EN 
تضحية لا تقدر بثمن، وهبت العمر والمال وأحلام حياتها، ضحت بحايتها خشية ضياع حياة بنات شقيقتها، لتصبح لهما أما بعد وفاة الأم، وعلى مدار سنوات طويلة أصبحت هي الام الحقيقية لبنات شقيقتها.
تواصل «صدى البلد» مع ميار سيد، عن قصة تضحية خالتها فاطمة عبد المحسن كيلاني، من أجلها هي وشقيقتها رقية، توفي الأب والام في آن واحد كانت ابنتيهما في المرحلة الابتدائية حينها، بعد الانتهاء من العزاء تفاجئت الطفلتين بغياب الجميع، عدا الجدة للأم التي كانت قعيدة حينها بسبب أمراض مزمنة، وسرعان ما انتقلت الخالة للبقاء معهم.
كانت الجملة الأولى منها لبنات شقيقتها الراحل: "اطمنوا أنا مش هسيبكم"، أربعة كلمات كلفتها عمر بأكمله، هذا الوعد لم تتردد يوما في أن تفي به، وتولت مسئوليتهما كاملة حيث اضطرت للعمل في أكثر من عمل.
وتقول ميار: "خلصنا التعليم واشتغلنا وجهزتنا وبنت لنا بيت كل واحدة فينا لها شقة وقاعدين معاها"، رفضت فاطمة الزواج كانت شابة جميلة تقدم لها العديد من الرجال المناسبين ولكن حيرة مصير بنات شقيقتها جعلتها تتخذ قرارا بوهب العمر لهما خاصة بعد وفاة الجدة، وتقول ميار: "خالتو قدمت تضحية كبيرة هي دلوقتي أمنا وأكتر".
تقدم لخطبتها رجل مناسب ولكن كان شرطه عدم بقاء الطفلتين معها، فلم يكن ردها إلا الرفض، ضحت بالخروج لم تعرف حتى الآن ما هو "الكافيه" أو "المول"، وهذا الامر ليس تقليلا من شأنها ولكن دليل على تضحيتها طوال العمر، وتقول ميار: "طول العمر من البيت للشغل والعكس وتقول لأ أنا ماحبش أخرج برة البيت لحد ما اتجوزنا وجت معانا لحد دلوقتي".
أمنيتها الوحيدة هي لقاء شقيقتها الراحلة بعد عمر طويل، وتخبرها بأنها اتمت مهمتها على أكمل وجه، وتطمئنها على ابنتيها، وتقول ميار: "أنا مشفتش تضحية وزهد وحب بالشكل ده، محدش في الزمن دلوقتي كده".
العديد من المواقف لا حصر لها تعرض لها ثلاثتهم، والوقت الأصعب كان وفاة الام لم يغب عن ذهن الفتاتين التي احتضنتهما خالتهما ليجدا في حضنها رائحة أمهما الراحلة، ولم تنسى الفتاتين كم البكاء للخالة، احتضنتهما دون أن تتفوه بكلمة وجدا فيها الامن اللتان تنشدانه، وتقول ميار: "موقف عمرنا ما بننساه، هي أجمل خالة وأم".
