الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطة عاجلة للحب


في الوقت الذي نحتفل فيه بعيد الحب المصري، وهي المناسبة التي دعا إليها الكاتب الراحل مصطفى أمين  ليكون الرابع من نوفمبر فرصة يعبر كل منا عن مشاعر التسامح والمودة لجميع من حوله، يأتي يوم الحب هذا العام  مواكبًا لحدثين كليهما أهم من الآخر..


فالأول،.. متعلق بمستقبلي أنا وأنت ونحن متمثلًا في انتخابات برلمانية، من شأن أعضائها رسم خارطة غد البلاد، بما يضعونه من تشريعات وسياسات بمقتضى الاختصاصات المخولة إليهم بنص المادة 101 من دستور 2014.. 


أما الثاني،.. وإن كان حادثا فرديا فلا يقل أهمية  من وجهة نظري عن الأول أي بمعنى أدق "طفل المرور".. وذلك ليس لتجبر هذا الصغير، ولا لوضع والده الوظيفي، لكنه نموذج لأبناء يشكلون جيل الغد!..

 

ولا أعرف لما ولا كيف ربط بين الحدثين ودعوة كاتبنا الراحل للحب،.. وقبل أن يتعجب أحدكم من كلامي هذا، دعونا نفكر ونحلل قليلًا علاقة السببية بين الحب وكلا الحدثين، فلو نظرنا للوضع السياسي كشعب عانى كثيرًا من اختيارات قائمة على من يحقق المصلحة الشخصية قبل العامة.. فلم يتعلم البعض أن أصول وقواعد حب الوطن تبنى على العطاء، الإخلاص، التضحية بالغالي قبل الرخيص من أجل تراب هذا الوطن، لن ينتخب إلا من يحقق الصالح العام وفقط.. كذلك لم ولن يجرؤ على الترشح إلا العاشق لأرض مصر وليس للقب "حضرة جناب النائب".. 


ولا يختلف الأمر بالنسبة لطفل المرور، وهو نموذج لبعض الأبناء اللذين منحوهم آباؤهم وأمهاتهم كل ما في ظاهره حب بينما باطنه أبعد ما يكون عن حرفي الحاء والباء.. فلو فكر أحدهم في تربية أبنه على التسامح، الاحترام، وقبول الأخر أي مفاهيم الحب الحقيقي ما تعرض صغارهم للخطر حتى أن حب الذات القائم على الخوف على أنفسهم من الأذية، فشلوا في تعليمه لأبنائهم أي المشكلة باختصار متعلقة بإرساء قواعد الحب.. 


وبعيدًا عن عشق الوطن والأبناء فلا يمكن أن أترك يوم الحب يمضي دون التحدث عن علاقة المرأة بالرجل، تلك الرابطة الأبدية التي يترتب عليها سعادة المرء أو شقاءه.. نعم.. فلا يمكن لشخص طبيعي مهما حظي من أموال ومناصب أن ينعم بالفرحة دون روح تكمله وقلب يكون له الحضن والسكن.. لكن كيف نجد تلك العلاقة الغرامية وندخلها بقلب مهيأ لاستقبال أي طارئ عشقي دون أن نصاب بهشاشة عاطفية تجعل هذا الفؤاد أيل للسقوط على أقل هفوة، تلك هي القضية التي تحتاج لوقفة!..


علينا أن نهذب مشاعرنا ونكسبها قوة التحكم في أي انفعال ناجم عن غضب جراء قول أو فعل بقصد أو دون قصد ينسينا عشرة حلوة و أحاسيس أحلى..  


أن نفتح كتاب الحب بقيم وأخلاق تدور كافة تفاصيلها وهوامشها على السكن والرحمة والمودة، وإذا وصلنا لقدر الله إلى أخر فصوله وبإرادتنا أو رغمًا عنا افترقنا، نغلق الحكاية  ونخرج من بطولة الرواية دون جرح، أسى، أو وجع .. أليس ستر العيوب والترفع عن الصغائر وإماطة الأذى العاطفي من أساسيات الحب؟!.. أعتقد أننا بحاجة ملحة لإعادة النظر في قواميس العشق بما في ذلك عشق الوطن، الأبناء، الأهل، العمل، الأزواج والزوجات..


 وليكن عيد الحب المصري لهذا العام دعوة لكل المهتمين بخبايا القلوب لمطالبة كل مسئول عن التعليم، الثقافة، الأعلام، والخطاب الديني لنتكاتف جميعًا، ونضع خطة عاجلة لغرس أصول ومبادئ الحب السليمة في المجتمع .. هكذا، لن تنال منا كراهية، ولا حقد، ولا أي مشاعر سلبية يستغلها أصحاب النوايا الخبيثة للأضرار بمصرنا الحبيبة ..   

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط