الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تجربة المسحة المريرة !!


لم أكن أتخيل للحظة أن أتعرض لمثل هذه التجربة، بعد أن ظللت أحافظ على نفسي طيلة العام الماضي، حيث بدأت في اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية، واتبعت تعاليم منظمة الصحة العالمية، منذ أن بدأت كورونا في الظهور في العالم ومنذ بداية في الظهور في مصر في شهر فبراير 2020، عندما ظهرت الأعراض على بعض من مرتادي المركب العائم في الأقصر، والتي تحمل على متنها السائحة، التي أدخلت كورونا إلى مصر.

ثم بدأت تتوالى الأحداث والحالات، نتيجة اختلاط المصريين المسافرين من مصر إلى العالم، وكذلك مع توافد السياح الأجانب، فانتقل الفيروس وانتشر في كل أنحاء المعمورة والعالم أيضًا.. ولولا القيادة الحكيمة في مصر، والتي قررت في شهر مايو المنصرم، غلق المقاهي والمطاعم والمولات، حتى بدأت الفتح تدريجيًا مع مطلع شهر أغسطس، حفاظًا على البلد وأرواح المصريين واقتصاد مصر والمصريين، قدر المستطاع.

عمومًا من يتابع مقالي الأسبوعي في صدى البلد، سيجد أننى لم أتوانَ يومًا في الكتابة عن كوفيد19، منذ أن ظهر في العالم، وتساءلت وقتها هل تصل كورونا إلى العالم العربي؟ وكنت من أوائل من كتب في هذا الصدد في شهر فبراير 2020.  في الحقيقة، كورونا، أرهق شعوب العالم، نفسيًا وعصبيًا واقتصاديًا.

ومنذ هذا الوقت، لم أتخلَ يومًا عن إتباع إرشادات السلامة لي ولأسرتي وأصدقائي وزملائي في العمل، واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية، التي وضعتها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية.. ولأنني ممن يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، فكان لزامًا علىَّ إتباع الإرشادات، حتى لا أدخل في تجربة نفق كورونا المظلم.

ولكن مع الأسف، ليس كل ما يتمناه المرء يُدركه، فقد مررت ب11 يومًا، الله وحده هو الأعلم بهم.. فقد بدأ أحد أفراد أسرتي بالرشح والعطس والسعال الخفيف من قبلي أن ألتقط منه العدوى، إلا أنه سرعان ما تعافى والحمد لله رب العالمين.

وطبعًا لأنني في بيتي، لم أتخذ أي إجراءات احترازية، أو أرتدي الكمامة، لأحمي نفسي على أساس أنني بمأمن، لكن مع الأسف، كُنت طريحة الفراش، بعد واقعة أحد أفراد أسرتي بيوم واحد فقط، وإلى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه السطور من السرير.

بدأت بالرشح والسعال وأُصَبت بحرارة لم تزد عن 38 درجة والحمد لله.. وقررت في ظل هذا الرعب الذي كنت أعيشه لمدة أربعة أيام، أن أجري "مسحة كورونا" خاصةً أن حالتي لم تتحسن.. مكثت 14 ساعة في رعب انتظار النتيجة، إلى أن جاءت النتيجة "سلبًا" والحمد لله رب العالمين.. كنت قد أخذت وقتها جزءا من بروتوكول علاج كورونا، إلى جانب دواء للسعال والرشح والجيوب الأنفية وأعراض نزلات البرد العادية.

لكنني أيضًا لم أشهد تحسنًا على مدار أسبوع كامل، ووسط هلع الأهل والأحباب واتصالاتهم، مطالبين بعمل مسحة أخرى، مع صورة دم كاملة وأشعة صدر مقطعية، عملت مسحة ثانية، ساعدني في كليهما الزميل الصحفي، ريمون فرنسيس، والذي كان قد أنشأ مع بداية انتشار الفيروس جروبات "صحفيون في مواجهة كورونا" يقدم الجروب خدمات طبية جليلة للصحفيين، بأسعار مخفَّضة وكفاءة عالية، في أزمة كورونا.

وقد أجريت المسحة الثانية، وفوضت أمري إلى الله وعملت صورة دم كاملة، لكنني لم أستطع أن أغادر السرير لإجراء أشعة الصدر، إضافةً إلى رعبي من دخول المستشفيات الممتلئة بحالات كوفيد، كما علمت من مصادري الخاصة.. وظهرت النتيجة سلبية والحمد لله.

من قلبي: لن أتحدث عما شاهدت من فيديوهات لرأس السنة الميلادية وكلكم تعلمون بداية من كوبري استانلي بالإسكندرية.. لكن كل ما أرجوه من حضراتكم أن تحافظوا على أنفسكم وأهلكم وذويكم ووطنكم.. كوفيد19 هو مرض متعلق "بالجهاز التنفسي" ينتقل عن طريق النفس، والوسيلة الأكيدة والوحيدة للحفاظ على أنفسكم منه، هو ارتداء "الكمامة"، وحتى لو اشتبهنا في أحد أفراد الأسرة أو شككنا في الأمر، فعلينا ارتداء "الكمامة" في منازلنا، وليس عيبًا.. إنما العيب هو ألا نتخذ كل الوسائل في الحفاظ على نعمة رب العالمين.

من كل قلبي: تجربة المسحة، تجربة مريرة وقاسية بكل معنى الكلمة ويشتعل لها الرأس شيبًا.. وربنا ما يكتبها على أحد.. فالوقاية خيرٌ من كورونا.. في النهاية أدعو الله في أول أيام هذه السنة الجديدة 2021، أن يهلها علينا بالخير والبركات، وأن يكفينا شرها.. اللهم افتح علينا فتوح العارفين وأنر بصائرنا.. اللهم أكفنا وإياكم شر الوباء والبلاء.. اللهم آمين يا رب العالمين.. اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط