الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

باستخدام الشبح الكوني.. التقاط صورة ليلية للشمس من خلال باطن الأرض

الشمس
الشمس

عندما يحاول العلماء التقاط صورة للشمس فإنهم يتجهون بأنظارهم إلى السماء، لكن نظرًا البيضاوية كوكب الأرض في الفضاء فقد قرر عالم طاقة ماليزي اختراق باطن الأرض بمادة معينة للبحث عن الشمس.

أثار الدكتور «ستيف ستيوارت ويليامز» أستاذ علم النفس المشارك في حرم جامعة نوتنجهام في ماليزيا، ضة كبرى بعد قيامه بتغريد صورة للشمس تم التقاطها خلال الليل من زاوية مختلفة تمامًا.

أثارت صورة الشمس دهشة وحيرة متابعيه الذين يزيد عددهم عن 87 ألفًا والتي تم التقاطها في يونيو 1998، خلال 500 يوم باستخدام جزيئات أولية تعرف بالنيوترينوات.

 للوهلة الأولى تبدو الصورة وكأنها "غروب الشمس في لعبة ماين كرافتس" كما وصفها أحد المتابعين، لكن التفسير المصاحب كافٍ ليجعلك تحك رأسك وتنظر حولك بحثًا عن فنجان قهوة قوي.

الصورة للشمس ولكن تم التقاطها من خلال الأرض باستخدام جزيئات أولية تعرف بالنيوترينوات، إنها قطعة أساسية من المادة قادرة على المرور عبر الأرض دون التفاعل مع أي جسيم آخر.

كتب ستيف: "قد لا تبدو هذه الصورة للشمس مبهرة جدا، حتى تدرك أنها التقطت في الليل ؟؟؟؟ لم نكن ننظر إلى الأعلى بل ننظر إلى الأسفل، عبر باطن الأرض بأكمله، باستخدام طاقة النيوترينوات بدلًا من الضوء.. إنها رائعة حقا!".

قام ستيف وزملاؤه بتسجيل الصورة من منجم في اليابان، حيث كان العلماء بحاجة إلى 500 يوم من البيانات لإنتاجها.

النيوترينوات "الشبح الكوني"

عرف العلماء النيوترينوات بأنها جزيئات أولية بكتلة أصغر كثيرًا من كتلة الإلكترون، ولا تمتلك شحنة كهربية،كما لا يمكن رصدها بسهولة لعدم تفاعلها مع أي جسميات أخرى، لذا أطلق عليها العلماء لقب "الشبح".

وكان العالم الياباني «ناوكو كوراهاشي نيلسون» قد وصف طريقة عملها بمثال بسيط قائلًا: "إن أضأت مصباحًا يدويًا على حائط، فلن يعبره الضوء.. هذا لأنَّ جسيمات الضوء المسماة بالفوتونات تتفاعل مع جسيمات الحائط ولا يمكنها الاختراق.. أما إن كان المصباح يطلق النيوترينوات، فسيمر دفق النيوترونات من خلال الحائط".

وهو ما اعتمدت عليه التجربة التي تحدث عنها ستيف، من خلال تتبع الشمس عن طريق اختراق باطن الأرض باستخدام النيوترينوات.

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 50 تريليون نيوترينو شمسي تخترق الجسم البشري كل ثانية، حيث تنتج النيوترينوات بأعداد كبيرة خلال تفاعلات الاندماج والتفاعلات النووية الجارية في الشمس.

تحمل بعض هذه الجسيمات طاقة هائلة لدرجة أنَّ العلماء احتاروا في ماهية الأجسام الموجودة في الفضاء التي تتمتع بقوة كافية لإنتاج مثل هذه الجسيمات.