الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دولة الأمر الواقع.. هل تنتهي انتخابات إقليم تيجراي بانفصاله عن إثيوبيا؟

انتخابات برلمان إقليم
انتخابات برلمان إقليم تيجراي

فتحت سلطات إقليم تيجراي شمالي إثيوبيا مراكز الاقتراع أمس الأربعاء أمام الناخبين للتصويت في انتخابات برلمان الإقليم، في تحد سافر للحكومة الفيدرالية الإثيوبية برئاسة رئيس الوزراء آبي أحمد، التي قررت في وقت سابق من العام الحالي تأجيل انتخابات البرلمان الاتحادي وبرلمانات الأقاليم بحجة إتاحة الفرصة للحكومة لمكافحة فيروس كورونا.


وبحزب إذاعة "فويس أوف أميركا" الأمريكية، يسعى حزب استقلال تيجراي، الذي تشكل بعد وصول آبي أحمد إلى السلطة في 2018 ويشارك حاليًا في انتخابات برلمان إقليم تيجراي، إلى الانفصال بالإقليم عن السيادة الإثيوبية وتكوين دولة مستقلة.

وعارض إقليم تيجراي، الذي قاد ائتلافًا حاكمًا متعدد الأحزاب لمدة 27 عامًا قبل وصول آبي أحمد إلى السلطة، عارض بشدة قرار الحكومة في مارس تأجيل الانتخابات الوطنية وانتخابات الأقاليم بسبب فيروس كورونا.

وعلى الجانب الآخر، يرى منتقدو سلطات إقليم تيجراي أن نخبة حكام البلاد السابقين من الإقليم تستخدم التصويت ببساطة لتعزيز مصالحها الخاصة في السياسة الوطنية، والتنفيس عن الإحباط الذي تشعر به لأنها لم تعد في السلطة.

ونقلت الإذاعة عن رئيس حزب استقلال تيجراي، جيرماي بيرهي، توقعه فوز حزبه بأغلبية مقاعد برلمان الإقليم، وأضاف أنه في أعقاب الانتخابات، قد ترفض الحكومة الفيدرالية الاعتراف بشرعية حكومة إقليم تيجراي، وهو ما قد يغذي الدعوات إلى الاستقلال الكامل.

وأوضح بيرهي أنه "في هذه الحالة، قد تبدأ حكومة تيجراي في التصرف كدولة أمر واقع مستقلة فعليًا. اعتمادًا على ما سيجري بعد ذلك، هناك إمكانية لإعلان استقلال إقليم تيجراي من جانب واحد. سوف ندفع من أجل هذه الأجندة".

وعشية انتخابات برلمان إقليم تيجراي، قلل رئيس الوزراء آبي أحمد من شأن التصويت، واصفًا إياه بأنه "جولة مرح"، وقال إن رفض الإقليم المشاركة في الانتخابات الوطنية المقبلة سيجعل حكومته غير شرعية تمامًا.

وتقول صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، إن ذلك التصويت قد يؤدي إلى مزيد من التوتر، بعد أشهر من أعمال عنف دامية في البلاد أشبه بالحرب الأهلية، مشيرة إلى تحذير مجلس إقليم تيجراي في بيان من أن أي قرار لمجلس الشيوخ الإثيوبي لوقف أو مقاطعة الانتخابات سيكون بمثابة إعلان حرب.

وفقد إقليم تيجراي، الكثير من نفوذه منذ وصول آبي أحمد للسلطة، وهو من عرقية الأورومو الأكثر في البلاد من حيث العدد، إلا أن تيجراي ظلت لفترة طويلة هي القوة المهيمنة على السياسة في البلاد.

فيما أوضح "قول روكو أدامو" عضو حزب الازدهار الذي يتزعمه آبي أحمد، إن تيجراي تعل مثل "دولة الأمر الواقع"، مؤكدا أن انتخابات الاربعاء غير قانونية.

في المقابل، يؤكد جيتاتشو رضا عضو اللجنة التنفيذية للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي أنه لا يوجد سبب أو معنى لتأجيل الانتخابات، وأنهم ماضون في خططهم، متهما الحكومة باستغلال أزمة فيروس كورونا "كوفيد-19" كذريعة لتأجيلها.

وأوضح أنهم ليسوا مهتمين بالمضي قدما في الإصلاحات، بقدر اهتمامهم بتمديد فترة وجودهم في السلطة.

وتأتي انتخابات تيجراي، بعد أشهر من العنف والاشتباكات العرقية، عقب مقتل هاشالو هونديسا من إقليم أوروميا- عرقية آبي أحمد- في وقت يتهم فيه الأورمو، رئيس الحكومة، بالخيانة لقضيتهم، وشن حملة اعتقالات واسعة ضدهم.