم الأطعمة اللحم الضأن بالأرز الأصفر أو الأحمر أو المكرونة الجارية والشريبة المغربي.