الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنشئت عام 1932.. القوات الجوية.. ردع مصر لحماية أمنها القومي

صورة مجمعة لطائرات
صورة مجمعة لطائرات القوات الجوية المصرية

نسور مصر، هكذا يطلق على مقاتلي القوات الجوية، هم رجال أعادوا للأمة شرفها، وللعسكرية المصرية كبريائها وشموخها، وأثبتوا بالدليل الدامغ والبرهان القاطع، أن النجاح لا يأتي صدفة، وأن إرادة المصريين، لا تعلوها إرادة بشرية أخرى، وتجلى ذلك في نصر السادس من أكتوبر عام 1973، واستمر حتى يومنا هذا.

إلى العلا في سبيل المجد، هذا هو شعار القوات الجوية، والتي أنشئت عام 1932 تحت مسمى السلاح الجوى الملكى المصري، وكانت المهمة الأساسية للقوات الجوية في ذلك الوقت هى مكافحة التهريب عبر الصحراء ومراقبة الحدود، من وقتها شاركت القوات الجوية في جميع الحروب التى خاضتها مصر، بداية من الحرب العالمية الثانية وحرب 1948، وبعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 تغير إسمها إلى القوات الجوية المصرية.

وفي عام 1955 تم البدء في البناء الحقيقي للقوات الجوية المصرية وهي تعتبر المرحلة الأولى وفيها تم التنوع في مصادر السلاح وتم التعاقد على الطائرات الشرقية مثل "الميج - اليوشن – السوخوي"، وأصبح للقوات الجوية مهمة جديدة وهي الدفاع عن قناة السويس وكان العدوان الثلاثي 1956، مثالًا على ذلك.

وبنهاية حرب يونيو 1967، قام نسور القوات الجوية ببطولات تكتب بأحرف من نور، وقاوموا طائرات العدو وتم منع الطيران الاسرائيلى من اختراق المجال الجوى، وأثناء فترة حرب الاستنزاف في المدة من 1967 إلى 1970 تم إعادة بناء القوات الجوية على أسس سليمة ببناء مطارات وقواعد جوية بدشم حصينه للطائرات وتم الحصول على طائرات جديدة من طرازات "ميج 21 وميج 19 وسوخوى 7".

كما أن في حرب السادس من أكتوبر عام 1973 قامت القوات الجوية المصرية بتنفيذ العديد من مهام
منها:
= توفير الحماية الجوية للقوات والأهداف الحيوية بالدلتا و سيناء.
= توفير الغطاء الجوي لحماية قواتنا بشرق قناة السويس أثناء العبور.
= تنفيذ إبرار جوي لقوات الصاعقة والمظلات المصرية خلف خطوط العدو.
= توجيه ضربات جوية قوية وسريعة ومركزة في قلب سيناء ضد "جميع مطارات العدو، وقواعد الدفاع الجوى، ومراكز القيادة والتحكم، ومواقع المدفعية بعيدة المدى، ومناطق تجمع قواته" فى بداية الحرب.

وبعد انتهاء حرب السادس من أكتوبر 1973 بدأت تطوير القوات الجوية والتى أبرزت دروسا مستفادة منها تنويع مصادر التسليح وفى الفترة من عام 1975 حتى عام 1993 قامت مصر بتطوير مصادر التسليح وذلك بحصولها على طائرات الميج 23 من روسيا وقامت بشراء طائرات من الصين كما حصلت مصر على الطائرة الفانتوم وF16 الأمريكية الصنع وطائرات النقل الجوي وطائرات الاستطلاع والحرب الإلكترونية والطائرات المروحية الهليكوبتر وبعد إتمام معاهدة السلام كان لابد للسلام من قوة تحميه.

تطوير القوات الجوية
ترتب على قيام ثورتى "25 يناير ، 30 يونيو"، تغير موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط ، بالأخص دول الجوار، مما فرض على مصر تحديات وتهديدات جديدة لتأمين الدولة داخليًا وخارجيًا وألقى على عاتق القوات الجوية مهامًا إضافية مثل تأمين حدود مصر على جميع المحاور الإستراتيجية على مدار الساعة بالتعاون الوثيق مع باقي أسلحة القوات المسلحة.

وقد حرصت القيادة العامة للقوات المسلحة على التحديث المستمر لقدرات وإمكانيات القوات الجوية، من خلال إمداد القوات الجوية بمنظومات متطورة من الطائرات متعددة المهام والطائرات الموجهة المسلحة وطائرات النقل الكاسا وأيضًا طائرات الإنذار المبكر والإستطلاع والهليكوبتر الهجومى والمسلح والخدمة العامة من مختلف دول العالم، بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية ليصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات.

وحظيت القوات الجوية، باهتمام كبير فى رؤية القيادتين السياسية والعسكرية نظرًا لحيوية دورها فى منظومة الدفاع المصرية ، وارتكز التطوير على تزويد القوات الجوية بطائرات جديدة حديثة ومتطورة ، ومن مصادر متعددة وفق استراتيجية مصر في تنويع مصادر السلاح.

وتشمل الصفقات التى عقدت مختلف أنواع التسليح والذخائر والاحتياجات الفنية الخاصة بالطائرات ، وفي هذا المجال حصلت مصر على عدد من الطائرات الفرنسية من طراز رافال متعددة المهام، كذا التعاقد على عدد كبير من الطائرات الروسية المقاتلة والمتقدمة من طراز "ميج 29 أم 2 – mig29 m2".

كما تم التعاقد على عدد كبير من الطائرات الهيل الهجومية من طراز كاموف 52، ومروحية القتال والنقل متعددة المهام " mi 24"، وطائرات أخرى من طراز كاسا C-295 ، كما تم الحصول على عدد من الطائرات الأمريكية من طراز أف 16 بلوك 52، وعدد من أنظمة الطائرات الموجهة بدون طيار، كما تم تجهيز عدد من طائرات الجازيل بالصواريخ المضاد للدبابات، بالإضافة لتدبير كافة أنواع الصواريخ والذخائر والمساعدات الفنية والأرضية الخاصة بالطائرات.

ويواكب تلك الجهود الارتقاء بكفاءة القواعد والمطارات الجوية على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، وقد أعطى اهتمام كبير فى الفترة الأخيرة لتمركز القوات الجوية فى تشكيلات متنوعة لتأمين الاتجاه الغربى لمصر نظرًا لتصاعد التهديدات المؤثرة على مصر من هذا الاتجاه نتيجة للوضع المتردي في ليبيا وانتشار العناصر الإرهابية فى كثير من قطاعاتها وتهديدهم للأمن القومى المصرى بالعمليات الإرهابية وتسريب المتطرفين والتكفيريين عبر الحدود إلى مصر.

التأمين الفني للطائرات والنظم القتالية الحديثة 
إن عمليات التطوير في القوات الجوية تأتي ضمن منظومة أعم وأشمل وهي منظومة التطوير بالقوات المسلحة بصفة عامة والقوات الجوية كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وتشمل منظومة التطوير داخل القوات الجوية.

وتقوم جهات التأمين الفنى بالقوات الجوية من خلال الإدارة المتكاملة لأنشطة التخطيط والتأمين الفنى بتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة المتبعة على مستوى العالم لتقديم الدعم الفني المتكامل لصيانة جميع طرازات طائرات القوات الجوية من "عمرة طائرات – مد العمر الفنى – إصلاح رئيسى ومتوسط وتقنيات موسعة - تصنيع أجزاء محليًا" والإشتراك مع باقى وحدات وتشكيلات القوات الجوية فى مراحل التحديث والتطوير للمعدات الجوية وأنظمة التسليح مع تحقيق الإستعداد القتالى الدائم والمستمر بكفاءة عالية أثناء التدريب الجاد و المستمر.

مجال التأمين الهندسي
تتمثل أعمال التأمين الهندسي للقوات الجوية فى تهيئة الظروف المناسبة لضمان إستمرار تدريب وعمل القوات الجوية فى السلم والحرب وتقديم الدعم اللازم للإحتفاظ بأعلى درجات الجاهزية بالقواعد الجوية والمطارات لتكون قادرة على تنفيذ المهام بكفاءة وقدرة عالية في أي وقت.

مجال التأمين الطبي
توفر القوات الجوية الرعاية الطبية الشاملة للضباط وضباط الصف والجنود وتقديم الرعاية الصحية والتأمين الطبى وتتم الرعاية الطبية بواسطة أطباء ذو خبرة عالية مستخدمين أحدث الأجهزة الطبية فى جميع التخصصات وكذا أطقم إدارية وتمريض على مستوى فنى وإدارى مميز.

يوجد بالقوات الجوية معهد لطب الطيران والفضاء بغرض تنفيذ الاختبارات الفسيولوجية للأطقم الطائرة وإجراء بعض التدريبات الخاصة بهدف رفع الكفاءة وتحسين الأداء الفسيولوجي كما يقوم معهد طب الطيران بإجراء الكشوفات الطبية وتحديد اللياقة الطبية للطلبة المتقدمين للالتحاق بالكلية الجوية بإستخدام أحدث النظم الطبية العالمية.

تأهيل الطيارين والكوادر الفنية في ظل التقدم التكنولوجي
أن الركيزة الأولى لنجاح القوات الجوية فى أداء مهامها هو الفرد المقاتل المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية مرتفعة وقدرة على الأداء الجيد والإلمام التام بمهامه فى السلم والحرب يمتلك لياقة ذهنية وبدنية عالية ليصبح قادرا على استخدام أحدث المعدات وتلك الصفات هي التي تمكن الفرد من أداء مهامه القتالية بأعلى معدلات الأداء وأقل استهلاك للمعدات والأسلحة والذخائر تحت مختلف الظروف.

وتقوم قواتنا الجوية بمسايرة أحدث الوسائل العلمية فى مجال إعداد الفرد المقاتل بداية من الكلية الجوية بعد تطويرها وصولًا إلى تشكيلاتنا الجوية التى يتم فيها التأهيل من خلال برامج الإعداد التخصصي والبدني بالإضافة إلى مساعدات التدريب الأرضية وتنفيذ التدريبات فى ظروف مشابهة لظروف العمليات الحقيقية واستخدام ذخائر العمليات لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب.

كما أن هناك خططا مستمرة للتدريب والإعداد الدائم داخليًا وخارجيًا تتم من خلال برامج التأهيل العلمي "النظري / العملي" بمعهد دراسات الحرب الجوية ومراكز التدريب والمعاهد الفنية المتخصصة بالقوات الجوية المصرية والعالمية، وكذلك الفرق الخاصة بطرازات الطائرات المختلفة كما تم توفير المحاكيات المتطورة للطائرات الحديثة لزيادة الكفاءة القتالية والاستعداد القتالى.

ولدى القوات الجوية مدرسة القتال الجوى بها آخر ما تم التوصل إليه من فنون الحرب والقتال الجوى كتدريب متقدم كما أن هناك نظامًا لتقييم نتائج الاشتباكات الجوية وهو من أحدث النظم فى هذا المجال، بالإضافة لبرامج تبادل الزيارات والبعثات الخارجية للإستفادة من خبرات الدول المختلفة وكذلك الإشتراك فى المناورات والتدريبات مع الدول الشقيقة والصديقة لصقل المهارات والتعرف على أحدث الأسلحة وأساليب القتال.

وتقوم القوات الجوية باختيار العناصر المتميزة بالنسبة للكوادر الفنية، للعمل فى المجال التأمين الفنى ثم يتم تأهيلهم التأهيل النفسى و البدنى والعسكرى والعلمى اللازم فى مراكز إعداد الفنيين بعد تخرجهم والتحاقهم بالتشكيلات الجوية، وتستمر منظومة التأهيل والرعاية من خلال التدريب النظري والعملي والتوسع فى استخدام مساعدات التدريب المتطورة واكتساب الخبرة من الكوادر الفنية المؤهلة على مختلف الطرازات بالقوات الجوية.

كما يتم تأهيلهم بدورات وفرق خارج البلاد، مع توفير الرعاية الصحية والإجتماعية للضباط والأفراد وعائلاتهم والإهتمام بمستوى المعيشة للصف والجنود وتوفير نوادٍ ترفيهيه لرفع الروح المعنوية لهم.

الخدمات التي تقوم بها القوات الجوية لأبنائها من أسر الشهداء 
إن الوفاء ورد الجميل هو صفة أصيلة داخل القوات الجوية عن طريق الإهتمام بأبناء وأسر الشهداء في لمسة وفاء لمن ضحوا بأرواحهم فى خلال مواجهة الإرهاب الأسود ، فلقد أنشأت القوات الجوية منظومة خاصة بأسر الشهداء لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر وتقديم العون لهم فى جميع المجالات المختلفة داخل القوات المسلحة أو بالقطاع المدنى.

كما تقوم القوات الجوية بتقديم الرعاية الطبية لأسر الشهداء ومتابعة حالتهم الصحية بشكل كامل بمستشفى القوات الجوية وتولى القوات الجوية الإهتمام بشكل خاص بأسر وأبناء الشهداء بإستخراج كارنيهات العضوية لـ "دار القوات الجوية – نوادى القوات المسلحة" كما تقوم بترشيح أسر الشهداء لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة ضمن بعثة إدارة الشئون المعنوية.

ويتجلى الوفاء والعرفان بالجميل من القوات الجوية بدعوة أسر الشهداء فى إحتفالات القوات الجوية بالمناسبات المختلفة ليعلموا علم اليقين أن الدور الذي قام به شهدائنا الأبرار لا ينسى أبدًا مهما مرت الأيام والسنين فهم من قدموا أغلى ما لديهم ليحيا وطننا الغالى مصر فى أمان وعزة وكرامة.