ترعة المحمودية للقمامة والحيوانات النافقة

تنتشر أكوام القمامة والحيوانات النافقة وعربات الكارو ، أمام الصرح التاريخي "ترعة المحمودية " المعروف بملحمة الشهداء، حيث تبدل وجهها الجميل وأصبحت مكاناً لتجمع الأمراض ،فضلا عن أنها تحولت إلى مرتع للبلطجية ومروجي المخدرات.
ترعة المحمودية بمنطقة كرموز وسط الاسكندرية ، يرجع تاريخها إلى 200 عام ،حيث كانت تسمى "ميدان الشهداء " وذلك لأنها شهدت مصرع 10 آلاف مصرياً أثناء حفرها وتم دفنهم على جانبيها .
يروي الحاج عبد القادر صديق لـ " صدى البلد " قصة ترعة المحمودية فمنذ 70 عاماً كان يعمل صياداً على صندل لنقل الغلال من منطقة مينا البصل إلى منطقة كرموز بالمحمودية ، وكانت المحمودية في تلك الوقت من أجمل الترع الموجودة بمحافظات مصر ، وكان لها روادها منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر والسادات ، إلا أنه بعد تولي مبارك الحكم في الثمانينات أهملت تماماً المحمودية وتوقف عمل الصنادل ونقل الغلال و الذي كان مصدر رزق كبير للأهالي ،مؤكدا إلي إنه كان لم يأتئ مسئولا واحدا لتفقد أحوال الترعة ويوما تلو الاخر أمتلئ جانبي الترعة بأكوام القمامة والحيوانات النافقة.
وأكد حسن عيسي أحد المواطنين ، أن هيئة الصرف الصحي قامت بإلقاء أطنان من الصرف الصحي داخل جوف الترعة ،مؤكدا الي أنه هذا الصرف موصل من مدن شبراخيت والرحمانية ودمنهور، حيث أن الترعة تعد المصدر الاساسي للحصول علي المياه من محطات مياه الشرب في محافظتي الاسكندرية والبحيرة .
وأشار بعض المواطنين إلى أن بائعي الخضار والبلطجية والعاطلين قاموا باحتلال المسطحات الخضراء وتحويلها إلى أماكن للإجرام وأيضا قام بعضهم ببناء الزرائب للحيوانات ومخازن الخردة وحمامات لاستحمام الحمير والخراف.
وأجمع أهالي المنطقة على أن إهمال المسئولين والانفلات الأخلاقي الذي أصاب بعض الأهالي عقب ثورة 25 يناير ،بالإضافة إلى ورد النيل الذي تسبب في إخفاء أجزاء كبيرة من الترعة ، كلها أسباب تهدد هذا الصرح التاريخي والمرفق الحيوي.