الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بسبب حزب الله .. الرئيس اللبناني يتراجع تكتيكيا وعرقلة تشكيل الحكومة الجديدة

الرئيس اللبناني ميشال
الرئيس اللبناني ميشال عون وسعد الحريري

من المرتقب أن يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان، الشهر الجاري قبل أن يتوصل المعنيون بتشكيل الحكومة إلى اتفاق حولها، حيث تعكس المؤشرات بأن هناك عرقلة ما قد طرأت فجأة على ملف التشكيل بعدما كان الرئيس اللبناني ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري قد اتفقا على خطوط عامة وأساسية في عملية التأليف، إلا أن هناك تدخّلا مباشرا أو غير مباشر أدى إلى ذلك.

وحسب موقع "لبنان 24"، الذي نقل عن مصادر متابعة لملف التشكيل، فإن الظروف الإقليمية قد أسفرت عن عدم ولادة الحكومة في الوقت الراهن، فلا تبدي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في المنطقة اليوم حماسًا للتوقيع على حكومة يرأسها الحريري ويشارك فيها "حزب الله".

وذكرت المصادر أن أي توقيع يعد تسليما لمنطق الحزب وتكريس لشرعيته الدستورية والقانونية من خلال الحكومة أمام المجتمع الدولي من دون تقديم اي تنازلات فعلية سياسية أو أمنية أو عسكرية.

وأوضحت المصادر أن واشنطن لن تقدم نحو أي تسهيلات في الداخل اللبناني، لو أرادت، قبل وصول الرئيس المنتخب جو بايدن إلى البيت الابيض، والذي من المتوقع أن تكون سياسته مطابقة للسياسة الفرنسية حيث سينظر إلى الساحة اللبنانية بعين ماكرون.

وقبل ذلك فمن غير المتوقع أن ترضى الولايات المتحدة على أي حكومة سيشارك فيها "حزب الله" ويكون له ولحلفائه فيها أكثرية.

على الجانب الآخر، يرى "حزب الله" والقوى الإقليمية القريبة منه، أن تأليف الحكومة اليوم وإن كان لمصلحته لن يؤدي إلى حدوث مكاسب كبرى، الأمر الذي قد ينعكس تماما بعد وصول الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إذ من المتوقع أن يذهب نحو تسوية مع إيران، ولو بعد عدة أشهر، وبالتالي فإن الوضع الإقليمي الذي يراه الحزب لصالحه، سيمكنه من حصد مزيد من المكتسبات في الملعب اللبناني. 

وأشارت المصادر إلى أن "حزب الله" يعتبر أيضا أن المرحلة المقبلة ستشهد انخفاضا في عديد القوات الأمريكية في العراق وسوريا ما سيخفف من وطأة الضغوط الاقتصادية عليه وعلى طهران، وسيجعله في موقع القوة على طاولة المفاوضات.

ولفتت إلى أن الحزب يعمل بشكل حثيث على تأجيل عملية التشكيل حتى انتقال الإدارة الأمريكية، لذلك فإن عدم ملاحظة أي حماسة من قبل الحزب للخطوة الإيجابية التي حدثت بين عون والحريري تبدو طبيعية، ما قد يكون سببا مباشرًا لتراجع الرئيس اللبناني تكتيكيا.

-