الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد أن نال إعجاب نابليون .. حكاية مخترع البطارية

فولتا
فولتا

نعيش فى عصر تسيطر علينا فيه العديد من الأجهزة والتي اصبحت تتحكم فى يومنا وحياتنا ولعل أبرز مشكلة تواجهنا مع أجهزتنا هى مشكلة فراغ البطارية، فاذا فرغت البطارية منا فى منتصف اليوم نبحث حولنا على أى وسيلة لأعادة شحنها لنستطيع العودة الى الحياة فقد اصبح فراغ البطارية مثل فراغ الاكسيجين من الرائة .

وعلى الراغم من استخدامنا البطاريات كل يوم لكن معظمنا اذا تم سأله عن مخترع البطارية لا يستطيع أن يجيب علينا . 

ألساندرو جيسبي أنطونيو أنستازيو فولتا والشهير بألساندرو فولتا وهو عالم فيزياء إيطالي يرجع له الفضل في اختراع أول بطارية كهربائية وُلد عام 1745 وتخرج من مدرسة كومو في إيطاليا. وولد لعائلة من النبلاء ولكن بلا ثروة، فقد كان والده فليبو فولتا شخصًا مبذرً، وقد توفى عندما كان أليساندرو في السابعة من عمره تاركًا زوجته وأطفاله السبعة في ديون كبيرة، ومن ثم انتقل أليساندرو للعيش عند عمه وانضم إليه في خدمة الكنيسة .

في عام 1758 درس في مدرسة كومو لأربع سنوات، ثم تابع دراسته في المعهد الإكليريكي حتى سن الثامنة عشر. وبالرغم من أنّه تأخر حتى تكلم الإيطالية، إلا أنه أجاد اللغات اللاتينية والفرنسية والإنكليزية والألمانية قبل مغادرته المدرسة. وكانت قدرته على التحدث بإكثر من لغة مفيدة له وساعدته كثيرًا في سنواته القادمة، فكثيرًا ما سافر حول أوروبا لمناقشة علماء آخرين حول أعماله وأفكاره.

 بدأ فولتا بالقيام بتجاربه العلمية فى عام 1765، في مختبر صديقه الغني سيزار غاتوني الذي استضافه في مختبره لعدة سنوات.
واستطاع هدم النظرية السائدة في وقته أن الكهرباء تتولد فقط بواسطة الكائنات الحية .

بين عام 1776 و1777 درس فولتا كيمياء الغازات واكتشف غاز الميثان:  عن طريق جمع بعض الغازات من المستنقعات. وقام ببعض التجارب على إشعال غاز الميثان عن طريق الصعق الكهربائي داخل إناء مغلق. كما قام فولتا بدراسة ما يسمى عندنا اليوم بالمكثف حيث درس العلاقة ما بين الجهد الكهربي V والشحنة Q وأثبت أن قيمهم تتناسب تناسبًا مباشرًا. وهذا هو قانون فولتا لتكثيف الشحنات. وقد وضع وحدة قياس الجهد بعد تلك التجارب وهي الفولت Volt. و في عام 1779 تولى فولتا منصب أستاذ الفيزياء التجريبية بجامعة بافيا.

ودخل فولتا فى صراع كبير مع العالم جالفاني بعد أن قام لويجي جالفاني بتجربة على قدم الضفدع ولاحظ وجود صعقة كهربائية حركت قدم الضفدعة، وجاء ذلك بعد ان قال جالفاني  فى عام 1791  أن تماس معدنين مختلفين برجل ضفدع يولد تيارًا كهربائيًا، وسمى غلفاني ذلك "الكهرياء الحيوانية"، واعتقد فولتا أن الأنسجة الحيوانية الموجودة في رجل الضفدع تنقل الكهرباء فقط بين المعدنين فقام بإعادة التجربة باستخدام مجس كهربائي –ورق مملح- بدلًا من رجل الضفدع، وفسر تلك التجارب على أنها بسبب فرق الجهد بين المعدنين. وعام 1792 أجرى فولتا فولتا تجارب على انتقال الكهرباء بين المعادن وسمّاها "بالكهرباء المعدنية".

انتهى هذا النزاع بين الصديقين عام 1800 عندما أعلن فولتا عن اختراع أول بطارية كهربائية وتعرف بالكومة الفولتية "voltaic pile". وتتكون هذه البطارية من قطبين إحداهما زنك والآخر نحاس وبينهما إلكتروليت من حمض الكبريت أو محلول خليط من ماء وملحعام 1800 نتيجة للخلاف الذي نشأ بين فولتا وجالفاني حيث فسر جالفاني نشوء الصاعقة الكهربائية على أنها بسبب جسم الضفدعة وفسره فولتا بأنه بسبب فرق الجهد بين المعدنين- قام فولتا بعمل نموذج بطارية التي أسماها بالكومة الفولتية لإثبات نظريته. وقد استخدم فيها معدن الزنك والفضة. وقام بوضع مجموعة من هذه البطاريات على التوالي


استطاع فولتا فى لفت وإعجاب نابليون بونابرت بعد إختراعه للبطارية الكهربائية ودعي إلى معهد فرنسا لإثبات وعرض اختراعه أمام أعضاء المعهد. تمتع فولتا بقدر معتبر من الدنو من الإمبراطور طوال حياته وكان قد مُنح العديد من الأوسمة من طرف نابليون قام نابليون بونابرت بمنحه لقب "كونت" في عام 1810. شغل أليساندرو فولتا كرسي رئاسة الفيزياء التجريبية في جامعة بافيا لما يقرب من 40 عاما، وكان يحظى إلى حد بعيد بشعبية جارفة بين طلابه.

تقاعد فولتا فى عام  1819  وأوقف أبحاثه واستقر بمدينة كامناجو التي سميت بعد ذلك كامناجو فولتا.

توفي يوم 5 مارس عام 1827 ودُفن في تلك المدينة. وقد بُني تمثالٌ له ووُضع على شاطئ بحيرةٍ بمدينة كومو، كما تم بناء متحف له يضم مخترعاته وأدوات تجاربه.