الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

واشنطن بوست: الأطراف المتناحرة في ليبيا تعلن وقف إطلاق النار.. هل تصدق هذه المرة؟

المشهد الليبي قبل
المشهد الليبي قبل اعلان امس

أعلنت الحكومتان المتنافستان في ليبيا بشكل منفصل عن وقف إطلاق النار أمس الجمعة، ودعتا إلى منطقة منزوعة السلاح في مدينة سرت الاستراتيجية، وهو قرار رحب به الجيران الإقليميون والقوى الغربية باعتباره خطوة محتملة نحو السلام في الدولة الواقعة شمال إفريقيا التي مزقتها الحرب.

ولكن ظل هناك الكثير من الشكوك، حيث قام فايز السراج، رئيس الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، وعقيلة صالح، رئيس حكومة منافسة مقرها في الشرق، بإعلانيهما المنسقين على ما يبدو، والذي حث أيضًا على استئناف إنتاج النفط الليبي والعمل السياسي، من أجل عملية تمهد الطريق للانتخابات.

اقرأ أيضا 

وتم إصدار العديد من إعلانات وقف إطلاق النار منذ سقوط الدولة الغنية بالنفط في حالة اضطراب بعد الإطاحة بالديكتاتور الليبي معمر القذافي وقتله خلال ثورة الربيع العربي عام 2011 وتدخل الناتو، ولكن فشل كل شيء، وشهدت ليبيا المزيد من الصراع.

وغرد طارق المجريسي ، المحلل الليبي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، مشيرًا إلى وقف إطلاق النار، قائلا: "مدى سرعة بدء إجراءات بناء الثقة أو أي تقدم ملموس نحو نزع السلاح من سرت سيكون المقياس الحقيقي لأهميتها" 

ولكن في الوقت الذي تقع فيه ليبيا في قبضة أكبر حرب بالوكالة في الشرق الأوسط وتهدد المعركة على سرت بإحداث المزيد من الفوضى، تبنت الأمم المتحدة وجيران ليبيا والقوى الغربية تصريحات الخصمين، وفقا لـ "واشنطن بوست" الأمريكية 

وقالت ستيفاني ويليامز ، القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة ، إن "المبادرتين خلقتا الأمل في التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة الليبية طويلة الأمد ، وهو حل يؤكد رغبة الشعب الليبي في العيش بسلام وكرامة في ليبيا".

كما رحبت السفارة الأمريكية باتفاقية وقف إطلاق النار، ووصفتها بأنها "خطوة مهمة لجميع الليبيين"، كما فعلت القوى الأوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا.

ولعل الأهم من ذلك أن مصر وتركيا رحبتا بالقرار، ودعمت الدولتان عسكريا الجانبين المتنافسين، وفي الأسابيع الأخيرة قد ينتهي حليفا الولايات المتحدة من القتال المحتمل لبعضهما البعض في ليبيا.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تغريدة الجمعة مثمنا المشهد الليبي المتطور "هذه خطوة مهمة على طريق تحقيق تسوية سياسية".

ويأتي اتفاق وقف إطلاق النار بعد أكثر من عام من الفوضى وانعدام الأمن التي حولت ليبيا إلى ساحة معركة عالمية. 

وبحلول خريف العام الماضي، كان مئات من المرتزقة الروس يساعدون حكومة طرابلس بعد أن طلبت مساعدة تركيا، وعلى الفور أرسلت أنقرة، بعد توقيع صفقات النفط والغاز المربحة مع حكومة طرابلس، أسلحة ومرتزقة سوريين.

وفي يونيو، وضعت الميليشيات أنظارها على سرت والجفرة، موطن قاعدة حفتر العسكرية الرئيسية، وكان من المتوقع اندلاع معركة محتملة في سرت قبل إعلان وقف إطلاق النار يوم الجمعة، رغم أنه لم يكن هناك أي قتال منذ عدة أسابيع.

ودفع الدعم من تركيا، العدو الأساسي لمصر، الرئيس السيسي إلى التحذير بإرسال قوات عبر الحدود المصرية مع ليبيا. 

وقال بعض المحللين إن ترحيب مصر وتركيا بقرار وقف إطلاق النار كان مهمًا، لكن يبقى أن نرى ما إذا كان داعمو الطرفين الآخرون سيوافقون على منطقة منزوعة السلاح.