الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صدى البلد فى مسرح جريمة قتل طبيب روض الفرج | شاهد

المجني عليه
المجني عليه

30 عاما  قضاها الدكتور عاطف عزمى يوسف المقتول على يد مسجل خطر فى شارع خورشيد بروض الفرج وحيدا بلا زوجة أو ولد بعيدا عن شقيقاه كرس حياته للعمل فى مهنة الطب وبعدها اتجه الى أعمال التداول فى الأوراق المالية والعمل كمستشار تحكيم دولى والسفر فى جولاته بجميع دول العالم التى وصلت إلى 54 دولة قام بزيارتها.


تفاصيل الجريمة البشعة ارتكبها مسجل خطر بهدف سرقته، لعلمه بثرائه والعيش بمفرده داخل شقته بعد أن تكالبت عليه الأمراض وأصبح غير قادر على تلبية احتياجاته.



التقى صدى البلد عددا من جيران المجنى عليه قالت إحدى السيدات التى تقطن فى العقار إن المجنى عليه كان يعيش فى حاله ولا يختلط كثيرا بالمحيطين به، وأن حياته المرضية بدأت منذ 10 سنوات حينما أصيب بالسكر ولاحقه الضغط وبعدها الكبد سرعان ما أصيب فى قدمه بالغدد الليمفاوية التى جعلت قديميه تتورمان ولا يستطيع الحركة كثيرا واعتمد على جلسات العلاج الطبيعي.


وأضافت أن المجني عليه التزم منزله منذ فترة كبيرة غير قادر على الحركة  بسبب تلك الأمراض التى جعلته يغير خططه فى التجوال والمرح فى بلدان العالم بعد أن قام بزيارة 54 دولة حول العالم، وأدى ذلك إلى اعتماده على مكتب لتوريد الخادمات له لمساعدته .


وأكدت السيدة أن المجنى عليه كان يخصص خادمة لإعداد الطعام وأخرى لتنظيف الشقة وتابعت أن الطبيب المتوفى لم يستعن إلا بالفتيات الصغيرات والتى لم يتجاوز عمرهن أكثر من الثلاثين، وكان معللا ذلك بأن الفتيات الصغيرات تستطيع إنهاء نظافة الشقة وتحضير المأكولات فى أسرع وقت 



وقالت إن الطبيب المتوفى لم يثبت قيامه بأي أفعال مخلة ولم يحدث أى مشاكل مع السيدات المقبلات على الشقة، إلا أن الخادمة زوجة القاتل ترددت لأكثر من 5 مرات على الشقة للتنظيف، ولم تعرف السبب لأن الطبيب المتوفى كان منعزلا عن الجيران.


فيما قال سامي حارس الجراج أسفل للمنزل إنه يعمل فى الجراج منذ 35 عاما وعندما جاء وجد المجنى عليه يسكن فى ذلك العقار، وأن سكان العقار لم يستعينوا بأى حارس للعقار منذ إنشائه، ويستعينون به من الحين للآخر لتنظيف سلم العقار ومدخله فقط، وأنه لم ير من الطبيب المتقاعد إلا الخير خاصة وأنه كان يستعين به من الحين للآخر لقضاء بعض الاحتياجات.


وأضاف أن المجني عليه قليل الحركة ولا يخرج من منزله إلا فى أضيق الحدود نظرا لتورم قدماه منذ سنوات كثيرة جعله ملازم لشقته وكان يستعين ببعض السيدات لمساعدته فى تنظيف المنزل من خلال احد المكاتب إلا أنه لم يلاحظ وجود مشاكل أو أزمات مع هؤلاء السيدات أو غيرهن .


وخلال تفقد الطابق الخامس الذى كان يقطن فيه المجنى عليه  خرج إيهاب عبد المنعم جار القتيل الذى اكتشف جريمة القتل، والذى قام بسرد حقيقة الحادثة.


وقال إيهاب عببد المنعم: "الدكتور عاطف كان وحيدا ولم يتردد عليه أحد سوى سيدة تقوم بتنظيف المنزل وأخرى تقوم بتجهيز الأكل وطبيب العلاج الطبيعى ورجل مخصص له يقوم بإحضار جميع احتياجاته الشخصية ولا يقوم بطلب احتياجاته من المنافذ مباشرة إلا أنه يعتمد على ذلك الرجل فقط لا غير".


وأضاف عبد المنعم أن الطبيب المقتول كان له صديق منذ الطفولة  يدعى عادل ثابت هو الوحيد الملتزم بزيارة صديق من حين لآخر للاطمئنان عليه ويتصل به يوميا ليلا للاطمئنان عليه، خاصة بعد أن فوجئنا فى أحد الأيام سقوط الطبيب مغشيا عليه منذ أكثر من ثلاث سنوات ودخوله فى غيبوبة للسكر أفقدته وعيه واضطر الطبيب منحى إحدى نسخ المفاتيح للاطمئنان عليه من حين لآخر فى حالة غيابه لأكثر من يوم وكذلك إعطاء رقمه لصديقه المقرب فى حالة حدوث شىء للاتصال به .


وتابع حديثه قائلا: "فوجئت الأربعاء الماضي باتصال فى تمام الساعة 9 صباحا من صديق المجني عليه أخبرني فيه بأنه لا يستطيع التواصل معه منذ مساء الثلاثاء، وأخبرته بأننى فى العمل ولا أستطيع الذهاب للمنزل فى ذلك الوقت، وعلى الفور أخبرت زوجتي بالذهاب لشقته ودق الجرس للاطمئنان عليه إلا أنها فوجئت بعدم الرد مما جعلني أقطع العمل وأعود للمنزل وبعد دخولي المنزل بصحبة أمير ميشيل أحد الجيران لنجد الطبيب ملقى على الأرض وبعدها قمنا بالاتصال بصديقه الذى وصل فى أقل من ساعة بصحبته شقيقة المجني عليه".


وأضاف: "أنه فى بداية الأمر عند دخولنا للشقة ووجدنا المجني عليه ملقى على الأرض وظهور رائحة كريهة تخرج منه وظننا فى بداية الأمر بأنه توفي نتيجة غيبوبة سكر فقط، إلا أنه عقب قيام أمير ميشيل جار المجنى عليه بالتركيز فى الجثة وجد هناك دماء على ملابسه ووجود بعض قطرات الدم على الكرسى الخاص بالمتوفى، وذبح فى رقبته وهو ما يدل على وجود حالة شك فى أن الطبيب تعرض للقتل نتيجة وجود بعض الضربات بعصا حديدية على الرأس أثناء جلوسه على الكرسى الخاص به، على الفور تم الاستعانة برجال الداخلية الذين كشفوا حقيقة الوفاة".


وأشار: "المتوفى كان منعزلا عن جميع الجيران وأنه متقاعد تاركا عمله فى مجال الطب منذ عام 2008 متجها للعمل كسمسار تأمين لجنى أكبر قدر من المال للتجول حول العالم مثل الفاتيكان والقدس واليابان وأمريكا ودول أوروبية وعربية ولكنه لم يخبرنا نهائيا أنه كان مستشارا للتحكيم الدولى وعلمنا ذلك من تحقيقات النيابة العامة".


وكانت قد أمرت جهات التحقيق بحبس مسجل خطر، 4 أيام على ذمة التحقيقات لاتهامه بذبح طبيب بشري بهدف سرقته بعد علمه بتواجده بمفرده داخل شقته بمنطقة روض الفرج بالقاهرة.


وأمرت جهات التحقيق بتشريح جثة المجنى عليه وتكليف مصلحة الطب الشرعي لإعداد تقرير مفصل عن أسباب الوفاة والأداة المستخدمة فى الجريمة.


وكلفت جهات التحقيق رجال المباحث بالتحري عن المتهم وإعداد تقرير بنشاطه وأدلى المتهم وليد م، فى العقد الخامس من عمره أمام جهات التحقيق باعترافات تفصيلية حول كيفية ارتكابه الواقعة والتخطيط لها من قبل ذلك.


وقال المتهم إنه علم بأن الطبيب يعيش بمفرده داخل شقته عقب حديث زوجته الخادمة له بحسن نية من قبل وأنه رجل غنى ويعانى من الأمراض وتحركاته قليلة .


وأضاف المتهم بأن زوجته خادمة أرسلها مكتب لتوريد الخادمات لشقة القتيل منذ ٣ أشهر للعمل لديه إلا أنها استمرت يومين فقط وتركت الشقة، واخبرته بالعنوان لكى يعلم فقط أين تعمل وأخبرته بأنه رجل ثري ويعيش بمفرده ولم يتطرق لكلامها فى ذلك الوقت لحسن نيتها.


وأكد المتهم أنه عقد العزم على التخلص من الطبيب وسرقته وعقب مرور شهر على حديثه مع زوجته قام بالتخطيط لارتكاب جريمته.


وأضاف أنه يوم الواقعة ذهب لشقة المجنى عليه فى الساعة ٢ ونصف صباحا، وارتدى بدلة وماسك على وجهه لكى لا ينكشف أمره أمام كاميرات المراقبة وصعد للشقة وقام بطرق الباب حتى رد عليه القتيل وأخبره بأنه زوج خادمة عملت لديه ويريد إعانة لمروره بضائقة مالية.



وأكد أن المجنى عليه اطمأن له والذى كان انتهى من جلسة علاج طبيعي قبل حضور المتهم له ومغادرة طبيب المعالج له للشقة، وقام القتيل بفتح الباب له فباغته المتهم وقام بذبحه مباشرة وإنهاء حياته.


وأضاف المتهم أنه عقب ذلك قام بالبحث فى الشقة عن كل ما هو غال ونفيس إلا أنه لم يجد سوى ١٢٠٠ جنيه فقط فوضعها فى جيبه وأخذ طاقية خاصة بالمجني عليه لارتدائها للتمويه وعدم كشفه.


وأضاف أنه عقب ذلك هرب من المكان مباشرة وقام بإنفاق المالى على ملذاته الخاصة حتى كشف أمره وإلقاء القبض عليه.


وكان قد أنهى مسجل خطر حياة طبيب داخل شقته بمنطقة روض الفرج بهدف السرقة بعد علمه بثراء المجنى عليه وتبين من التحقيقات والتحريات أن المتهم ارتدى بدلة وماسك لإخفاء ملامحه عن كاميرات المراقبة المتواجدة بمحيط الواقعة .


تلقت الأجهزة الأمنية بلاغا يفيد العثور على جثة عاطف جورجى فى العقد السابع من عمره مذبوحا داخل شقته ووجود بعثرة فى محتويات الشقة وتبين سلامة منافذها .


انتقل لمكان الحادث كل من الرائد أحمد الشيخ  رئيس مباحث روض الفرج ومعاوناه النقيبان محمد علي وكريم لاشين الى مكان الواقعة وتبين من المعاينة الاولية وجود جثة المجنى عليه ملقى على الارض وبها جرح ذبحى وبعثرة فى محتويات الشقة وسلامة المنافذ .


أخطر اللواء نبيل سليم مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة واللواء  محمد الشرقاوى مدير إدارة البحث بالواقعة وتم تشكيل فريق بحث برئاسة العميد محمد السيد مدير قطاع مباحث شمال القاهرة والمقدم محمد الشموتى مفتش القطاع ووحدة مباحث روض الفرج وبفحص علاقاته تبين أن المجنى عليه يعانى من عدة أمراض ويقيم بمفرده فى شقته وغير متزوج وأنه فى الفترة الأخيرة يتعامل مع مكاتب لتوريد الخادمات لتنظيف الشقة وتلبية احتياجاته المنزلية نظرا لمرضه وعدم قدرته على الحركة وخوفا من إصابة بكورونا .


وبفحص المترددين عليه فى الفترة الأخيرة من مكتب التوريد تبين أن إحدى الخادمات التى عملت لديه يومين فقط وغادرت الشقة وبإجراء التحريات عنها تبين أنها متزوجة من شخص له معلومات جنائية "مسجل خطر " وبتتبع خط سيره تبين أنه متزوج من أخرى ويقوم بأخذ العناوين التى تعمل زوجته لدى أصحابها بالتفصيل .

وبتكثيف التحريات تبين أنه مرتكب الجريمة بعد أخذ عنوان المجنى عليه من زوجته التى تحدثت معه بحسن نية عن ثراء المجنى عليه فاختمرت الفكرة وبعد شهر من معرفته بذلك قرر ارتكاب الجريمة وسرقة المجنى عليه نظر لثرائه وإقامته بمفرده .

وبفحص كاميرات المراقبة أظهرت وجود المتهم فى مكان الواقعة ودخول العمارة مرتديا بدلة وماسك لإخفاء ملامحه عن الكاميرات وبمواجهة المتهم أقر بارتكاب الجريمة وعلمه بثراء المجنى عليه ففكر فى سرقته وتوجه إلى شقة القتيل الساعة 2 ونصف صباحا وطرق الباب وأخبره أنه زوج إحدى الخادمات التى عملت لديه وطلب منه مبلغا ماليا وفور فتح الباب  انهال عليه بسكين وأنهى حياته واستولى على 1200 جنيه وكاب وفرا هاربا من مكان الحادث حتى تم ضبطه وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.