كيفية التفقه في الدين، التفقه في الدين هو غاية وأمنية أهل الإيمان، لقول المصطفى: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ»، ولادب من مراجعة النفس أولا.
التفقه في الدين للمبتدئين
عن أبي شهاب قال حميد بن عبد الرحمن سَمِعتُ معاوية خطيبا يقول سَمِعتُ النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول "من يُرد الله بهِ خيرًا يُفَقههُ في الدين وإنما أنا قاسم والله يُعطي ولن تزال هذه الأُمةُ قائمة على أمر الله لا يَضُرهُم مَن خَالفَهُم حتى يَأتي أمرُ الله".
معنى التفقه في الدين
بينما كان (صلى الله عليه وسلم) يوزع الصدقات والأعطيات على مستحقيها اعترض أحدهم على القسمة
فقال: أعدل يا رسول الله
قال الرسول صلوات الله عليه وتسليمه: ويحك؟ من يعدل إذا لم أعدل؟
تفقه ياهذا في دينك وتعلم قواعد شريعتك وتفهّم أحكام الإسلام والرضا بما حكم نبيه ومن لم يتفقه في الدين حُرم الخير ولم يبال الله به، وإن مِن فقه الدين أن تعلم يا هذا أن الله هو المعطي هو مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير إنه على كل شيء قدير وإن من الدين أن تعلم ياهذا أنني ما أنا إلا قاسم وموزع ومناول وما أنا إلا أداة منفذة لإرادة الله وإرادة الله فوق كل شئ وهو الذي يعطي.
تعلم يا هذا فقه الدين واسلك طريق من أراد اللهم بهم خيرا فهم قناديل منيرة في كل عصر يبقون على الحق ما بقى الزمان لا يطفئهم أعداء الله ولا يضرهم العتاة حتى يأتي أمر الله وتقوم الساعة، والمقصود بـ"قائمة على أمر الله" أي على دين الله وفقهه، والمقصود بـ"لا يضرهم من خالفهم" أي لا يثنيهم وعد أو وعيد عن قيامهم على دين الله وجهرهم بالحق وصلابتهم فيه.
والمقصود بـ"حتى يأتي أمر الله" أي قيام الساعة أي إلى نهاية الدنيا وبعدها يكون الحكم لله وحده والأمر لله وحده ولا تكليف.
فاللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب.
فوائد التفقه في الدين
الفقه في الدِّين والعمل به عن إخلاصٍ لربِّ العالمين من آيات السعادة، ومن أسباب نَيْلِ الحسنى والزِّيادة؛ إذ الفقه في الدِّين سببٌ لمعرفة الحكم والأحكام، والتمييز بين الحلال والحرام، وأداء حقِّ الله على وجهٍ صحيح، والتوبة إلى الله من القبيح.
ولذا امتنَّ الله تعالى على سليمان عليه السلام بما خصَّه به من الفَهْمِ، وأمر محمدًا صلَّى الله عليه وسلَّم أنْ يطلب المزيد من العِلم، فكان صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «اللهم علِّمني ما ينفَعُني، وانفَعني بما علَّمتني، وزِدني عِلمًا».
التفقه في الدين في القرآن
قال الله تعالى "فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ" يبين الله تعالى أن طائفة منهم تكون قتالية والأخرى إعلامية مهمتها "لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ" فمن يجلس مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليستمع إليه فهو يجهز للمقاتل حيثيات ما يجاهد على مقتضاه وحين يرجع المقاتلون يُبلغهم من جلس مع الرسول ما نزل عليه من وحي ويتناوب المسلمون الجلوس مع الرسول في المدينة والقتال وكل طائفة تؤدي مهمتها .
والمعنى أي يذهب بعض المسلمين إلى البلاد التي حول المدينة ليقولوا للناس حقيقة الإسلام وأيضًا أن يأتي آخرون من الأماكن البعيدة عن المدينة ليتفقهوا في الدين و ليرجعوا إلى مجتمعاتهم ويعلموا أمور الإيمان لأهاليهم فالتفقه هو سبب النفرة .
ما يستفاد من هذه الآية أنه لا بد أن يحافظ الملسمون على أمرين أمر بقاء الاستقبال من السماء وأمر الإعلام بما استقبلوه إلى البلاد، وجواز السفر من أجل التفقه فى الدين .