الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طاحونتا المندرة والمنتزة..تاريخ أثري يمتد لأكثر من 200 عام على أرض عروس البحر.. شاهد

طاحونة الاسكندرية
طاحونة الاسكندرية

تتمتع مصر بعدد لا حصر له من الأثار الموجودة في كل ربوع الوطن، وتذخر الإسكندرية تحديدًا بنسبة كبيرة من هذه الآثار، وخاصة اليونانية والرومانية، حيث تضم عروس البحر أكبر مجموعة من المواقع الأثريّة والتاريخيّة التي تعود إلى العصور اليونانية و الرومانية في مصر، لإنّها المدينة كانت عاصمة مصر في تلك الحقبة الزمنية.

ومن هذه الآثار الطواحين التي كانت تستخدم لطحن الحبوب كالقهوة والقمح والشعير لتحولها إلى مسحوق ناعم، ويعود تاريخها لأكثر من 200 سنة، حيث قرر محمد علي باشا بناء 11 طاحونة بالإسكندرية للتسهيل طحن الحبوب على المواطنين.


ولم يتبق حاليًا بالإسكندرية، إلا طاحونتين، الأولى بحدائق المنتزة، والثانية بمنطقة المندرة، شرق الإسكندرية، ويرجع تاريخ بنائهما إلى عام 1805، واللتان يعتبران من التحف المعمارية الرائعة النادرة في عروس البحر المتوسط.


اقرأ أيضًا:

للعام الثاني على التوالي..الإسكندرية تحصل على أولمبياد الطفل المصرى

وفي إطار اهتمام القيادة السياسية، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالأثار الموجودة بالإسكندرية، وبخاصة حدائق المنتزة، من المقرر أن تدخل طاحونة المنتزه ضمن مشروع تطوير حدائق قصر المنتزه الملكية التي تقع على مساحة 370 فدان، شرق المدينة الساحلية.

وقال محمد متولي في تصريحات لصدى البلد إن طاحونة المنتزة، تدخل ضمن مشروع تطوير أثار حدائق المنتزة، وستكون متاحة بعد تطويرها لاستقبال المواطنين.

وأضاف أنه بالنسبة لـ طاحونة المندرة من المقرر أن يتم تطويرها خلال الفترة القادمة لوضعها على الخريطة السياحية بالإسكندرية.

ويرجع تاريخ تأسيس الطاحونتين إلى العام 1905، حيث أصدر محمد علي باشا والي مصر أنذاك قرارًا بإنشاء عدد من الطواحين تعمل بالرياح لتسهيل طحن الغلال على المواطنين.

وتتكون كل طاحونة من بدن اسطواني من الحجر الجيري، يعلوه طاقية خشبية، على شكل مخروطي، ويوجد نوافذ تهوية وإنارة، ويمتد من أعلى البدن مروحة تتكون من ثمانية ريش، ويتوصل إلى داخل الطاحونة عن طريق مدخل معقود بعقد نصف دائري، ويشغلها من الداخل سلم حلزوني ملتحم بجدار الطاحونة يؤدي إلى غرفة علوية أرضيتها خشبية تحتوي على أدوات الطحن مروحة خارجية، وتروس داخلية وقادوس، وقرصي الرحى، ومخر الدقيق، وزراع التحكم بدرجة نعومة الطحين.

وقد أجريت أعمال حفر في التسعينات لطاحونة المنتزة أسفرت عن كشف أحد سراديب الطاحونة ويتوصل إليها من حديقة الطاحونة عن طريق درج هابط وهو سرداب مقبى بقبو برميلى يمتد أسفل الحديقة موازيًا للبحر، وفتحت بسقفه فتحات تهوية وإنارة، وينتهي من الداخل بدرج حديدي بحاري يصعد منه إلى مستوى أرضية الحديقة، ويحتوى السرداب على مصطبتين متقابلتين للجلوس بطول السرداب، ويرجح بناء السرداب في الحرب العالمية الثانية.

وقد تم تسجيل الطاحونتين كأثر بالقرار رقم 113 لسنة 1967، وصدر لها قرار بتحويل حرم الطاحونتين إلى أثر عام 2009.

ويأتي هذا في ظل الطفرة التي تشهدها محافظة الإسكندرية فيما يتعلق بتطوير المناطق السياحية والأثرية بالمحافظة، والتي تعطي لها القيادة السياسية أولوية كبرى في هذه المرحلة.