الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليمي سعيد تكتب: العشم غشم

صدى البلد

كثيرا ما كنت أقرأ هذا المثل الشعبي وأستغربه جدا وأتساءل ما معناه ولماذا يقال ولكن مع الوقت أدركت أنه مثل له ألف معنى، وأنه إحساس أكثر منه كلمات لها معنى تعالوا معا نستشعر هذا الإحساس سويا، ونخرج بالفائدة، ففي أحيان كثيرة تجد نفسك واثقا تمام الثقة في أن أحدهم سيتصرف معك بشكل معين وعشمان فيه لتجد أنك كنت مخطئا وتصرف بشكل مختلف تماما.


تعتقد أن فلانا يفتقدك وسيسأل عنك فتجده ناسيك، وأن علانا لن يسيء فهمك أبدا، فتجده أساء فهمك بدون حتى الرجوع إليك، وآخر كنت تعتقد تماما أنك لن تهون عليه أبدا ولا يهون عليه عشرتكم الطيبة، ولن يتركك تنام وأنت حزين بسببه، فتجده هان عليه ولم يؤثر فيه إطلاقا.


وآخر تفعل المستحيل لإرضائه والدفاع عنه ومساندته فتجده يعاتبك أنك من ظلمته، صديق تركك في وسط طريقكم لأى سبب بسيط وأقرب ما لديك ينسونك ويسقطونك من حساباتهم وكأنك غير موجود بالحياة وأنت متعشم أنك عنصر فارق في حياتهم.


شخص تعمل معه بكل ود واحترام وفجأة ينسحب منك وقد تكون في وقت تعثر شديد في العمل، ولا يعبأ أن خروجه في هذا التوقيت بالذات قد يدمر عملك نهائيا.


والعشم لا يقتصر على الناس فقط، فقد تتعشم بخروجه سعيدة فترجع محسورا وقد تتعشم بمصيف مريح فتجد الأمواج تلطش فيك من كل صوب وجوب، قد تتعشم في من يهون عليك مصاعب الحياة فتجده من يصعبها عليك أكثر، وهنا أنصحك لا تجعل عشمك كبيرا حتى لا يكون وجعك كبيرا.


ولا تستثني أحدا مهما فعلت من أجله حتى لا تنصدم بشدة، فلا تكن غشيما في عشمك عزيزى القارئ، لا تعتقد أن لك ثمنا عاليا أو خاطرا غاليا في حياة أحدهم حتى لا تنصدم ودوما تذكر أن يكون عشمك في الله فهو وحده اللطيف، الحنًان، المنًان، الرحيم؟، الذى لا يهون عليه عباده أبدا.


واعلم أنه ما يمنع عنك شيئا تحبه وتتعشم فيه إلا لأنه يحبك ويعلم ما لا تعلم فقد يكون الطقم الذى تتمنى شراءه ولبسه غير مريح، وقد يكون المصيف الذي تسعى إليه وتتمناه فيه أذى لك وهكذا فتمنى فقط الشيء وادع الله كثيرا وسلم باختيار الله لك تكن أسعد الناس.