EN 
قال نقيب الاجتماعيين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الفيوم، الدكتور عبد الحميد زيد، إن مفهوم الزواج المبكر للأطفال، يعني تقدم زوجين قليلي الخبرة في التعامل مع المواقف الحياتية الصعبة، وغير ناضجين لبدء علاقة زوجية أو أسرية تتسم بالاستقرار، مع عدم قدرتهم على تمثيل الدور المنوط بهما كزوج وزوجة، يدركان مسألة الحقوق والواجبات، فضلا على ضعفهما في تحمل المسئولية الاجتماعية تجاه الأسرة.
وأضاف "زيد" في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الزواج المبكر للأطفال يسلبهم حقوقهم في خوض كل مرحلة منفصلة على حدة، فضلا عن ضعف كواهلهم على تحمل الأعباء الاقتصادية المطلوبة، الأمر الذي يجعل منهم أباء غير ملتزمين ومفضلين للعيش تحت كنف الأسرة، التي تتكلف مسئوليتهم الاقتصادية، معقبا: "هيفضلوا ياخدوا المصروف"، وبالتالى يصبح صاحب القرار الرئيسي في هذه العلاقة الزوجية، هو من يتحمل تلك النفقات.
وعن طريقة التربية في تأهيل طفل جديد، يعد اللبنة لبناء المجتمع، من أبوين يتم تصنيفهم ضمن قائمة الأطفال، تحدث "زيد"، عن جهلهم بتربية أطفال تعد البنية الأساسية في بناء مجتمع سليم وصحي، علاوة على نقص ما لديهما من معلومات بشأن الإلمام بالأسس السليمة، التي تؤهل تلك الأطفال اجتماعيا من خلال أبوين هما نافذة تلك الأطفال على المجتمع، وقاموسهم للهندسة الاجتماعية.
وأرجع "زيد" خطوة سن مشروع قانون لتجريم زواج الأطفال إلى الميراث الثقافي الغير منتهي، والذي لا ينقرض سريعا، نتيجة تجسيده لـ رواسب ثقافية استمرت لمئات السنين، وستظل طالما أن ليس هناك وعيا حقيقيا بخطورة هذه المشكلة التي تتطلب فهما وإدراكا بمفهوم الزواج على عدد من الأصعدة، أبرزها الصعيد الاجتماعي، والاقتصادي، والسلوكي، مما يؤثر بدوره على مستقبل أطفالنا والأجيال القادمة.
وأشاد "زيد" بدور المجتمع المدني في حملات التوعية، مؤكدا قصر معالجة تلك الآفة في حملات توعوية غير ملزمة، موضحا أن الأمر استلزم من الرئيس وصانعي القرار بمصر التوجه بسن قانون وتشريع يمنع تلك المواريث، ويجرم تلك الظاهرة، دون اقتصار حلها في عدد من الحملات، تصنف بدورها مجهود مدني ومجتمعي وذاتي أحيانا.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي مجلس النواب باتخاذ اللازم نحو سرعة إصدار مشروع قانون يمنع زواج الأطفال من خلال قانون مستقل ينص صراحة على السن القانوني للزواج.
