EN 
في موقف إنساني مؤثر، تتولى سيدة صينية في الثالثة والسبعين من عمرها رعاية نجلها المُتبنى، والذي يعاني من الشلل من الدماغي، منذ حوالي 42 عامًا دون كلل أو شكوى، وذلك بعد أن وجدته مُلقى في الشارع وعمره أسبوعين.
وكانت هذه السيدة "بينج ليانكينج"، وهي ممرضة متقاعدة، قد عثرت على نجلها بالتبني "تشين زيكسيانج" في عام 1978، وأكدت أنها سعدت بتربيتها له ورعايته طيلة هذه السنوات، على الرغم من أن حالته الصحية تتطلب أن يحظى برعاية على مدار الساعة.
وتحدثت "ليانكينج" مؤخرًا لوسائل إعلام محلية عن تفاصيل عثورها على "تشين" في طفولته ورعايتها له، قائلة إن الأمر بدأ عقب سماعها صوت صرخات طفل صادرة من الخارج، وعندما فتحت الباب فوجئت بوجود رضيع حديث الولادة خارج المنزل، وبجواره ورقة عليها تاريخ ميلاده.
وحملت هذه السيدة، التي كانت في الحادية والثلاثين من عمرها آنذاك، الصبي إلى داخل منزلها بدون تردد، وقررت وزوجها تبنيه، خاصة وأنهما لم ينجبا أطفالًا، وأشارت إلى أن وجود الطفل خلق جوًا من البهجة في منزلها، لكنها صُدمت في أعقاب ذلك إثر تشخيص إصابته بـ الشلل الدماغي عندما كان عمره عامين.
وأخبرها الأطباء أنه من المرجح أن الصبي لن يكون قادرًا على التحدث أو السير لبقية حياته، وطلب منها زوجها وحماتها التخلي عنه وإيداعه دار أيتام لكنها رفضت.
وتولت رعايته على مدار السنوات التالية، واصطحبته إلى مدن مختلفة بحثًا عن علاج لحالته، وسرعان ما أصبحت السنوات عقودًا، وطيلة هذه الفترة تولت هي مساعدة نجلها على تناول الطعام وارتداء ملابسه والاستحمام بشكل يومي؛ وقد توفي زوجها في عام 2011، لتواصل الأم رعاية "تشين" بمفردها.
وبحسب ما جاء في تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد منحها المسئولون المحليون مؤخرًا لقب "النموذج الأخلاقي" بعد أن أسرت قلوب الآلاف في مدينتها بتفانيها وموقفها الإنساني النادر، وتداولت قصتها وسائل إعلام صينية وعالمية.
وأكدت هذه السيدة في تصريح لوسائل الإعلام المحلية أنها ستواصل رعايته حتى آخر يوم في حياتها.
