العتاب لا يزال مستمرا.. 24 بلدا غنى لها عمرو دياب وتجاهل أكبر محافظة في مصر

يا بلدنا يا حلوة .. بالناس الحلوة .. والناس الحلوة .. في بلدنا كتير، من كلمات تامر حسين وألحان عزيز الشافعي، وتوزيع طارق مدكور، أطلق الميجا ستار عمرو دياب أغنيته الجديدة التي عدّد من خلالها المناقب والصفات الجميلة في البلاد المصرية وأهلها الطيبين ما بين الكرم والجود والشهامة والبطولة.

 

أغنية عمرو دياب الجديدة فاجأت المصريين وبعثت البهجة في نفوس من تغنى عمرو دياب بهم وذكرهم في أغنيته، لكنها على الجانب الآخر أطلقت حملة من العتاب على الهضبة بسبب تجاهل بعض البلاد ذات الشعبية الكبيرة والتاريخ المتأصل في الحضارة المصرية.

 

وكان من الملحوظ في كلمات الأغنية تفضيل بعض البلاد والمناطق الصغيرة التي لا تزيد جغرافيتها عن توصيف الحي أو المحطة أو حتى مركز داخل محافظة، مثل شبرا وماري جرجس والحسين في القاهرة، وأشمون بالمنوفية، في الوقت التي سقطت من كلمات "تامر حسين" محافظات كاملة لم يرد ذكرها.

 

العتاب كان حادا من جانب البحراوية - أهل محافظة البحيرة - الذين لم يسقطوا من الأغاني الوطنية قبل ذلك بداية من شادية التي غنت للنصر واستعادة الأرض فبدأت بمحافظة البحيرة "يااللي من البحيرة ويااللي من آخر الصعيد.. يااللي من العريش الحرة او من بور سعيد.. هنوا بعضيكم وشاركوا جمعنا السعيد.. سينا رجعت كاملة لينا ومصر اليوم في عيد".

 

كما أن الفنان حسين الجسمي في أغنيته المشهورة بشرة خير لم يستطع تجاهل البحيرة المحافظة الأكبر في مصر من حيث التوزيع السكاني على المساحة بواقع 16 مركزا ومدينة، فقال في بداية كوبليه غنائي " بحيري منوفي أو دمياطي دول أقربلي من اخواتي"، فكسب حب أكثر من 7 ملايين مواطن بكلمة واحدة.

ليست وحدها البحيرة التي سقطت من كلمات تامر حسين وألحان عزيز الشافعي، بل إن عتاب السوايفة – أهل بني سويف – كان شديدا إذ أن كل المحافظات التي تجاورها في شمال الصعيد غنى لها عمرو دياب ولم يذكر بني سويف، والغريب أن بني سويف أيضا لم يرد ذكرها على لسان حسين الجسمي الذي تجاوزها في "بشرة خير" وكأن المحافظة مكتوب عليها أن تحيا في طي النسيان.

 

لم يكن واقع كفر الشيخ أقل حظا في المناسبات الغنائية من بني سويف، فالمحافظة يتم تجاهلها دائما أيضا، وزاد الطينة بلة ما غناه عمرو دياب الذي اختار من كل محافظات الدلتا مدينة يعبر بها عن المحافظة ولم يلتفت إلى أي من المدن العشر في كفر الشيخ.

 

غنى عمرو دياب للدقهلية فمدح المنصورة، وغنى للغربية فغازل المحلاوية، وغنى للدمايطة ممتدحا رأس البر، حتى أنه لم يستطع تفويت المنوفية فغنى "أشمون واخدة العيون" ولعلها المرة الأولى أن يغني أحدهم لمركز أشمون القابع في دهاليز دلتا مصر.

 

ولأن عمرو دياب من الشرقية فكان لمسقط رأسه النصيب الأكبر من الحب فغنى لها " الشرقية الأصيلة أهلي وبلد الكرم" ولعله طابع أصيل لدى أهل الشرقية الذين عرفوا بالكرم والطيبة فضلا عن لغتهم المميزة التي يحبها المصريون.

 

24 بلدا غنى لها عمرو دياب، شكلّت في تصوره هو وفريق العمل "بلادنا الحلوة" لكن عمرو دياب لم يلتفت إلى أماكن اخرى أجمل في مصر لم تلتقطها بؤبؤة عينه أو يتمكن خيال الشاعر من الوصول إليها او تسمو إليها تطلعاته في الجمال.

 

هل يُعقل أن تغني لجمال مصر دون أن تعرف أن بلدا صغيرة تنام في حضن النيل ليل نهار، ويغمرها البحر بفائض حُسنه وعنفوان عظمته وبهائه، اسمها رشيد في لغتنا الدارجة بينما في لغة المتذوقين للفن وتعبيراته اسمها "روزيتا الجميلة".

 

عمرو دياب غنى للملايين وتجاهل الملايين، سيظل محبوبا لكن عتاب المحبين لن ينفك مع تكرار سماع الأغنية، خاصة من البحيرة إلى كفر الشيخ وبني سويف والبحر الأحمر والوادي الجديد والقليوبية.   

 

أما عن البلاد التي غنى لها عمرو دياب فوردت كالتالي في كلمات أغنية يابلدنا ياحلوة " يا بلدنا يا حلوة بالناس الحلوة، والناس الحلوة في بلدنا كتير، في وشوش سمرا وجميلة تقابلهم تبتسم، صورة والنوبة عيلة صورة حلوة بتترسم، المنيا سوهاج قنا في القلب قريبين، الأقصر أسيوط بيوت بالجدعنة معروفين.

 

يا بلدنا يا حلوة بالناس الحلوة، والناس الحلوة في بلدنا كتير، خدلك هنا أحلى صورة منصورة بأهلها، دي محلة جمالها حلة الدنيا كلها، على راس البر روح اتفرج على الجمال، أشمون واخدة العيون والقعدة هناك خيال.

 

يا بلدنا يا حلوة بالناس الحلوة، والناس الحلوة في بلدنا كتير، الشرقية الأصيلة أهلي وبلد الكرم، قلبي على أرض سينا رفرف زي العلم، وحشاني يا بورسعيد، إسماعيلية كمان، سويس دانا اقول وأعيد عن أبطالك زمان.

 

يا بلدنا يا حلوة بالناس الحلوة، والناس الحلوة في بلدنا كتير، شبرا ومصر القديمة ماري جرجس والحسين، وكنيسة في وش جامع في بلدنا العيد عيدين، اطلع على الأهرامات علشان حبك يزيد، هتعيش لك أحلى يوم دي الفيوم مش بعيد، صبح على اسكندرية وعلى ناسها وأهلها.