الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصورة هي الأهم؟!


هل أصبح المعيار الفاصل بين كل شخص ونجاحاته.. إنجازاته.. أو حتى سعادته ومدى استقراره يحدد بمقدار صوره على صفحات التواصل الاجتماعي؟!،... أقول هذا الكلام بمناسبة تجربة مريرة تعرضت لها وغيري من جيراني بحي الزمالك .. فقد انقطعت المياه عنا لمدة 3أيام متواصلة، ونحن في عز الجائحة الكورونية والتي تتطلب تطهير مستمر، وذلك جراء كسر غير مقصود بخط مياه الشرب من قبل الشركة المنفذة لمشروع الخط الثالث لمترو الأنفاق ..



ولا أنكر أن عمليات الإصلاح سارت على قدم وساق، وواصل كل مسئول كبير وصغير الليل بالنهار دون كلل أو ملل حتى انتهت المشكلة، وعادت المياه إلى مجراها الطبيعي، لكن بقى من تلك المحنة صور فيسبوكية لا تنسى وسؤال يحتاج لوقفة!..



فمن أول يوم لحدوث الكسر والمسئولون عن بعض الصفحات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تسابقوا في نشر صور رؤسائهم أثناء متابعاتهم لعمليات الإصلاح مع تصريحات بعودة المياه في بعض المناطق أو كلها على عكس ما عايشناه فعليًا.. الأمر الذي أثار غضب جميع السكان، الذين عانوا العذاب كلما شاهدوا صورة وتعليق، وهم يحلمون ولو بقطرة مياه تطمئن خاطرهم بقرب عودة الحياة لطبيعتها!..



 وتساءلت لماذا يتصارع البعض على تسجيل إنجازاته على صفحات التواصل الاجتماعي، وكأنها المقياس الفاصل لتفوقه؟! .. خاصة أن نشر خطى المسئولين لا يتوقف على جهة بعينها بل في عدة جهات بمختلف المجالات..



وليت صور نجاحات الفيسبوك اقتصرت على الحياة العامة أو العملية فقط!.. لكنها امتدت أيضًا لتشمل حياتنا الشخصية والأسرية،.. فهذا ينشر صورة عائلية وسط  طاولة فيها ما لذ وطاب من الطعام، وقبل أن يستمتع بالأكلة الحلوة واللمة الأحلى يتابع تعليقات تلك وذاك وكل منهما يتمنى لو تذوق من طعامه!.. وهذه تنشر صورتها مع زوجها وحولهما عبارات الحب،.. وبدلًا من أن تحتضنه وبكل ما أوتيت من عشق تشعره بدوار لهفتها عليه، تكتفي في رأس السنة ببوست وتاج على صفحتيهما الفيسبوكية وعليها "كل عام وأنت حبيبي"!..



ولا أعرف لما وجدت نفسي أترحم على صورنا الفوتوغرافية القديمة، وكيف كانت فرحتنا كلما شاهدنا لقطة تذكرنا بيوم جميل قضيناه، وإحساس صادق مازال محفور كالوشم على جدار القلب وليس "منظرة" على صفحات التواصل الاجتماعي والسلام!



فيا كل امرأة ورجل يبحث عن السعادة الزوجية، ليتكم تعرفون أن الأشواق الحقيقية ليست في صورة وجملة  تتبادلونها على انستجرام بل في كلمة عشقية ، همسة غرامية، لمسة حانية تجمعكما في دنيا مكونة من أنا أنت
وأنت أنا.. 


والاستقرار الأسري لم ولن يكن أبدًا في مقطع فيديو ينشر حصري على فيسبوك، ليشهد كل من رآه على ضحكاتكم في نزهة أو رحلة.. أنما يكمن في ماهية السخاء العاطفي، والأمان الوجداني الذي لا تخطئه عين..
لأنه ببساطة يبدو واضحًا كالشمس بإشراقها أو  غروبها على ملامح  وجه كل فرد من العائلة،.. وكل واحد وشمسه!..



ويا كل مسئول يسعى لمنصب أعلى، تاريخ نجاحاتك لن يدون بصورة وتصريح "فيسبوكي"، بل بأعمال على أرض الواقع تحكي عن إنجازاتك.. وليكن السيد  الرئيس عبد الفتاح السيسي بما بناه في زمن قياسي من كباري، أنفاق، مدن، وعاصمة إدارية جديدة، وغيرهم من الإنجازات التي تتحدث عن نفسها دون تهليل ولا صور على وسائل التواصل الاجتماعي قدوة ودرس يتعلم منه كل مسئول في الدولة ويستفيد منه كل مواطن حالم بغد أحلى.. 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط