الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ممالك النار.. قصة مقتل أول سلطان عثماني قبل سفره إلى الحج على يد قواته

أرشيفية من مسلسل
أرشيفية من مسلسل ممالك النار

لم تكن صراعات الحكم والسياسة في السلطنة العثمانية التي تحدث عنها مسلسل ممالك النار، هي أولى الأحداث أو آخرها، فقد زحفت تلك الصراعات وامتدت إلى سلاطين الدولة، وكانت سببا في سفك دماء سلاطين الدولة.

من بين هؤلاء السلاطين هو السلطان عثمان الثاني، الذي قتل في 20 مايو من عام 1622 على يد قوات الانكشارية، ليكون أول سلطان عثماني يُقتل بثورة داخلية على يد قواته، بسبب صراعات الحكم بين السلطان وقواته.

ولم تخل الدولة العثمانية طلية حكمها الذي امتد على مدار أكثر من 5 قرون من صراعات الحكم والسياسة، والثورات والانقلابات التي أدت إلى تفكك الدولة وانهيارها رسميا عام 1924 على يد مصطفى كمال أتاتورك.

ويرصد "صدى البلد" في هذه السطور قصة الخلاف بين عثمان الثاني والانكشارية التي دفعت قوات السلطان إلى الثورة عليه وقتله، واستقدام عمه السلطان الأسبق مصطفى الأول إلى عرش العثمانية من جديد.

اقرأ أيضا

من هو عثمان الثاني؟
تولى عثمان الثاني خلافة الدولة العثمانية عام 1617  بعد عزل عمه مصطفى الأول، وكان آنذاك صغيرا عمره 13 عاما،  ولم يلبث أن يتولى الحكم، حتى أمر بشن حرب على دولة بولونيا بزعم تدخلها في شؤون إمارة البغدان، فأمر عثمام الثاني بدك حصون بولونيا، لكن قواته لم تنجح في إقتحام حصونها وفشل عثمان الثاني في تحقيق هدفه الأساسي من الحملة.

مرغما قبل عثمان الثاني وجيشه بالمفاوضات مع بولونيا، وكان هذا الأمر يؤرقه، وحسبما تشير المصادر التاريخية، غضب السلطان الصغير من قوات الانكشارية التي خلدت إلى الكسل وعدم القتال، وألزمت السلطان بقبول المفاوضات مع بولونيا.

الصراع مع الانكشارية
ألقى السلطان العثماني باللوم على الانكشارية بسبب فشل الحملة على بولونيا، ووبخ قادتهم علنا في قصر الحكم، وهو ما لم يرق بقادة الانشكارية التي كانت ذات قوة ونفوذ في الدولة العثمانية، ولكن كيف يتغلب على السلطان على الانكشارية.

إعدامه
دبر السلطان العثماني حيلة جديدة للقضاء على الانكشارية، فأمر بتجهيز جيوش جديدة في ولايات آسيا واهتم بتدريبها لتفيذ هدفه في القضاء على الانكشارية، لم يكد ينته السلطان من تجهيز جيوشه الجديدة حتى علمت الانكشارية بتدبيره، وفطنت لحيلته، واتفقت تلك القوات الغاضبة على عزل السلطان.

لكن السلطان العثماني كثيرا ما كان يثير شكوك الانكشارية حوله بأسفاره المتعددة ومنها التجهيز للسفر لحج بيت الله الحرام، وهو ما حدا بقوات الانكشارية بتؤويل هذا السفر إلى حضور تدريبات قوات الجيش الجديدة التي أسسها عثمان الثاني، فأرادوا أن يتخلصوا منهم قبل أن يتخلص منهم، فاجتمعوا عليه في قصره، ونقلوه إلى سجن الأبراج السبعة، وأعدموا خنقا بوتر قوس.

وبعد إعدامه، أعادت قوات الانكشارية عمه السلطان السابق إلى عرش السلطان السابق مصطفى الأول الذي كانوا عزلوه قبل ذلك بسبب ضعفه في إدارة أمور السلطنة، وكان هذا في عام 1622 ميلاية.