EN 
بدايةً وقبل أن أكتب حرف في هذا المقال، أتوجه بخالص الشكر والتقدير والتأييد والتضامن مع قرار وزير الأوقاف على وقفته ويقظته، حيال ما قد يتسبب في إثارة الفتن بين أطياف الشعب الواحد.. والسبب يرجع إلى الشيخ، الذي بزغ نجمه وسطع في سماء مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة.
فقد قرر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إحالة عبد الله محمد رشدي محمد، "إمام وخطيب ثان" بأوقاف القاهرة للعمل بوظيفة "باحث دعوة ثانٍ" لمدة عام أول اعتبارا من 23 أغسطس 2020، لصالح العمل.
و قرر وزير الأوقاف، عرض أمر نقل المذكور على لجنة الموارد البشرية للنظر في أمر نقله بصفة نهائية.
وقال مصدر بوزارة الأوقاف، إن عبد الله رشدي، استغل صفحته الرسمية على الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي وقام بنشر بعض "التدوينات" بالمخالفة لقرار وزير الأوقاف، فقرر إحالته إلى باحث دعوة حتى لا يتمكن من صعود المنبر مرة أخرى .
وقد أوقفت وزارة الأوقاف عبد الله رشدي عن العمل، وقام المذكور برفع دعوى قضائية وعاد بمقتضاها إلى العمل مرة أخرى .
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه.. أخيرًا نستريح من "بوستات" الشيخ عبد الله رشدي.. ترددت في الكتابة في هذا الموضوع.. فهذا الشيخ، حيَّرني وحيَّر كثيرين بأراءه وفتاويه وأحكامه، التي كثيرًا ما أتوقف عندها وأذهب للبحث فيها وأجد المغالاة والتشدد فيها.. حيثُ نصَّب عبد الله رشدي، نفسه حكمًا وفاتيًا في العديد من القضايا والأمور.. وكما لو أنه يملك "مفاتيح الجنة".
وكُنتْ قد لفت النظر لبعض من كتابات "عبد الله رشدي"، المتشددة، حول نوعية ملبس المرأة الذي يشجِّع على التحرش بها، وذلك أثناء قضية "الشاب المتحرش" والتي كانت قضية رأي عام، وهذا لما يقوم به هذا الشيخ من "التدوينات" التي تشعل الفيسبوك وتسبب في أزمة تناحر بين أفراد الشعب والمواطنين، وهنا يكمن الخوف من أن مثل هذه الأفكار، وخاصةً إذا كانت تصدر من شيخ أزهري، فقد تثير الفتن وتوقع بالمجتمع في أنفاق، لا مناصَ منها.
ولا أنكر أن الشيخ رشدي، بهيئته "الروشة"، وظهوره في "البوستات" من داخل صالات "الجيم" الألعاب الرياضية واستعراض عضلاته بشكل لافت للنظر، قد استطاع جذب واستقطاب فئة (الشباب) معه، ولكن ممن تبحث عمن يُلقنها، دون أن "يُفهِّمها" أو يشرح لها، وهذه الفئة، تريد التلقين، لأنها لا تريد أن تتعب نفسها بالبحث.. لكن رشدي، في المقابل، استطاع أيضًا أن يُغضب فئة كبيرة ضده، ممن "يتفكَّرون" ويتعقلون و"يعقلون" الكلام ولا يُصدقون، دون نقاش كل ما يُقال لهم وهو مبدأ القرآن، لعلكم تعقلون، لعلكم تتفكرون.. وأقول وأكرر ثانيةً وللمرة الألف، أن الأفكار المتشددة لا يمكن أن تأتي بمجتمعات سوية، أو تعيش في سلام نفسي فيما بينها.
من قلبي: الخلاصة أن نحمد الله حمدًا كثيرًا على نعمة العقل التي فضلنا بها الله عن سائر مخلوقاته.. وأتمنى أن يكون هذا درسًا لكل من يعتلي المنبر، أنه يدقق كثيرًا في كل كلمة يقولها، ويرى مدى تأثيرها على سائر العباد.. والحمد لله حمدًا كثيرًا على نعمة الإسلام، فالإسلام دين وسط، يستخدم العقل والحكمة كثيرًا في كل معانيه وفي قصص القرآن أياتٍ كثيرة، لعلكم تتفكرون.
من كل قلبي: أشكر الأزهر والأوقاف وأثمن عودتهما لساحة العمل بكل يقظة وهمة، معهودة فيهما.. فهما الجهتان المنوط بهما تصحيح الأوضاع والمفاهيم، والحفاظ على هوية الإسلام والمجتمع من أي تهديد، والتصدي لكل من يتشدد أو يغالي في مفاهيمه لصحيح الدين.. وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.. والله ولي التوفيق.
