الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكلمة نور


في الذكري ال46 لرحيل كوكب الشرق شاهدت لقاء علي قناة ماسبيرو زمان من أرشيف التليفزيون الملقب وقتها بالتليفزيون العربي كانت المحاورة هي سلوي حجازي واحدة من الرعيل الاول للتليفزيون المصري مع الهرم الرابع لمصر العملاقة الراحلة ام كلثوم في أول حديث لها على شاشة التلفزيون المصري استطاعت سلوي حجازي أن تقتنصه بعد حفلها على مسرح الأوليمبيا في باريس 1967 الذي جاء بعد شهور من  النكسة.

وتوقفت أمام  شكل اللقاء سلوي حجازي واثقة من نفسها تلقائية هادئة متزنة لم تهاب وهي في حضرة كوكب الشرق وأول حوار تلفزيوني تنفرد به تستمع جيدا وتلقي أسئلة تنم عن وعي بطبيعة الضيف فما بالنا والضيفة من عظيمات مصر سيدة الغناء المتربعة علي عرش القلوب العربية من المحيط للخليج.

وكان هذا اللقاء هو ترجمة للمشهد الإعلامي الذي كان إعلاما من طراز رفيع كما يجب أن يكون في نفس اليوم شاهدت كعادتي أحد الإعلاميين يصول ويجول متناولا أحد القضايا الهامة لكن من وجهة نظره التي تنم عن قصور مهني وغياب واضح للمعايير وأداء فارغ المضمون وجاء التأثير عكس الرسالة وهو بمفهوم الممارسة الإعلامية فشل ذريع.

حالة التردى أصابت جزءا من الإعلام المصري وتسبب فيها ظاهرة إعلام المذيع الأوحد الذي يخلط الرأي بالخبر ويظل ساعات طويلة يقوم بدور المحلل السياسي والاقتصادي والخبير الأمني والاستراتيجي والفني والرياضي والعالم ببواطن الأمور فغابت المهنية وتسيدت الأخطاء الكارثية التي وصل بعضها إلى أزمات سياسية ودبلوماسية.

وأصبحنا أمام تساؤل كبير عن مفهوم الإعلامي الذي أصبح فضفاضا واسعا فمع عصر السماوات المفتوحة والثورة التكنولوجية والمعلوماتية أصبحنا أمام تحديات كبيرة واختلط الحابل بالنابل والغث بالسمين وأصبح الواقع الإعلامي العالمي له حسابات أخرى أربكت المشهد ككل علي مجمله وعموميته، وتسبب في ضبابية كبيرة وبتنا أمام تحديات كبيرة ومخاطر صعبة في عالم تسوده النزاعات والأزمات والحروب والتشويه والتضليل والتنميط.

فالحدث تتم صناعته والماضي ليس بالبعيد فالمنتج الإعلامي يصدر لنا بعيدا عن التقاليد والأعراف المهنية وأصبحت الكلمة أقوى من الطلقة وبدلا من مواجهة تلك التحديات مازلنا نخفق ونتعثر فى توصيل الرسالة الإعلامية غير مدركين خطورة المرحلة التي تواجهنا.
 
ممارسات مهنية سيطرت عليها حالة من اللامعيارية وأثارت كثيرًا من الانتقادات والجدل وسجلت تراجعا واضحا فى مستوي الرسالة الإعلامية إلا من رحم ربي فقد أضحت القدرة المهنية على إنتاج وتداول خطاب إعلامي مؤثر في الداخل والخارج باهتة الملامح في الوقت الذي يجب أن نشحذ فيه الهمم  لاستنفار المصريين وتكوين تحالف وطني لبناء مصر الجديدة والوقوف علي قلب رجل واحد لوطن في مفترق الطرق.

فهل لم يحن الوقت لإعادة صياغة المشهد الإعلامى بما يواكب حركة الزخم السياسي والتنموي الذي تعيشه مصر الآن ويتماشى مع متطلبات العصر بإدارة حقيقية أكثر وعيا لتصحيح المسار لمجتمع أكثر تماسكا وفكرا تحافظ علي ثوابته وقيمه العليا.

المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ونقابة الإعلاميين يقومان بمحاولات حميدة لضبط المشهد الإعلامي لكن ألسنا بحاجة إلى إعادة تأهيل البعض وغربلة المشهد الإعلامي. 

تخرج الكلمة أحيانا كالرصاصة لتثير بدلا من أن توجه لتهدم بدلا من أن تبني  فتجلب صافرات الاستهجان بدلًا من حرارة التصفيق.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-