قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ذكاء وتكافل.. ناشطة لبنانية تكشف لـ"صدى البلد" تفاصيل عودة نظام المقايضة بلبنان في ظل الأزمة الاقتصادية


دفع الواقع الاقتصادي المتردي في لبنان المواطنين إلى عودة نظام المقايضة بين اللبنانيين، في ظل انهيار العملة اللبنانية وانتشار البطالة، واختفاء الدولار من الأسواق، وبيعه في السوق السوداء بأكثر من 5 أضعاف سعره الذي تحدده الحكومة.

منشور على صفحة "لبنان يقايض" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اللبنانيون مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت عنوان "لبنان يقايض"، وتكشف هذه المجموعة واقعا معيشيا مريرا، فهناك من يطلب مقايضة أحذيته أو ملابسه بسلة من العدس والمواد الغذائية.

البعض اعتبر أن هذه المقايضة نتيجة الفقر والجوع اللذان دفعا المواطنين للتنازل عن أشياءهم مقابل الطعام والشراب أو حفاضات الأطفال. لكن الناشطة اللبنانية في العمل الانساني، فاطمة خضر عياش لـ "صدى البلد" إن المقايضة هي عملية تكافل وتبادل اجتماعي يتم استعمالها في ظل الازمات وخارجها. وأضافت: "زمان بلبنان كنت تفوت عند الحلاق تعطيه بيضتين ليقص شعرك. وتعطي اللحام حبتين طماطم وبيضة ليعطيك لحمة الأمر ليس بالمستهجن او الغريب.

وأوضحت عياش أن الكثير من اللبنانين توقفوا عن المقايضة ولجأوا للشراء. ومع الازمة الاقتصادية قررنا تفعيل هذه العملية ولاقت رواجا بين الطبقات كافة بأغلبيتها الفقيرة والمتوسطة.. فمثلا أن أعرض حذاء مقابل زيت ليس بالفاجعة. بل الفاجعة اني أمتلك ١٠ أحذية ولا أمتلك نقطة زيت. وتابعت: "هناك شخص في مكان ما بحاجة لشراء حذاء جديد وانا بحاجة لشراء زيت... أنا كفاطمة هنا اعمل دور الوسيط لتتم عميلة التبادل والمقايضة العادلة حيث يكون الطرفين مرتاحين ووفر الاثنان ثمن زيت وحذاء".

في منشور لإحدى السيدات تدعى "أم علي سويد" تقول: "السلام عليكم عندي مونه عدس برغل حمص رز بدي مقايضه عا كيسان حفاضات ويوي مقاس ٦ طرابلس باب الرمل الشكر للكل" ونشرت سيدة منشورا تعرض فيه ملابسها مقابل زيت الزيتون لأطفالها الصغار وقالت: "مو ملبوسين بدي قايضن بادوات تنظيف وقنينة زيت زيتون ومواد غذائية لولاد صغار" وتقول أخرى: "عندي كافورلي مجوز بدي قايضوا ع زيت زيتون او غالون زيت نباتي بالإقليم".

وتقول سيدة أخرى: "للمقايضه على كيسين حليب دانو وكيسين حفوضات قياس ٥ وتاني ٦". ووصل الأمر إلى مقايضة الأسرة بالفواكه حيث نشر أحد اللبنانيين إعلانا يقول فيه: "تخت مجوز بحاله ممتازة للمقايضه. مقابل مواد غذاية او خضار وفواكه ..العنوان روميه المتن".

توضح عياش: "الأمر ذاته بالنسبة لمستلزمات الأطفال والتي تعتبر مهمة كالحفاضات. فليس عيبا على الأم التي تريد حفاضات ان تعرض شيء مقابله، هذا يحفظ ماء الوجه من جهة ويعطي كل شخص ما يحتاجه مع توفير ماله من جهة اخرى، مؤكدة أن الاستغراب الحاصل هو نتيجة عدم تعود شعوبنا على المقايضة وربطها باجوع والفقر.

واستطردت الناشطة التي كانت تعمل في المجال التعليمي قائلة: "المجتمع اللبناني بشكل عام اهمل هذه الأمور واضطر إلى الرجوع إليها بسبب الازمة الحالية، ونحن نعمل على أن نُبقى على روح المقايضة بعد مرور الازمة، فهي مريحة للجميع وكانت الحل الامثل في ظل الأزمة".

أسباب عودة المقايضة إلى الأوساط اللبنانية، أرجعتها عياش إلى الغلاء الفاحش وارتفاع سعر صرف الدولار وتقليص فرص العمل. لافتة إلى أنها تنتشر حاليا بين الطبقات الفقيرة والمتوسطة والشبه اثرياء. وقالت: "اصحاب الثراء الفاحش لا يتابعون هكذا أمور من الأساس". أما الطبقات المعدمة ليس لديها ما تقايض به لكن لدينا الكثير الحمدلله وإننا نغطي احتياجاتهم قدر المستطاع من خلال عمليات مقايضة وتبادل اخرى.

وأكدت الناشطة اللبنانية أنه على الرغم من وجود عائلات لا تستطيع شراء اللحوم، ووصول سعر كيلو اللحم إلى حوالي 50 أو 60 ألف ليرة لبنانية، وانتشار البطالة، وفقدان العملة لقيمتها أمام الدولار الذي وصل سعره الرسمي إلى 1500 ليرة، بينما يتم تداوله في السوق السواء بأكثر من 7 آلاف ليرة للدولار الواحد، إلا أن فكرة المقايضة لا تعني بالأساس أن الشعب اللبناني يموت جوعا ولا يجد ما يأكله، بل هي نوع من الذكاء في إدارة الأزمة.