حتشبسوت دورة تاج مصر الفرعونية بالأقصر.. تزوجت أخيها للحفاظ على الدم الملكي واغتصبت الحكم من ابنه

"حتشبسوت" من اشهر الملكات التى عرفها التاريخ فى العصر القديم ، فهى دورة تاج مصر الفرعونية، وحاملة لقب فرعون لأطول مدة بين الفراعنة الإناث اللاتي حكمن مصر ، والشاهد على ذلك آثارها المعمارية الفريدة والتى تروى عظمة حكمها .

يقول الخبير الاثري الطيب حسن عبد الله، إن الملكة حتشبسوت شيد لها معبدا خاص بها بالدير البحري بمنطقة القرنة الاثرية غرب محافظة الاقصر  ، ليصبح تخليدا لذكرى اعظم ملكة فرعونية  والتى حكمت الواحد والعشرين عاما فى الفرتة من 1479 ق. م حتى 1458 ق. م  ، وقد قام ببنائه المهندس العبقرى سننموت والذي أمضى خمسة عشر عاما فى تشييده من الحجر الجيرى".

ويضيف " الطيب " بان حتشبسوت هى ابنه الملك تحتمس الأول، ثالث ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وأمها الملكة "أحمس"، ولها ابنة مشهورة فى التاريخ المصري وهى "نفرو رع"،  وترعرعت حتشبسوت فى البلاط الملكى وكان لها أخ يدعى تحتمس الثانى، وبعد أن مات الملك تحتمس الأول كان من الطبيعى أن يحكم ابنه من خلفه، لكن تحتمس الثانى كان مريضا وليس ملكا قويا، وحفاظا على الدم الملكى قررت حتشبسوت ان تتزوجه  حتى تستطيع حكم مصر عن طريقه وبعد  ست سنوات من الزواج توفى الملك " تحتمس الثانى " وكان من الطبيعي أن يرث العرش ابنه تحتمس الثالث من زوجة أخرى تدعى "إيزيس".

وتابع " الطيب " حديثه قائلا : دبرت حتشبسوت خطة للاستيلاء على العرش حيث أعلنت الوصاية الشرعية على الوريث وخططت مع كهنة آمون على أن تكون الخطة كالآتى "الولادة الإلهية" والتى روت فيها أنها من نسل الإله آمون، رب طيبة، إذ لن يستطيع أحد الوقوف فى وجهها، فهى ابنة الإله".

 اقرا ايضا :

تعامد الشمس على معبد حتشبسوت فى الدير البحري بالأقصر.. صور

وتخلت حتشبسوت  عن انوثيتها  وقررت ان تظهر للشعب وتخطب فيهم وهي ترتدي زي الرجال، حتي يتقبل الشعب أن تتولي حكم البلاد، ، فاستطاعت بقوتها  وذكائها ان تتغلب على الأعراف التي تنال من شأن المرأة.

واشار " الطيب "  أن "تحتمس الثالث " تررع وشب فى ساحات القتال فخاض ما يقرب من سبع عشرة حملة لحماية الإمبراطورية المصرية فهو القائد الذى لم يخسر أى حملة وإنجازاته ملأت المعابد المصرية وذاع صيته كأعظم القادة العسكريين فى حينها ".

واردف " الطيب " بان حتشبسوت استطاعت ان تحكم مصر بعد زوجها لمدة ستة عشر عاما أخرى ومن أهم إنجازاتها هى جلب مسلتين من محاجر أسوان للجرانيت الوردي، كل مسلة تزن ما يقرب من 330 طنا وبطول 29 مترا لتزيين الصالة الواقعة بين الصرح الخامس والرابع فى معبد الكرنك ، ايضا رحلتها الشهيرة الى بلاد بونت (الصومال) وذلك على متن سفن تجارية عملاقة محملة بكل أنواع الخيرات المصرية ومقايضتها بنظيرتها الأفريقية".

واوضح "الطيب " ان بعد وفاة الملكة حتشبسوت وانتقل الحكم الى الملك تحتمس الثالث فانتم منها حيث دمر كل ما يخص الملكة من آثار فى الأقصر بالبر الغربي والشرقي ودمر معظم صورها الجدارية من معبدها وحاول حجب مسلاتها بالكرنك.