الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ثورة 23 يوليو.. متحف جمال عبد الناصر يخلد مسيرة القائد العربي

صدى البلد

تحتفل مصر اليوم بالذكرى الـ68 لذكرى ثورة 23 يوليو 1952، التي كانت بوابة العبور من الملكية للجمهورية، وآمن بها الضباط الأحرار وساندها شعب كان تحت وطأة عبودية الإقطاعيين، وبتلك المناسبة نصحبكم في جولة داخل متحف جمال عبد الناصر الذي يرسخ للثورة، ويرصد مسيرتها.

في منطقة منشية البكري شرق القاهرة، وداخل بيت صغير بمعسكر الحرس الجمهوري، عاش الزعيم جمال عبد الناصر وأسرته، وداخل نفس البيت كانت لحظات النهاية الحزينة للقائد العربي، ورغم سنوات زعامته وتقلده أعلي مناصب في البلاد.. فقد ظل حريصا علي البقاء ساكنا مع أسرته الصغيرة في هذا البيت الذي شهد لحظات وأوقاتا عصيبة اهتزت لها كل الدنيا خلال حكمه.

وظل حلم انشاء متحف للزعيم الراحل مجرد حلم يراود محبيه وأبناء شعب مصر، يحكي من خلال محتوياته أحداث فترة عصيبة من حياة الأمة العربية تفاعلت معها كل الأمة العربية والعالم بأكمله، وذلك إلي حين قررت الدولة المصرية تحويل بيته الصغير في منشية البكري إلي متحف يحكي قصة حياة وكفاح وطن من خلال قصة حياة عبد الناصر، وذلك بعد أن آل البيت الصغير إلي قطاع الفنون التشكيلية. 

وكانت عمليات إنشاء هذا المتحف قد بدأت في منتصف عام 2011 بعد الانتهاء من استيفاء كافة الدراسات والوقوف علي التصور النهائي لهذا المشروع الثقافي الهام، وبعد أن وافقت أسرة الرئيس الراحل علي تقديم كل متعلقاته الشخصية، وبدأ العمل في المنزل الذي يقع علي مساحة 13.400 م2 تشمل مباني من دورين علي مساحة 1.300 م2 والباقي حديقة خاصة للبيت، وقد انقسمت خطة العمل بالموقع إلي ثلاث مراحل خصصت الأولي لأعمال ترميمات المبني الذي ظل مهجورا منذ وفاة زوجة الزعيم، والمرحلة الثانية للتشطيبات النهائية، أما المرحلة الثالثة فقد شملت تجهيز البيت للعرض المتحفي.

كما تم إعداد أعمال التوثيق الخاصة بالمبني والتي تشمل فيلمًا قصيرا يوثق الحالة الأصلية للمبني في عهد ناصر، وما كان يتضمن من أثاث ومنقولات، والتي تم إعادتها إلي حالتها الأصلية كجزء من سيناريو العرض، وقام أيضا بإعداد تقرير عن سلامة المبني وأعمال الترميم والتدعيم والمعالجات الخاصة بالعناصر المتضررة بفعل الزمن، كما تم إعداد القاعات التي سوف يتم الحفاظ عليها نظرًا لأهميتها التاريخية وكونها جزء من سيناريو العرض.
يضم متحف الرئيس جمال عبد الناصر الذي قام بتنفيذ جميع عمليات إنشائه جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة المصرية ثلاث جولات متحفية .

وتعتمد فكرة سيناريو العرض علي تناول شخصية وسيرة وحياة الرئيس جمال عبد الناصر من خلال ثلاثة محاور تختلف باختلاف محتوي العرض وبالتالي فإن طبيعة المعروضات هي أساس تقسيم السيناريو وبحيث تقسم الزيارة إلي ثلاث جولات متحفية تعرض كل منها جانبا من جوانب حياة الرئيس عبد الناصر، وبالتالي يتم تناول الشخصية من خلال ثلاث رواه: بيت يحدثنا عن ساكنه، أحداث تنسب لصانعها، ومقتنيات تؤرخ لصاحبها.

 في 28 سبتمبر 2016 وذلك بالتزامن مع الذكرى السادسة والأربعين لوفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، التى توافق الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970، قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بافتتاح المتحف.

واحتفظت عمليات الترميم، بالقاعات الرئيسية التي يتوجب الحفاظ عليها دون أي تغيير والمتمثلة في مكتبي الرئيس بكل من الدورين الأرضي والأول والصالونات الملحقة بها، بالإضافة إلى غرفة نوم الرئيس وغرفة المعيشة وصالونين بالدور الأرضي، وذلك لإعطاء صورة كاملة للزائر عن الشكل الذي كان عليه البيت وطبيعة الحياة بداخله، وقد تم تخصيص عدد من الغرف بالدور الأول بالجزء المخصص للبيت لتجهيزها متحفيا لعرض متعلقات الرئيس الأقرب للتواجد بالبيت وهي المتعلقات الشخصية كالملابس والأدوات الشخصية.

واعتمدت فكرة هذا المسار والذي يبدأ بالطبع من بهو المتحف ثم ينتقل إلى الدور الأول في مسار ذي اتجاه واحد إلى التاريخ لحياة الرئيس عبد الناصر من خلال الأحداث التي شهدها وصنعها، يبدأ المسار بالدور الأرضي بتمهيد عن وضع مصر قبل ثورة 1952 والأحداث السياسية والاجتماعية التي عجلت بقيام الثورة، ثم ينتقل الزائر إلى الدور الأول، حيث تتابع سرد الأحداث بعرض الفترات الزمنية المتلاحقة والأحداث الرئيسية التي شهدتها مثل معركة السد العالي وتأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر والوحدة بين سوريا ومصر وحرب 67 وحرب الاستنزاف، وذلك من خلال عرض يعتمد في الأساس على وسائط الفيديو والوسائط السمعية، بالإضافة إلى مجموعة من المعروضات المتعلقة بالأحداث المختلفة والمؤرخة لها.

وينتهي المسار بمشهد الجنازة، وذلك كله في إطار سينوغرافي أشبه ببلاتوه السينما يخلق عند الزائر الإحساس بتواجده داخل الأحداث التي تتم محاكاتها.

وتعتمد فكرة هذا المسار على عرض مجموعة مقتنيات الرئيس كالأوسمة والنياشين والخطابات واستخدامها لإعادة سيرته من خلال دلالات هذه المقتنيات والأشخاص المرتبطة بها والأحداث التي شهدتها، كما تشمل الخدمات الإضافية لخدمة زوار المتحف وتوجيههم، والتي تشمل مكتبة متخصصة تحوي كل الكتب والأبحاث والمواد السمعية والبصرية التي توثق لحياة الرئيس عبد الناصر وتاريخ مصر خلال هذه الحقبة.

وتشمل قاعة الأوسمة والنياشين، عرض 4 شنط تضم 75 وساما ونياشين جميعها من الذهب الخالص وبعضها من الذهب والألماس، والبعض من الذهب والفضة وجميعها من جميع دول العالم، وتضم أوسمة قدمت لحرم الرئيس خلال حياته.