الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالألوان الجاف .. "محمود " خريج تكنولوجيا معلومات يبدع في رسم الحيوانات

 محمود  خريج تكنولوجيا
" محمود " خريج تكنولوجيا معلومات يبدع في رسم الحيوانات

عصافير وخضرة في برواز كانت سببًا في حب محمود المرسي لرسم الطيور والحيوانات منذ الصغر خاصة القطط والكلاب بعد أن جذبته عندما اعتاد رؤيتها معلقة على حائط شقتهم وهو طفل في العاشرة من عمره.


يروي ابن مدينة المنصورة لـ " صدى البلد " قصة احترافه رسم الحيوانات قائلًا: "الموهبة ظهرت عندي وأنا في الصف الرابع الابتدائي، فكانت تجذب انتباهي صور الحيوانات المعلقة في شقتنا لأبدأ في رسمها بقلم رصاص في كراسة عادية جدًا".


ولم تكن رسومات محمود ناجحة منذ البداية لكنه كان يصمم على الوصول بتفاصيلها إلى مستوى متقدم ومكتمل الأركان دون النظر إليها، وقابله تشجيع من عائلته وأساتذته، فحثته العائلة على الاستمرار، وكان من أبرز تعليقات أساتذته: " رسمك حلو، وهتطلع فنان".


أخذ الشاب العشريني موهبة الرسم من جده واستمر اهتمامه بها خلال فترة دراسته بالمرحلة الاعدادية، لكنه اعتمد بشكل أكبر على ما يطلب منه من رسم طبيعة أو أشخاص، وكان متميزا بين زملائه الذين كانوا يشجعونه أيضًا على الرسم، وكان آخر ما رسمه خلال هذه المرحلة عصفورة كبيرة وتحتها الكثير من الورود بألوان مائية على لوح ورقي.


ابتعد محمود عن الرسم لمدة 3 سنوات عندما دخل الثانوية الفنية الصناعية حيث غاب عامل التحفيز والتشجيع لموهبته، فقرر أن يركز في دراسته، لكنه في ذات الوقت اختار قسمًا لم تنس فيه يده الرسم، وهو قسم الانشاءات المعمارية، فكان يُعتمد بشكل كبير فيه على التخطيط.


عاد محمود لممارسة موهبته عند أول سنة من دراسته تكنولوجيا المعلومات، فبدأ يدخل على جروبات الرسم ويشاهد الفيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي( فيسبوك ويوتيوب) فتشجع على العودة، وكان أول رسوماته نفس العصفورة التي رآها عند جده وهو صغير في البرواز، وظل لمدة ثلاث سنوات يرسم بالقلم الرصاص ويقلد ما يراه من صور وأعمال لفنانين أجانب، أمثال "سيزان".


ويبدع في رسم الحيوانات لأنه يحبها ويرى أن قليلًا من الفنانين يقبل على رسمها، ورغم عدم تشجيع الكثيرين له إلا أنه اختار لنفسه نمطًا مختلفًا موضحًا أن الاختلاف يخرج المواهب المدفونة لدي أي رسام، فكان في بداياته يرسم بالأبيض والأسود، أما الآن أصبح لديه إحساس عال بالألوان ويستخدم الكثير منها، واستطاع أن يكون فكرة خاصة به، وبدأ ذهنه ينتج أفكارا  برسومات لحيوانات عن الحسد وقوة الطبيعة، ولم يشغله رسم أي بورتريهات لأشخاص أبدًا.


يرسم محمود كلابا أكثر لكونها نجحت معه منذ البداية من ناحيتي تناسق الألوان والتفاصيل، أما القطط في البداية كان يرسمها لإرضاء الناس فلم تنجح كافة تفاصيلها معه إلا عندما أقبل بنفسه على رسمها، و كان هذا سر اهتمامه برسم هذين الحيوانين عن غيرهما خارجًا عن المألوف برسمها بالأقلام الجاف وهذا ما لا يفعله فنانون أجانب، حيث يعتمدون في هذا النوع من الرسم على الألوان المائية والزيتية.


ثلاثة أيام هي المدة المعتادة عند محمود لإنهاء أي رسمة له، ويبدأ فيها برسم حدودها بالرصاص ثم اختيار الألوان في ذهنه بشكل وهمي ثم تنفيذها على الورق بألوان خارجة عن المألوف وغير تقليدية بالمرة، وهو ما يقابله إعجاب شديد من متابعيه، أما بقية الناس كانت تعليقاتهم: " فيه كلب أزرق" ، " فيه قطة حمراء " ليرد قائلًا: " اللي هستفيده لو رسمت قطة سوداء كما هي مثلًا؛ فاحساس الرسمة والانطباع عنها بيوصل مختلف من خلال تنوع الألوان وخروجها عن المألوف".
 

إلى جانب التركيز على رسم الحيوانات أحب محمود التغيير وإثبات أنه يستطيع رسم أي شيء فرسم ثلاثة بورتريهات اثنين بالرصاص وواحد بالألوان، لكنه يفضل التركيز على رسم الحيوانات وعدم رسم أي بورتريهات أو شيء آخر تماشيًا مع السائد، كما أنه يتحدى نفسه ويكمل الرسم بالأقلام الجافة رغم صعوبة دمجها بعكس الألوان المائية أو الزيتية.


والدة محمود هي أكثر من تشجعه على إكمال مسيرته في الرسم ودائمًا ما تدعى له بالتوفيق في هذا المجال لأنه مختلف ومميز، إضافة إلى أنه لا يصلح إجبار الفنان على رسم بعينه، خاصة أنه يجتهد في الرسم و إخراجه في أفضل صورة، فقد صنع إضاءة سوفت بوكس بنفسه من مواد منزلية بسيطة ليظهر رسوماته في أبهى صورة مستغلًا حبه للاختراعات. 


ويحلم محمود الذي يرسم لمدة 9 أو 10 ساعات يومية  بأن يصبح فنانا عالميًا في رسم الحيوانات الأليفة والبرية، ويحب الناس فنه ويقبل على شرائه أناس من داخل مصر وخارجها، مختتمًا برسالة لكل مبتدئ: " بلاش تتجه لنوع الفن المطلوب هتدفن موهبتك".