الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كل الدعم يا بنات مصر.. "ماتخافيش" قصة أول تطبيق لمناهضة التحرش

تطبيق ماتخافيش لمناهضة
تطبيق "ماتخافيش" لمناهضة التحرش الجنسي

لم تنج من مقصلة التحرش الجنسي قولًا أو فعلًا من سيدات مصر إلا 1% فقط، بينما أطبقت المقصلة أسنانها على 99%، فشوهت ذاكرتهن بوقائع تقشعر لها الأبدان وحكايات تطبق بتفاصيلها الثقيلة على أنفاس الضحايا، وسط تلك الحكايات لم يستطع "أحمد" وصديقته "سلمى" أن يغضا الطرف عنه بل وضعا بصمتهم بتطبيق هو الأول من نوعه. 

منذ يوليو الماضي ومع  تصاعد قضايا التحرش والبوح بما تكتمن الفتيات في أنفسهن، فرغا "أحمد" و"سلمى" وقتهم لمساعدة الفتيات في قضيتهن في سياق دراستهم وعملهم، فكانت النتيجة تطبيق "ماتخافيش"، فتقول  المهندسة "سلمى مدحت" أبنة الـ 22 ربيعًا والقائمة على التطبيق لـ "صدى البلد":" أنا وأحمد حديثي التخرج من كلية الهندسة قسم "computer science" بالجامعة الألمانية،وقررنا نستغل مجال دراستنا في إننا نساعد البنات في قضية التحرش لانها تعتبر قضية العصر". 

"هدف التطبيق هو مساعدة البنات اللي اتعرضوا للتحرش بأشكاله المختلفة، سواء كان اللفظي أو الجسدي، وإنهم يحصلوا على حقوقهم"، من أجل هذا الهدف سهر الصديقين على تنفيذ وإخراج التطبيق الإلكتروني ليخدم قضية التحرش بكل جدية دون تسقط من بين أيديهم تفصيلة تصب في صالح الفتيات.

أسئلة ولقاءات وتعديلات ثم لقاءات أخرى واستطلاعات وتعديلات جديدة، فيكشف المهندس "احمد هشام" ذو الـ 23 عامًا وهو القائم على التطبيق عن كواليس الإعداد:"من شهر 7 بدأنا  الشغل في الابلكيشن، وعشان يكون الأبلكيشن مفيد فعلًا أجرينا مقابلات مع عدد كبير من البنات اكثر من 300 بنت بحيث نشمل كل اللي تحتاجه البنات في التطبيق، وتكون ميزاته مناسبة ليهم، فكان الوضع إننا نعمل التعديلات والاقتراحات اللي اتقالت لنا ونرجع تاني للبنات نعرض عليهم الأبلكيشن والأسئلة من جديد وهكذا عشان نوصل للصورة المرضية والمفيدة من التطبيق". 
 
بداية من وقوع التحرش مرورًا للدعم النفسي وحتى الدعم القانوني، كل هذا راعاه الصديقين في تطبيقهما، فتوضح "سلمى"  الاتجاه الأول  للتطبيق وهو الدعم النفسي:"التطبيق منقسم لكذا اتجاه، أول اتجاه الدعم النفسي بيكون من خلال توافر اطباء نفسيين متخصصين في قضايا التحرش وأهل للثقة، لأن للأسف في بنات بتروح لدكاترة وهناك بيتحرشوا بيهم فالمشكلة بتتضاعف، أو إن الدكاترة يلقوا اللوم على ملابسهم أو تصرفاتهم أو غيرها.. فبنراعي اختيار دكاترة كفءوأمان".

أما الاتجاه الثاني وهو الدعم القانوني، ويشرح "أحمد" هذا الاتجاه قائلًا:" في الاتجاه القانوني بنوفر أكتر من اختيار وهما إن يكون استشارة قانونية بتكون بالمجان، أو توكيل محامي لرفع قضية، أو حضور محامي في واقعة التحرش نفسها، واهتمامنا بيكون منصب على اختيار محاميين جديرين بالثقة ومتخصصين أيضًا في قضايا التحرش".

لم ينسى الصديقين الدعم المجتمعي والذي سمته "سلمى" بـ  دائرة الثقة:" في الابلكيشن موجود خانة اسمها دائرة الثقة، بتضيف البنت فيها أرقام أقرب الناس لها الأب أو الاخ أو الزوج وهكذا، وبيرسل لهم رسالة فيها لينك تتبع بمكانها في حالة وجود أي مشكلة اتعترضتلها يوصلها أقرب شخص لها، هي ما عليها غير الضغط على زر بسيط وهيرسل اللينك لدائرة الثقة". 

خريطة التحرش تلك هي الخانة شديدة الأهمية في التطبيق لعدة أسباب والذي فسر "احمد" وظيفتها:" خريطة التحرش بتوضح اكتر المناطق اللي بيحصل فيها التحرش، فبيظهر على الخريطة نقط حمراء تدل على إن المنطقة دي فيها تحرش، وده بيتم من خلال إن البنات اللي اتعرضت للتحرش بتفتح الخريطة وبتحط نقطة في المنطقة اللي اتعرضت فيها للتحرش، من غير ما يظهر اسمها او تفاصيل تانية عنها". 

"هتساهم الخريطة في أنها  توضحلنا الاماكن العالية بالتحرش، وبالتالي نقدر نتحرك على أرض الواقع بتوفير حملات توعية في المناطق دي للبنات وندربها على الدفاع عن النفس، ونهتم بالشباب  ونوجه الجهات الحكومية والمؤسسات المجتمعية على حل المشاكل في المنطقة دي ومعرفة الاسباب لارتفاع التحرش" هذا ما قالته"سلمى" عن أهمية تلك الخريطة التي سجل عليها في خلال آيام فقط 1500 بنت عن حالات تحرش.

في 3 أيام فقط تخطى عدد مستخدمي التطبيق على الهواتف الذكية 3000 مستخدم، فقد انطلق التطبيق على الهواتف الاندرويد في 3 ديسمبر الماضي، ومن المنتظر أن يتم طرحه على الهواتف  التي  تعمل  بنظام الـ "Ios" خلال الفترة المقبلة. 

يحلم الصديقين أن تفتح نوافذ الدعم المادي للتطبيق، وأن يتقبل الناس ثقافة العلاج النفسي وأن يخدم التطبيق كل الفتيات ويصب في مصلحة حقوقهن، فيقول الصديقين "عايزين البنات تاخد حقها بدون خوف".