نسور مصر، هكذا يطلق على مقاتلي القوات الجوية، هم رجال أعادوا للأمة شرفها، وللعسكرية المصرية كبريائها وشموخها، وأثبتوا بالدليل الدامغ والبرهان القاطع، أن النجاح لا يأتي صدفة، وأن إرادة المصريين، لا تعلوها إرادة بشرية أخرى، وتجلى ذلك في نصر السادس من أكتوبر عام 1973، واستمر حتى يومنا هذا.
إلى العلا في سبيل المجد، هذا هو شعار القوات الجوية، والتيأنشئتعام1932 تحت مسمى السلاح الجوى الملكى المصري، وكانت المهمة الأساسية للقوات الجوية في ذلك الوقت هى مكافحة التهريب عبر الصحراء ومراقبة الحدود،من وقتها شاركت القوات الجوية في جميع الحروب التى خاضتها مصر، بداية من الحرب العالمية الثانية وحرب 1948، وبعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 تغير إسمها إلى القوات الجوية المصرية.
وفي عام 1955 تم البدء في البناء الحقيقي للقوات الجوية المصرية وهي تعتبر المرحلة الأولى وفيها تم التنوع في مصادر السلاح وتم التعاقد على الطائرات الشرقية مثل "الميج - اليوشن – السوخوي"، وأصبح للقوات الجوية مهمة جديدة وهي الدفاع عن قناة السويس وكان العدوان الثلاثي 1956، مثالًا على ذلك.
وبعد انتهاء حرب السادس من أكتوبر1973 بدأت تطوير القوات الجوية والتى أبرزت دروسا مستفادة منها تنويع مصادر التسليح وفى الفترة من عام 1975 حتى عام 1993 قامت مصر بتطوير مصادر التسليح وذلك بحصولها على طائرات الميج 23 من روسيا وقامت بشراء طائرات من الصين كما حصلت مصر على الطائرة الفانتوم وF16 الأمريكية الصنع وطائرات النقل الجوي وطائرات الاستطلاع والحرب الإلكترونية والطائرات المروحية الهليكوبتر وبعد إتمام معاهدةالسلام كان لابد للسلام من قوة تحميه.
تطوير القوات الجوية
ترتب على قيام ثورتى "25 يناير ، 30 يونيو"، تغير موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط ، بالأخص دول الجوار، مما فرض على مصر تحديات وتهديدات جديدة لتأمين الدولة داخليًا وخارجيًا وألقى على عاتق القوات الجوية مهامًا إضافية مثلتأمين حدود مصرعلى جميع المحاور الإستراتيجية على مدار الساعة بالتعاون الوثيق مع باقي أسلحة القوات المسلحة.
وقد حرصت القيادة العامة للقوات المسلحة على التحديث المستمر لقدرات وإمكانياتالقوات الجوية، من خلال إمداد القوات الجوية بمنظومات متطورة من الطائرات متعددة المهام والطائرات الموجهة المسلحة وطائرات النقل الكاسا وأيضًا طائرات الإنذار المبكر والإستطلاع والهليكوبتر الهجومى والمسلح والخدمة العامة من مختلف دول العالم، بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية ليصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات.
وحظيتالقوات الجوية، باهتمام كبير فى رؤية القيادتين السياسية والعسكرية نظرًا لحيوية دورها فى منظومة الدفاع المصرية ، وارتكز التطوير على تزويد القوات الجوية بطائرات جديدة حديثة ومتطورة ، ومن مصادر متعددة وفق استراتيجية مصر في تنويع مصادر السلاح.
وتشمل الصفقات التى عقدت مختلف أنواع التسليح والذخائر والاحتياجات الفنية الخاصة بالطائرات ، وفي هذا المجال حصلت مصر على عدد من الطائرات الفرنسية من طرازرافالمتعددة المهام، كذا التعاقد على عدد كبير من الطائرات الروسية المقاتلة والمتقدمة من طراز"ميج 29أم 2 – mig29 m2".
كما تم التعاقد على عدد كبير من الطائرات الهيل الهجومية من طرازكاموف 52،ومروحية القتال والنقل متعددة المهام "mi 24"،وطائرات أخرى من طراز كاسا C-295 ، كما تم الحصول على عدد من الطائرات الأمريكية من طراز أف 16 بلوك 52، وعدد من أنظمة الطائرات الموجهة بدون طيار، كما تم تجهيز عدد من طائرات الجازيل بالصواريخ المضاد للدبابات، بالإضافة لتدبير كافة أنواع الصواريخ والذخائر والمساعدات الفنية والأرضية الخاصة بالطائرات.
ويواكب تلك الجهود الارتقاء بكفاءةالقواعد والمطارات الجويةعلى مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، وقد أعطى اهتمام كبير فى الفترة الأخيرة لتمركز القوات الجوية فى تشكيلات متنوعة لتأمينالاتجاه الغربى لمصرنظرًا لتصاعد التهديدات المؤثرة على مصر من هذا الاتجاه نتيجة للوضع المتردي في ليبيا وانتشار العناصر الإرهابية فى كثير من قطاعاتها وتهديدهم للأمن القومى المصرى بالعمليات الإرهابية وتسريب المتطرفين والتكفيريين عبر الحدود إلى مصر.