الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أقصر حكومات تونس .. سباق إطاحة بين الفخفاخ والغنوشي.. لوموند: استقالة رئيس الوزراء تستبق مؤامرة الإخوان.. وحركة النهضة معزولة وحليفة لقوى مشبوهة

الغنوشي والفخفاخ
الغنوشي والفخفاخ

الفخفاخ يستقيل ويقيل وزراء النهضة من حكومة تونس
لوموند: 
الرئيس التونسي استبق تحرك النهضة بطلب الاستقالة من رئيس الوزراء
النهضة تفتعل أزمة سياسية في أسوأ توقيت للاقتصاد التونسي
4 كتل تودع لائحة سحب الثقة من الغنوشي في البرلمان بعد اكتمال نصاب التوقيعات


قدم رئيس الوزراء التونسي إلياس الفخفاخ استقالته أمس لرئيس الجمهورية قيس سعيد بناءً على طلب الأخير، ليختتم عهد واحدة من أقصر حكومات تونس عمرًا بعد ثورة 2011، إذ لم تستمر ولايتها سوى لخمسة أشهر.


وأصدر الفخفاخ قرارًا بإعفاء وزراء حكومته المنتمين إلى حركة النهضة الإخوانية. ويتعين على الرئيس التونسي اختيار مرشح جديد للمنصب، بديلًا عن الفخفاخ الذي تولى المنصب منذ أقل من 5 أشهر، فيما يشهد البرلمان انقسامًا كبيرًا.




وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن سعيد لم يقصد بطلبه من الفخفاخ تقديم استقالته إعلان انتهاء ثقته في رئيس الوزراء الذي اختاره بنفسه، وإنما قصد سعيد استباق تحرك حركة النهضة بزعامة رئيس البرلمان راشد الغنوشي لسحب الثقة من حكومة الفخفاخ في البرلمان، فلو أفلح تحرك النهضة لكان يحق لها قانونًا تعيين رئيس حكومة جديد خلفًا للفخفاخ.


وأوضحت الصحيفة أن حركة النهضة الإخوانية لم تكن على وفاق مع الفخفاخ، وشنت حملتها الأخيرة لسحب الثقة منه بحجة امتلاكه أسهمًا في شركات تنفذ عقود أشغال عامة لصالح الحكومة، ما قد ينشأ عنه تضارب في المصالح.


وأضافت الصحيفة أن تحرك النهضة لسحب الثقة من حكومة الفخفاخ في البرلمان اعتمد على تحالفها مع أحزاب برلمانية مثيرة للجدل، مثل حزب قلب تونس بزعامة نبيل القروي، رجل الأعمال والإعلام المتهم بغسل الأموال والتهرب الضريبي، وائتلاف الكرامة بقيادة سيف الدين مخلوف، المحامي المدافع عن مدبري هجمات إرهابية في تونس.


وتابعت الصحيفة أن تحالف حركة النهضة مع قوى كهذه يجعل منها قوة معزولة عن بقية تيارات السياسة التونسية، وبالرغم من تمتعها بأغلبية نسبية في البرلمان مقارنة ببقية الكتل والأحزاب، فإنها لم تستطع تأمين أغلبية أصوات النواب لمرشحها لرئاسة الحكومة الحبيب الجملي.


ونقلت الصحيفة عن رئيس كتلة التيار الديمقراطي بالبرلمان التونسي هشام عجبوني أن "حركة النهضة سعت لإسقاط الحكومة منذ اليوم الأول لتشكيلها، بعدما فشلت في تنصيب رجالها.


وحذرت الصحيفة من أن الأزمة السياسية التي خلقتها حركة النهضة تأتي في أسوأ توقيت بالنسبة للاقتصاد التونسي، فالتوقعات ترجح تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6% خلال العام الحالي، والديون تتراكم على نحو ينذر بالخطر، فيما يعاني قطاع السياحة – الذي يعد مصدرًا حيويًا للعملة الصعبة والوظائف – من ركود مستمر نتيجة أزمة فيروس كورونا.


ولا تغيب ظلال الأزمة الليبية عن المشهد التونسي، فبحسب الصحيفة يُعد الموقف التدخل الخارجي في ليبيا مثار خلاف دائم واستقطاب حام بين مختلف القوى السياسية في تونس.


وبينما يستمر الفخفاخ في أداء مهام منصبه كرئيس حكومة تسيير أعمال، تبدأ من الآن مشاورات لتشكيل حكومة جديدة، ومن المنتظر أن يلعب الرئيس قيس سعيد الدور الرئيسي في تلك المشاورات مرة أخرى، قاطعًا الطريق على مساعي حركة النهضة الإخوانية لفرض مرشحيها


من جانبه، أعلن رئيس كتلة الديمقراطية في البرلمان التونسي هشام العجبوني، اليوم الخميس، أن لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، ستودع في البرلمان اليوم.


ووفقا لإذاعة "موازييك" التونسية، قال العجبوني إنه سيتم إيداع لائحة سحب الثقة من الغنوشي بمكتب الضبط في البرلمان التونسي اليوم الخميس بعد بلوغها النصاب القانوني (73 صوتا)".


وبحسب قناة "فرانس 24"، يواجه الغنوشي وضعًا صعبًا إثر إعلان أربع كتل نيابية عزمها سحب الثقة منه، موجهة له اتهامات ثقيلة، بإمكانها أن تنهي مشواره السياسي.


وتقود محاولة الإطاحة بالغنوشي من رئاسة البرلمان عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر، التي تتهم الغنوشي بـ"الإرهاب" و"بتلقي حزبه حركة النهضة أموالا من الخارج". كما تعتبر أن تأسيس الحزب شابته عدة خروقات، مطالبة برفع الشرعية عنه ومحاسبة المسؤولين الذين منحوه الترخيص للدخول إلى الحياة السياسية.


وقالت موسى في فيديو نشرته على فيس بوك: إن "أجمل هدية نقدمها للتونسيين في عيد الجمهورية يوم 25 يوليو القادم هي ألا يكون راشد الغنوشي رئيسا للبرلمان"، في دعوة منها إلى النواب للتوقيع على سحب الثقة منه.


وكانت موسي قالت في وقت سابق: "نحن ننتظر من النواب التوقيع على عريضة سحب الثقة من رئيس البرلمان". 


وأكد النائب هيكل المكي عن "الكتلة الديمقراطية" أن عريضة سحب الثقة من الغنوشي جمعت أكثر من الـ73 توقيعا المطلوبة، بعد إمضاء ممثلين عن "كتلة الإصلاح" وكتلة "تحيا تونس" و"الكتلة الوطنية" وعدد من المستقلين عليها، قبل المرور إلى جلسة عامة للتصويت.