الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحرك دبلوماسي نادر.. روسيا توجه تحذيرًا قاسيًا لأوروبا

تصاعد التوتر بين
تصاعد التوتر بين روسيا وأوروبا

وجّهت روسيا إنذارًا ناردًا غير مباشر لأوروبا إذا اتخذت الكتلة إجراءات جديدة ضدها، على صعيد التجارة بينهما، في ظل التأزم الحالي لاقتصادات روسيا وأوروبا على السواء والعالم كله تقريبًا بدرجات متفاوتة، محذرة من مغبة فرض قيود جديدة، لأن هذا لن يمر دون رد من روسيا، وفق ما ذكرت صحف روسية.


أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي في حال فرض قيود تعيق وصول البضائع الروسية إلى سوق الاتحاد الأوروبي.






وقال الوزير الروسي، خلال لقاء مع أعضاء رابطة رجال الأعمال الأوروبيين في روسيا، إن موسكو لن تترك دون رد أية قيود إضافية قد تُفرض للحد من وصول البضائع الروسية إلى أوروبا.

وأشار إلى أن المفوضية الأوروبية أعدت تقريرا "يتضمن تحريفات كبيرة عن الاقتصاد الروسي، بهدف إجراء تحقيقات في مجال الحماية التجارية".

وأضاف، أن "الوثيقة منحازة بشكل علني وتتضمن قيودا إضافية على وصول البضائع الروسية إلى سوق الاتحاد الأوروبي، بالطبع (قيود كهذه) لن تبقى دون رد".

كذلك تطرق لافروف خلال حديثه لأزمة كورونا وتأثيرها على العلاقات بين الدول، وقال إن الجائحة أظهرت حقيقة ترابط الدول على المستوى العالمي.

وأضاف أن "التحديات المشتركة يجب أن تساهم في توحيد الجهود على أساس قواعد القانون الدولي المعترف بها، لكن لسوء الحظ لم يحدث هذا، بل على العكس يحاول عدد من زملائنا الغربيين، بقيادة الولايات المتحدة، الاستفادة من أزمة  كورونا من أجل الترويج لمصالحهم الأنانية الضيقة، من أجل تسوية صريحة للصفقات مع المنافسين الجيوسياسيين".

*أسباب الخلافات الروسية الأوروبية

ويعود التوتر بين روسيا وأوربا في الآونة الأخيرة لعدد من الأمور، تحدث عنها تحليل لمركز ديل كارنيجي، حيث توقع العديد من المراقبين أن جائحة الفيروس كورونا قد تدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إعادة التفكير في نهجه المتشدد  في السياسة الخارجية لبلاده في قضايا معينة مع أوروبا، وتوقعوا أن تخفف أوروبا بالمثل مواقفها، لكن. تبين أن مثل هذه التقييمات ليست أكثر من مجرد تمارين في التمني.





وقالوا بعد مرور أشهر على الوباء كوفيد-19، إنه لاجديد يذكر في العلاقة بين الجانبين بل إن الأمور تزداد توترًا.


وذكروا، إنه إذا كان هناك أي شيء، فإن سياسة الكرملين تجاه "أوروبا" - ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة - اتبعت نفس النهج المتشدد، مما أدى إلى تأكيد مقولة بأن موسكو ليست مستعدة على الإطلاق في التراجع بمواقفها نحو عدد من القضايا، مثل :ضم شبه جزيرة القرم والحرب في شرق أوكرانيا.

كما وأن التصعيد ازداد بعدما أكدت روسيا دعمها لبيلاروسيا، بعدما خرجت مظاهرات منددة  بإعادة تولي لوكاشينكو للرئاسة في بلاده مرة أخرى، متهمينه بتزوير الانتخابات، وأن من فاز حقيقة هي مرشحة المعارضة، التي لجأت لدولة مجاورة بعد إعلان فوز لوكاشينكو لنفسه، في ظل تنديد أوروبي واسع بالرجل.
 
واليوم ، تزداد علاقات روسيا مع أوروبا الأساسية سوءًا، حيث ينتقد الغرب الكرملين بشأن  مزاعم محاولة اغتيال زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني باستخدام غاز أعصاب محظور من الدرجة العسكرية.


والقضية الأخيرة تحديدًا هي ما  سحبت البساط من تحت يد المدافعين القدامى عن توثيق التعاون في مجال الاقتصاد والطاقة بين روسيا وأوروبا، بما في ذلك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وهذا ما يهدد بدوره المحاولة المثيرة للجدل من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإعادة إشراك الكرملين في مجموعة من القضايا الاستراتيجية والإقليمية.




ولهذا، فمع التأزم الحالي بين الجانبين الروسي والأوروبي، وإزاء عدم استعداد أي من الجانبين على التعاطي مع الآخر وخفض درجة التوتر بشأن القضايا العالقة، يظهر  تحذير وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف جديًا، واعدًا بسلسلة أقوى من التصريحات التصعيدية إذا ما فرضت أوروبا قيودًا على البضائع الروسية.