الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سفير الصين بالقاهرة يكتب: السلام والازدهار في آسيا والمحيط الهادئ

صدى البلد

تأسست منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ ( المختصرة باسم آبيك) رسميًا في عام 1989. وهي أعلى آلية تعاون اقتصادي وأوسعها نفوذًا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتضم حاليًا 21 دولة كعضو فيها. الغرض من المنظمة هو دعم النمو الاقتصادي المستدام والازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وبناء أسرة متناغمة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وحماية التجارة والاستثمار الحر والمفتوح، وتسريع عملية التكامل الاقتصادي الإقليمي، وتشجيع التعاون الاقتصادي والتكنولوجي، وضمان سلامة الناس، وتعزيز البناء الجيد وبيئة أعمال مستدامة. وبمرور أكثر من 30 عامًا من التنمية، لعبت منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ دورًا إيجابيًا في بناء اقتصاد عالمي مفتوح، ودعم النظام التجاري متعدد الأطراف، وقيادة العولمة الاقتصادية.


في مساء يوم 20 نوفمبر 2020، حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ الاجتماع السابع والعشرين للقيادة غير الرسمية لمنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في بكين وذلك عبر الفيديو وألقى خلالها كلمة هامة. يشهد العالم ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ حاليًا تغيرات جذرية، وقد أدت جائحة فيروس كورونا المستجد إلى تسريع هذا الاتجاه. فالمسار المستقبلي لتعاون آسيا والمحيط الهادئ يرتبط بالتنمية الإقليمية ورفاهية الشعوب ومستقبل العالم. يستند خطاب الرئيس شي جين بينغ المهم إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم، ويرسم مخططًا لتعاون آسيا والمحيط الهادئ في ظل الوضع الجديد، ويشير إلى الاتجاه، ويضع الثقة فيه.


أكد الرئيس شي جين بينغ أن التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لم يكن أبدًا لعبة محصلتها صفر أو لعبة سياسية أنت تخسر فيها وأنا أربح. بل إنها منصة لتحقيق الإنجازات المتبادلة والمنفعة المتبادلة والتنمية الرابحة للجانبين. حيث إنه يجب على جميع الأطراف تعميق شراكة آسيا والمحيط الهادئ القائمة على الثقة المتبادلة والتسامح والتعاون والفوز المشترك. إن الالتزام بمفهوم التشاور المكثف والمساهمة المشتركة والمنفعة المشتركة ليس أمرًا حيويًا فقط للتغلب على الوباء، ولكنه أيضًا ضمان مهم للتوسع المستمر في كعكة التعاون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتحقيق الرخاء المشترك.


طرح الرئيس شي جين بينغ اقتراحًا من أربع نقاط: التمسك بالانفتاح والشمولية، التمسك بالنمو المبتكر، الالتزام بالترابط، الالتزام بالتعاون المربح للجانبين. وهذا يجسد الخطة الاستراتيجية لمواجهة التحديات الحالية والتركيز على التنمية الطويلة المدى، ويثقل مفهوم مجتمع المستقبل المشترك في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، كما يحفز الدافع لمزيد من التعاون العميق بين آسيا والمحيط الهادئ.


تعمل الصين بثبات وذلك من أجل بناء مجتمع مستقبل مشترك في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. أعلن الرئيس شي جين بينغ أن الصين "تدرس بإيجابية الانضمام إلى اتفاقية الشراكة الشاملة والمتقدمة عبر المحيط الهادئ" (CPTPP)، وقد أدى ذلك إلى زيادة الثقة في التعاون المفتوح العالمي بعد أن وقعت الأطراف المعنية رسميًا اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة. وستعقد الصين ندوات تجارية واستثمار شاملة، وتجري دراسة حالة عن المدن الذكية، وتعقد ندوات رقمية للحد من الفقر، والعمل بنشاط وثبات على تعزيز بناء "القنوات الخضراء" للبضائع وغيرها والمساهمة بالحكمة الصينية في حل مشاكل التنمية.


سيؤدي البناء المشترك عالي الجودة لـ "الحزام والطريق" بين الصين ودول المنطقة إلى بناء منصة أوسع لبناء اتصال بين آسيا والمحيط الهادئ وضخ زخم أقوى في آسيا والمحيط الهادئ والاقتصاد العالمي. فيما يتعلق بقضايا اللقاحات التي تهم جميع الأطراف، أشار الرئيس شي جين بينغ إلى أنه يتعين على أعضاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ تعزيز أبحاث اللقاحات وتطويرها وتبادلها؛ وتدعم الصين منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في تعزيز تبادل السياسات وبناء القدرات في مجالات مثل الصحة العامة، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، طرح مبادرة التطبيب عن بعد للسماح للناس في المناطق الفقيرة والنائية بتلقي العلاج الفعال في الوقت المناسب.


يتوقع المجتمع الدولي عمومًا أن تبدأ الصين العام المقبل رحلة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة بطريقة شاملة، وستكون بالتأكيد قادرة على تحقيق منفعة متبادلة أكبر ونتائج مربحة للجانبين مع جميع الأطراف في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.


منذ اندلاع جائحة فيروس كورونا المستجد، عملت الصين ومصر معًا وتبادلا أطراف المساعدة، وكتبتا فصلًا من الوحدة والجهود المشتركة لمكافحة الوباء. إن الاقتراح الذي قدمه الرئيس شي جين بينغ هو خطة صينية للتغلب على الصعوبات معًا، وخطة علمية لبناء المستقبل معًا وهذا لن يساهم فقط في التنمية المستقبلية لدول آبيك، كما سيكون لها دور إرشادي وتأثير بعيد المدى في بناء العلاقات الصينية المصرية لتصبح نموذجًا أوليًا رائدًا لبناء مجتمع صيني عربي وصيني أفريقي ذي مستقبل مشترك. أعتقد أن العلاقات بين الصين ومصر التي صمدت أمام اختبار الوباء ستصبح أقرب وأعمق، ومن المؤكد أن آفاق مجتمع صيني مصري ذي مستقبل مشترك ستكون أوسع!